قصة بقرة بني إسرائيل ج7
لقد اختلف أهل العلم بعصرنا الحالي في بيان آيات الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى: ” وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا. عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا”، فمنهم من بين أن مرتي إفساد بني إسرائيل قد وقعتا قبل الإسلام، وقد عوقبوا على أفعالهم، وإن كان العلماء اختلفوا فيما بينهم في نوع أفعال إفسادهم، وقد رجحوا الأمر بينهم، أن هذه الأفعال هي تحليل ما حرمه الله عليهم، وانتهاك حرمات بعضهم البعض، ونقض العهود فيما بينهم، وأخذهم ببعض ما جاء بالكتاب وترك البعض على حسب أهوائهم، وصدهم عن أنبياء ربهم وأحيانا كثيرة تصل للقتل.
قصــــــــــة بقرة بني إسرائيل الجزء السابع
الشاب: “أخشى أن قربي منكِ يعطي الناس الفرصة لنشر الأقاويل عنكِ، وأنتِ لست أهل لذلك، وأنا لم أجد حلا لهذه المعضلة إلا بزواجكِ مني لمنع أي أقاويل في غير محلها”.
الابنة باندهاش: “أنتزوج بمثل هذا الوقت يا ابن عمي؟!”.
الشاب: “إنكِ في أمس الحاجة لمن يواسكِ ويرعاكِ ويرعى مصالحكِ يا ابنة عمي، ولن تجدي من هو أصلح مني لفعل كل ذلك”.
ذهبت البقرة لصديقتها “البقرة الصفراء”….
البقرة الصفراء: “أسرعي قليلا لماذا أصبحتِ تتحركين بكل هذا البطء؟!”
صديقتها: “ما الذي أصابكِ؟!، لقد بتِ سريعة الحركة وكثيرة الكلام والسؤال، وكأنكِ لم تعودي بقرة ككل البقر”.
البقرة الصفراء: “ليتني لم أكن بقرة من الأساس، لقد نفذ مني صبري، ولم أعد أحتمل مدى وداعتي وطيبتي لكوني بقرة مع كل الأحداث الجارية من حولنا بعالم البشر”.
البقرة الأولى: “ما بكِ؟!”
البقرة الصفراء: “أريد أن أعرف ماذا حدث من القوم بعد ذلك؟”
البقرة الأولى: “لقد عاودوا الذهاب لنبي الله موسى ورجوه أن يسأل ربه ليخبرهم ويبين لهم ما نوع البقرة وما هي صفاتها”.
البقرة الصفراء: “يا له من طلب عجيب، أخبريني وهل رد عليهم نبي الله؟!”
البقرة الأولى: “لقد أخبرهم نبي الله موسى على لسان ربه أنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك”.
فرحت البقرة الصفراء: “إن هذه الصفات تنطبق علي تماما، فأنا بقرة لا كبيرة ولا صغيرة في السن، متوسطة بين ذلك وذلك”.
ضحكت البقرة الأولى من كلامها: “لماذا بكل مرة تأخذين الكلام عليكِ؟!، يا صديقتي هذه الصفات تنطبق عليكِ وتنطبق علي وعلى آلاف البقر ببني إسرائيل”.
البقرة الصفراء: “أخبريني إذا وهل قاموا بذبح البقرة؟!، أم أنهم في طريقهم لذبحها بع؟!”
البقرة الأولى: “لا هذا يا صديقتي ولا ذاك”.
البقرة الصفراء بتعجب من أمرهم: “وما الذي يؤخرهم عن تنفيذ أوامر ربهم؟!”
البقرة الأولى: “مثلما أخبرهم به سيدنا موسى عليه السلام، وأمرهم به قائلا افعلوا ما تؤمرون”.
واجتمع القوم من جديد مماطلين في تنفيذ أوامر ربهم سبحانه وتعالى….
كبير السبط: “لا أجد مبررا لأقدمه لسيدنا موسى عن تأخرنا هذه المرة”.
فأجابه أحدهم: “بسيطة للغاية، نسأله في هذه المرة عن لون البقرة”.
كبير السبط: “لست أفهم، وما أهمية اللون في الموضوع من الأساس؟!”
نفس الرجل: “كيف يعقل ذلك؟!، بالتأكيد للون أهمية كبرى بالموضوع، كل ما علينا فعله أن نسأله عن لون البقرة التي يريدها ربه”.
ومن جديد البقرتان بالحقل….
البقرة الصفراء: “ألم أخبركِ أكثر من مرة أنني البقرة المقصودة بعينها؟!، إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، وأنتِ بنفسكِ أخبرتني مسبقا أن لوني يسر كل من ينظر إليه، إنها أنا البقرة المقصودة”.
البقرة الأولى: “دعينا نتريث فمن الممكن أن يكون ببني إسرائيل بقر أصفر فاقع اللون يسر الناظرين مثلكِ”.
البقرة الصفراء: “لماذا بتِ مثلهم؟!، تراوغين في كل شيء”.
البقرة الأولى: “هذه إهانة بالتأكيد لن أتحمل أن أحتملها”.
البقرة الصفراء: “اعذريني يا صديقتي، وهيا بنا لحقل الفول”.
البقرة الأولى: “غريب أمركِ، أول مرة منذ أن عرفتكِ تفكرين بأمر الأكل”.
البقرة الصفراء: “إنني أشعر بأن موعد ذبحي قد اقترب، وأريد أن ينال الشاب طيب القلب على أكبر قدر ممكن من الذهب”.
ولمرة أخرى اجتمع القوم ليضعوا حدا بينهم في الخطوة الجديدة، ولتكملة ما بدأوه من قبل…
كبير السبط: “هذه المرة لن أذهب معكم لسيدنا موسى، إني أخشى منه، وأخشى ألا نجد ما نبرر به تأخرنا كل ذلك عن تنفيذ أوامر ربه”.
أحد الرجال: “سنسأله أن يسأل ربه أن يبين لنا البقرة وما هي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القرآن كرتون للأطفال قصة بقرة بني إسرائيل ج1
شكرا