إذا كنت ممن يوقنون بأن الظروف الصعبة تعجز أي إنسان عن تحقيق أحلامه والفوز بها، فإليك هذه القصة حول حياة فتاة أمريكية “ليز موراي” تغلبت على كل الصعاب، بل ووضعت حدا لمدى كذب هذه المقولة.
إن من أراد تحقيق أحلامه وتحقيق النصر بها، فلا توجد ظروف صعبة وقاسية تمنعه من تحقيق ذلك، بل يذلل كافة الصعاب في سبيل إعانته على تحقيق ما حلم به.
قصــــــة نجاح “ليز موراي”
فتاة أمريكية “ليز موراي” ولدت بأمريكا عام 1980 ميلاديا، ولدت لأبوين مدمنين للمخدرات، ومنذ صغر سنها وما لقيت من والديها سوى الإهمال وقسوة في معاملتهما، وكانا الأبوان لا يعملان من الأساس بل وينفقان كل أموال المعونات الحكومية أيضا على المخدرات التي يتعاطيانها، كانا الأبوان لا يسألان نهائيا في سد احتياجات ابنتيهما من مأكل وملبس ونظافة وما إلى ذلك، بل كانا يتركان ابنتيهما بلا طعام لأيام طوال لدرجة أن الصغيرتان كانتا تأكلان أي شيء لسد جوعهما سواء كان صالح للأكل أم غير ذلك.
وكلما مرت الأعوام لم تزد الأبوين إلا في قسوة المعاملة وشدة الإهمال، عانت “ليز” من أشد أنواع التنمر بمدرستها حيث أنه ولسوء الاعتناء بها وبنظافتها، كانت رأسها مليئة بحشرات القمل لدرجة أنها كانت تتساقط على الدفاتر أمامها، كانت ثيابه دوما رثة، وجسدها من قلة الاستحمام غامق اللون، لذلك تركت المدرسة ولم تستطع تحمل تنمر زملائها عليها.
بكل يوم ذهبت به للمدرسة كرهتها أكثر من اليوم السابق حيث أنها كانت منبوذة من الجميع، وفي عامها العاشر من عمرها اكتشفت الصغيرة “ليز” أن أبواها مصابان بمرض الإيدز، اعتنت بوالدها فكانت تطهو لهما الطعام وتنظف المنزل، وتساعد والدتها بدخولها للحمام، وتتنقل بوالدها من مستشفى لأخرى بحثا عن العلاج.
مكثت خمسة أعوام في هذه المعاناة حتى توفيت والدتها إثر هذا المرض الخطير، وبعد وفاة الأم ترك الأب المنزل وترك ابنتيه لتعانيا من مصاعب الحياة بمفردهما، ونظرا لقلة حيلة الفتاتان الصغيرتان لم تدفعا إيجار المنزل فتم طردهما بالشارع فأصبحتا متشردتان.
وكان لشقيقتها حظ وافر بالحياة بأنها وجدت لها مأوى بمنزل صديقتها، والتي ذهبت إليها تاركة شقيقتها “ليز” بالشوارع وحيدة تعاني من الجوع والتشرد وغياب الأهل والسند على الإطلاق.
اتخذت “ليز” من المحطات وأسفل الكباري مأوى وملاذ لها حيث أنها كانت تبيت بهم، تارة تتسول وتارة تسرق الطعام حتى تظل على قيد الحياة، ومكثت هذه الفتاة المسكينة على هذا الحال لمدة عامين تجرعت بهما أهوال الذل والهوان.
وبالرغم من كل معاناتها إلا أنها كانت تؤمن كليا بأن غدا يوم أفضل، ولكنها قررت أن صنع اليوم الأفضل لنفسها بنفسها فمكثت عام كامل تعمل شتى الوظائف الشاقة حتى تتمكن من توفي المال، وخلال هذا العام تمكنت من جمع المال الكافي الذي يمكنها من التقديم بمدرسة ثانوية بديلة لاستكمال دراستها.
عكفت على كتبها تدرس وتذاكر في الطرقات والمحطات، كانت إذا جاعت بحثت في المهملات لتجد أي شيء تأكله وتسد به جوعها، وعندما أدت الامتحانات تفوقت وببراعة منقطعة النظير على كامل أقرانها، وحصلت جراء ذلك على منحة دراسية بجامعة هارفارد.
جامعة هارفارد واحدة من أعرق وأقدم الجامعات حول العالم، وعندما علم أساتذتها بالجامعة وزملائها قصة كفاحها للوصول لمثل هذا المكان تكاتفوا معها وساندوها أيضا، اجتهدت طوال دراستها الجامعية وأصبحت من ضمن أساتذة الجامعة العريقة هذه.
لقد صارت أستاذة بجامعة هارفارد تعطي الدروس والمحاضرات للطلبة بها، كما أن “ليز موراي” قامت بتأسيس شركة خاصة بها تدعم بها الحالمين وتساعدهم وتقدم لهم يد العون لتحقيق أحلامها والنجاح بها.
قامت بنشر كتاب تحكي بها قصة حياتها بعنوان (Breaking Night)، لقد باتت “ليز موراي” بزماننا الحالي واحدة من أِهر المتحدثين التحفيزين حول العالم، وتقديرا لمدى عظم قصة كفاحها وحياتها العصيبة تم تحويل قصة حياتها لفيلم سينمائي اسمه (from homeless to harvard).
والآن بعد سرد هذه القصة الغاية في الروعة هل لا تزال ممن يعتقدون بأن الظروف ومصاعب الحياة بإمكانها أن تقف عائقا في طريق تحقيق الأحلام؟!
اطلعنا على رأيك!
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص نجاح العظماء لأشهر رجال الأعمال (من الصفر للقمة)
قصص نجاح واقعية pdf بعنوان النجاح قد يأتي بعد سن الخامسة والستين “ساندرز كنتاكي”! الجزء الأول
انا مثل ليز عانيت وعانيت ولذلك لحد الان مستمره