ليلة الزفاف الأولى تعد الحلم الذي ينتظره كل حبيبين يستعدان للزواج، ليلة للجميع من أجمل الليالي التي لا يمكن نسيانها على الإطلاق مهما مر عليها من السنين.
إنها ليلة يباح لكل من الزوجين البوح بما قبع داخل قلوبها بكلمات وأفعال، ليلة تخلد بالأذهان.
بكل اختصار ليلة الزفاف هي ليلة العمر، ولا ليلة من لياليه تضاهي هذه الليلة بكل ما بها.
ليلة الزفاف
بعد انتهاء حفل الزفاف، وانفض كل المدعوين من الحفل ولم يتبق سوى أقارب الدرجة الأولى، أمسك الزوج العريس بيد زوجته، وهم بها حتى وصلا للسيارة، وانطلقا لعش الزوجية السعيد.
كان الزوج في غاية السعادة، وأخيرا جاء اليوم الذي انتظره طويلا، وعمل جاهدا للوصول إليه، بخلاف زوجته والتي بدا عليها التوتر والقلق مما ينتظرها بعد لحظات.
لم يكن منزلهما بالبعيد، فبعد قليل من الوقت وجدا نفسيهما بالمنزل، وبمجرد اقتراب وصولهما لباب المنزل، فجأة ودون سابق إنذار وجدته يحملها بين ذراعيه، رسمت على وجهها الابتسامة، والتي سعد بها الزوج كثيرا.
دخلا المنزل، ولم يضعها إلا على السرير بغرفة نومهما، تسمرت الفتاة بنفس الموضع الذي وضعها به، لم تتحرك ولم تتفوه بكلمة واحدة، لقد ضمت شفاهها على بعضها البعض وامتنعت كليا عن الكلام، لقد بدت خلاف شخصيتها المرحة التي عودته عليها.
تعجب الشاب من حالها كثيرا، لدرجة أنه ظهرت على ملامحه الضيق من التزامها الصمت والرهيب وتجهمها له، شعر وكأنها لم تعرفه يوما….
الشاب: “ماذا بكِ؟!، ألست بزوجكِ؟!”
لم ترد عليه أيضا، وكل ما كانت تفعله تنظر للأرض في خشية وكأنها تترقب شيئا لا ترغب به.
الشاب: “أصدقيني القول أستحلفكِ بالله”
نظر إليه منتظرا رد ولكن لو السرير الذي تجلس عليه ينطق ويرد عليه لنطقت هي.
الشاب: “أأرغموكِ على الزواج بي؟!”
ولا رد منها نهائيا، فوقف مبتعدا بعدما كان جالسا بجوارها.
الشاب: “سأخرج وعندما تتمكني من الحديث أعلميني”.
فخرج الشاب، توضأ وصلى فرضه وبعدها دعا ربه سبحانه وتعالى، جهز لها شيئا من الطعام، طرق الباب ولكنه سمع صوت نحيبها، فتح الباب ودخل عليها، وإذا بها تجلس على المصلاة وتبكي، لقد كانت تتوسل لخالقها قائلة: “يا ربي أنت أعلم بحالي، وأنني لا أريد أن أكسر بخاطره، ولكن رهبتي حالت بيني وبينه، ساعدني يا الله”.
وجد الشاب نفسه تدمع عينيه لحالها، لقد رق قلبه لحالها، اقترب منها ببطء وهدوء، وبكل حنية وضع يديه عليها وأمسك بها وضمها لحضنه…
الشاب: “أتعلمين أننا أصبحنا زوج وزوجته؟!”
اكتفت الفتاة بهز رأسها بالموافقة، وكانت لا تزال تنظر للأرض حالها منذ أن صارت بمنزله.
الشاب: “لقد وفقنا الله سبحانه وتعالى بكوننا سويا اليوم لحكمة يريدها، ومن اليوم بإذنه تعالى لن يكون بيننا إلا الحب والمودة، وأرى بعينيكِ الخوف الشديد مني، فرجائي الوحيد من زوجتي بأول لحظات حياتنا الزوجية والتي بإذن الله لن يكون بها إلا السعادة والهناء ألا تخافين مني، المفروض أنني أمانك وملازك الوحيد بكل الحياة، فكيف لكِ أن تخافين مني وترهبين وجودي بجانبكِ؟!”
الفتاة انهمرت الدموع من عينيها، فجعل يديه حول وجنتيها وشرع في إبعاد الدموع عنهما قائلا: “أعدكِ ألا أقربكِ حتى تسمحين لي بذلك”.
انهمرت الدموع من عيني الفتاة من جديد، فاقترب منها الشاب وقبلها على جبينها قائلا: “أتشعرين بالذنب تجاهي؟!”
ابتسمت الفتاة قليلا، بالكاد تمكن زوجها من رؤية أسنانها.
الشاب: “أما عني فسأخرج الآن، ولكن لا تنسي أن تتناولين الطعام الذي أحضرته لأجلكِ”.
وبالفعل حمل نفسه وخرج، جلس على الأريكة يفكر في حالها.
وفي المقابل كانت الفتاة تشعر بالحزن لما فعلته مع زوجها بأول ليلة لهما…
الفتاة: “ما كان ينبغي علي فعل كل هذا معي، أريد أن أتحدث إليه ولكن شيئا ما يمنعني، بالتأكيد الخوف، ولكن لم أخاف وأنا أكثر شخص يعلم مدى طيبة قلبه وحسن معاملته، ألم أحلم بهذا اليوم منذ أن عرفته، فلم كل هذا الخوف؟!”
اختلست النظر إليه، وإذا بها تجده جالسا على الأريكة ويبدو عليه الحزن الشديد.
الفتاة من جديد في نفسها: “أيعقل أن يقدم لي كل خير ولا أقدم إليه إلا الإحراج مع أهله وأهلي”.
غيرت الفتاة ثوب زفافها وارتدت شيئا من قبيل هذه المناسبات الخاصة، وخرجت إليه بفرحة شديدة.
وضعت يديها على عينيه، أمسك بهما وقبلهما والتفت نحوها وإذا به في حالة ذهول مما رأى لما كانت عليه من جمال.
الفتاة: “إنني آسفة ولكن التمس لأخيك المسلم كما قال حبيبنا رسول الله”.
ابتسم الشاب: “مليون عذرا لحبيبة قلبي وزوجتي الجميلة”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية بالعامية المصرية بعنوان “من الأفضل لها أن تتخلى عني”! ج1
قصص رومانسية سعودية قصيرة قصة سامي وفتاة احلامه
قصص رومانسية سعودية طويلة قصة فاطمة والصدفة السعيدة
♥