أحيانا كثيرة يصاب الإنسان بالحب ولكنه يخطأ في تمييز مدى صدق وبراءة مشاعره، وفي حالة كونه محظوظا يجد خلال دربه أشياء تدله على صدق مشاعره، وأشخاص يساندونه للوصول للخطوة الصحيحة والتي تتمحور حولها الحياة بأكملها.
الأحباء هم أولئك الأشخاص الذين يحملون السعادة ورسم الابتسامة على شفاه من يحبون، لا يأبهون لأي من ظروف الحياة الصعبة والتي تحول بينهم وبين من يحبون، بل يخلقون من هذه الظروف الصعبة القاسية فرصا للقرب من أحبائهم وتوثيق الوصال بينهم.
قصـة حب طفولي
كانت الأقدار في صفهما منذ البداية، منذ طفولتهما وكأنها تصر على أن تشهد على قصة حبهما والتي تسطر بحروف من نور في كل كتاب العشاق؛ كانت الفتاة تبلغ من العمر حينها خمسة أعوام، والشاب كان يسبقها بعام واحد حينما جمعتهما الأقدار ببعضهما البعض حيث سجلا كلاهما بنفس النادي لتعلم لعبة الإسكواش الرياضية.
كبرا سويا وجمعت بينهما الكثير من المواقف والتي كانت بكل مرة تقربهما من بعضهما البعض، حتى جمعت بينهما بطولة وقد كانا لا يزالان صغيرين حينها بعائلة كل منهما، وكانت الصدفة الثانية التي خططت لها الأقدار، فكلا العائلتين أطباء، وبذلك نشأت بينهما صداقة توطدت بينهما بمرور الأيام.
كانا يجتمعان كثيرا بمعظم المناسبات طوال العام، وكبرا الاثنان سافر الشاب للخارج وكان حينها يبلغ من العمر تسعة عشرة عاما، سافر لأمريكا لإتمام دراسته، أما الفتاة فالتحقت الجامعة الأمريكية بمصر ودرست بها، شعرا حينها كلاهما مدى احتياجه للآخر وعدم قدرته على الاستغناء عنه ولو لجزء بسيط، انبثقت بينهما علاقة الحب والذي كان موجودا منذ الطفولة ولكنهما لم يستطيعا فهم مشاعرهما حينها، صارحها الشاب بمدى حبه لها، وهي أيضا كانت تنتظر حبه ومصارحته كخطوة أولى منه.
كانت معه بكل خطوة على الرغم من الظروف التي كان بها (الغربة)، تصف أنه كان يتوجب عليها محادثته السادسة صباحا نظرا لفروق التوقيت بين مصر وأمريكا، وجد بها ملاذه الوحيد والقلب الحنون الذي وقف معه وظل صامدا منذ الصغر، كما أنها وجدت بها الحنان والأمان والطيبة والاهتمام، كلاهما كانا للآخر نصفا صحيحا متطابقا لا يفلح غيره مع تركيبتهما الفريدة من نوعها، فتولت عنهما الأقدار مهمة الجمع بينهما والتوفيق.
وفور تخرجه من جامعته عاد للوطن في غضون أيام، وصل يوم الأحد كان بيوم الأربعاء بمنزل الفتاة يطلب يدها رسميا من والديها مع بصحبة والديه؛ كانت المفاجأة الثالثة التي يخبأها القدر لهما أن كلا العائلتين كانت توقن أن هناك علاقة حب قوية تربطهما ببعضهما البعض، وكانت والدة الشاب قد اتخذت الخطوة الأولى منذ أن كانا بالثانوية العامة وطلبت يد ابنتها لابنها، حيث أنها ذات مرة في بطولة من إحدى البطولات التي خاضاها سويا، وجدتهما يقتسمان طبق للمعكرونة سويا، ومنذ هذه اللحظة التي رأت فيهما ضحكاتهما سويا وإيثار كل منهما للآخر على نفسه، أيقنت أن كلاهما خلق لأجل الآخر.
برعت كلا العائلتين في إخفاء الأمر سرا عنهما حتى لا يستخفا بأمر دراستهما، وبالفعل تخرجا بتقديرات ممتازة للغاية، الشاب تخرج قبل الفتاة بعام، وخلال العام الذي أنهت فيه الفتاة تعليمها كان قد أنهى عش زوجيتهما بكافة التجهيزات المطلوبة.
تزوجا وأكملا مشوار حياتهما سويا، أكملا بطريق شغفهما رياضة الإسكواش التي برعا بها كثيرا، وحصدا الكثير من البطولات العالمية، كانت هذه الرياضة أيضا هي من جمعت بينهما منذ البدايات.
هذه قصة حب حقيقية حدثت على الأراضي المصرية، حب طفولي كان من سنوات العمر الأولى، حب بريء نشأ وكبر داخل قلب كل منهما، ولم يفهما حقيقة مشاعرهما إلا بأول بعد بحياتهما، عانى كل منهما من آلام الفراق، وبعدها وجد الشيء المفقود والضائع منه باتصال دام لمدة دقائق من الحبيب، أعلنا وأفصحا عن حقيقة مشاعرهما تجاه بعضهما البعض، وحبهما لقي ترحيبا من قبل الأهل والأصدقاء، حيث أن الجميع مسلم بوجود حالة عشق تجمع بينهما، والكل يشهد بها إلا الزوجان نفسهما، لم يقتنعا إلا بوجود الفراق.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الأول
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الثاني
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الثالث
قصص حب شعبية عراقية بعنوان حب بعد زواج إجباري الجزء الرابع والأخير
السلام عليكم
اقدر انشر القصة ؟