الحياة مليئة بتجارب الآخرين، تجارب حياتية مليئة بالعبرات والمعاني السامية والأهداف القيمة، و يا حبذا لو كانت هذه التجارب والقصص بنهايات مضحكة.
قصص مليئة بالخبرات وعصارات التجارب الحقيقية الواقعية، كما أنها احمل الابتسامة لقلوبنا معها أيضا.
القصـــــــة الأولى:
بيوم من الأيام تقدم رجل عاطل معدم للالتحاق بوظيفة عمل بإحدى لشركات، وكانت الوظيفة الوحيدة التي رآها مدير الشركة مناسبة له هي وظيفة تنظيف المراحيض بالشركة، قبلها الشاب بنفس طيبة راضية، وأخيرا بإمكانه أن يخطو خطوة بعيدا عن الفقر.
سأله مدير الشركة سؤالا واحدا: ” أعطنا الإيميل إليكتروني الخاص بك؟!”
ولكن الشاب لا يملكه، فقال الشاب: “يا سيدي إن كنت لا أملك حاسوبا من الأساس فكيف لي أن أملك إيميل؟!”
المدير: “لا يوجد لدي مكان لشخص مثلك”.
صدم الشاب من حديثه وخرج من الشركة حزينا كسير الخاطر، أكمل طريقه وأثناء سيره رأى فراولة فأعجبته كثيرا، أراد أن يأكلها فاقترب من البائع وأراد شراء البعض، ولكن البائع لم يرد أن يبيع له إلا على الأقل كيلو واحد منها.
نظر الشاب للمال الذي بحوزته وبالكاد وجده يكفي لشراء كيلو واحد من الفراولة الشهية، فقرر شرائه، وبعدما أكل ثلاثة حبات منها فكر في أنه لا يملك المال للعودة.
فقرر الشاب بيع الفراولة، ولم يترك بابا إلا ودق عليه ليبع الفراولة التي بحوزته، وبالفعل تمكن من بيعها كلمة بل وكسب من وراء بيعها المال أيضا، لقد أًبح المال الذي ربحه وجناه من بيع حبات الفراولة ضعف المال الذي اشتراها به.
أيقن الشاب أن كسب المال ليس بالأمر العسير، فقرر بكل يوم سيقوم بيبع الفراولة وكسب رزقه من خلالها، وبالفعل جاء اليوم التالي وضاعف الكمية وتضاعف معه الربح، وبعد كثير من التعب والعمل بجد واجتهاد تمكن الشاب من شراء دراجة هوائية تمكنه من السير بالشوارع وبيع الفراولة الخاصة به.
وبعد عدة سنوات من المداومة على العمل الجاد أصبح الشاب نفسه يمتلك أكثر من سيارة شحن عملاقة تعمل على توزيع الفاكهة والخضر، وبعدها أصبح يملك أكبر مخازن الفواكه والخضروات بالبلاد.
وبيوم من الأيام أراد ذلك الشاب وقد أصبح علامة لرجال الأعمال التأمين على ممتلكاته، فذهب لشركة تأمين وسأله الموظف: “أعطنا الإيميل الخاص بك يا سيدي”.
فأخبره الشاب قائلا: “لا أملك إيميل”.
فتعجب الموظف وسأله: “شخص بمكانتك ولا تملك إيميل؟!”
فأجابه الشاب قائلا: “أتعلم لو كنت أملك إيميل لكنت الآن لا أزال موظف نظافة لمراحيض إحدى الشركات الكبرى”!
القصـــــة الثانيــــــــــــــــة:
بيوم من الأم أعدت الأم نفسها وغادرت البلاد متجهة للولايات المتحدة الأمريكية حيث ابنها الوحيد يتمم دراسته، وأول ما وصلت السكن الذي يقوم بتأجيره قامت بطهي الطعام، وقبل أن تقوم بتنظيف المكان كان ابنها قد عاد ومعه فتاة أجنبية في غاية الجمال.
أصيبت الأم بالذهول، وعلى الفور قلقت حيال طبيعة العلاقة بين ابنها الوحيد وهذه الفتاة الأجنبية والتي بمجرد نظرة واحدة من عينيها تسحر كائن من كان.
شعر ابنها بما تفكر به بفراسته وحدسه، فقال لها على الفور: “اطمئني يا أمي لم ولن يحدث بيننا شيء من كل ما تفكرين به، إننا مجرد أصدقاء ونتشارك السكن، وليس أي شيء آخر من هذا القبيل، هي تدرس وأنا أيضا ليس عندي أهم من دراستي”.
مكثت الأم أسبوعين كاملين عند ابنها تقوم بالأعمال المنزلية كاملة ولهما هما الاثنان (ابنها والفتاة)، وفور انتهاء زيارتها للبلاد عادت، ولكنها أيضا كانت امرأة حكيمة وكانت تريد أن تعرف حقيقة العلاقة التي تربطهما ببعضهما البعض.
وبعد عودة الأم ضاعت من الفتاة إسورة فضة، سألت الفتاة عنها الشاب ولكنه لم يراها من الأساس، فاضطر للاتصال بوالدته وسؤالها عنها، ربما أثناء التنظيف وما شابه ذلك رأتها ووضعتها بمكان ما.
وما إن قرأت الأم رسائل ابنها، ردت عليه برسالة قائلة: “كما أخبرتني من قبل يا بني علي أن أطمئن فلا شيء يدور بينك وبين الجميلة، عامة الإسورة كنت قد وضعتها على سريرها الخاص، ولو كانت تنام على فراشها منذ عودتي لكانت بالتأكيد رأتها، أفهمت قصدي يا حمار”!