من الجميل جدا أن نقرأ ونسمع من غيرنا قصص تحمل الكثير من العبر والعظات، فنتعلم من تلك القصص أشياء كثيرة جدا مثل بر الوالدين وحقوق الأبناء على آباءهم وأن نمشي دائما وراء الحق أينما ذهب وأن نقوله حتى ولو كان ذلك على حسابنا نحن، فلابد لنا أن نتعلم العبرة وراء كل قصة من تلك القصص، وكما يجب علينا قراءتها يجب علينا أن نقصها على غيرنا من الكبار أو أطفالنا الصغار وتعليمهم العبر والعظات منها.
قصـة الولد لأبيه
كان هناك رجل متزوج من امرأة ويعيشان مع بعضهما البعض حياة بسيطة عادية، فالرجل يعمل ليوفر احتياجاتهما اليومية ويدخر المال للمستقبل ثم يكرمهما الله من فضله الواسع بطفل جميل جداً ليخططا في تربيته سويا.
مرض المرأة المحزن:
مضت الأيام سريعا وتجاوز هذا الطفل العامين وتم فطامه، وكان هذا الرجل مولع بالأولاد ويريد الكثير من الصبيان فقد كان وحيد والديه ويعرف قيمة الأخ لأنه حرم من ذلك، فحاول هو وزوجته أن ينجبا طفلا آخر ولكن الله لم يشأ بعد، ولكن هذا الرجل لم يسكت بل ذهب بزوجته للأطباء وتم إجراء الفحوصات اللازمة لها ليكتشفوا الأطباء أن زوجة هذا الرجل تعاني من مرض في رحمها ويجب أن يتم إجراء عملية لها ويتم استئصال الرحم، وذلك أحزن الرجل كثيرا لأنها لن تتمكن من الإنجاب ثانية ولكن سريعا ما أخذ قراره بإجراء العملية لسلامتها فسلامتها هي الأهم، وبالفعل نجحت العملية وقامت المرأة منها بسلام.
تفكير الرجل في ابنه:
حزن الرجل وظل هذا الحزن وقتا طويلا، ولكنه كان يتحسر كلما نظر لابنه ظنا منه أنه سوف يعاني ما كان يعانيه هذا الرجل في صغره دون أخ له وسند يستند عليه عند الأزمات، وأخذ يتشاور مع زوجته مخبرا أنها حب حياته وعشرة عمره، ولكن تلك المرأة عرفت ما يفكر به الرجل وهو الزواج من امرأة أخرى ليحقق ما يرغب به وهو إنجاب الكثير من الأطفال، ولكن المرأة غضبت غضبا شديدا.
زواج الرجل وطلاق أم ابنه:
ولكن الرجل صمم على الزواج من امرأة أخرى لينجب إخوة لهذا الطفل ابنه، وأنه لن يتركه يعاني ما كان يعانيه في صغره، فبحث عن امرأة ليتزوجها وسريعا ما وجدها وتم الزواج بالفعل، وفي اليوم التالي من الزواج تطلب امرأته أم ابنه الطلاق وأصرت على ذلك ليتم الطلاق بعد محاولة الرجل لمنعها، وأخيرا تم الطلاق ولكن ما أحزن الرجل أن ابنه ما زال صغيرا وبذلك يكون في حضانة والدته.
معاملة الولد لوالده:
مضت السنين سريعا وكبر الولد مع أمه، ولكن تلك المرأة ناكرة المعروف ربت ابنها وكبرته على كره والده فقد كانت تخبره أنه ظلمها ورماها عندما كان هذا الشاب طفلا، والأصعب من ذلك أنها حرمت الرجل من أن يرى ابنه طوال تلك السنوات، فمن المعروف أن يذهب الابن لوالده عند وصوله سن السادسة عشر ولكن من تربية المرأة لذلك الولد فقد كره والده ولا يريد حتى أن يراه ولو صدفة، وكان في المقابل أنجب ذلك الرجل أربعة من الصبيان واثنتين من البنات، ولكنه لم يسعد كثيرا لحرمانه من ابنه الأكبر طوال تلك السنوات الكثيرة، فكلما حاول أن يلتقي مع ابنه منعته تلك المرأة الحاقدة، ومرة أخرى يمنع هذا الشاب والده ويفر بعيدا لمجرد سماعه أن والده بالقرب من ذلك المكان، وأيضا إخوته كانوا يريدون ملاقاته ولكن هذا الفتى الذي تربى على كره والده كره أيضا إخوته وكان ينزعج عند رؤيتهم وكان يقوم بضربهم أحيانا.
اللقاء الأول والأخير بين الولد ووالده:
مرت الأيام سريعا وكبر الرجل وتقدم به العمر وتزوج هذا الابن العاق وأنجب طفلا قد سماه على اسم خال له، هنا اشتعل قلب الرجل على ابنه شوقا لأنه يريد أن يرى حفيده، هنا تدخل أهل القرية وأرغموا ذلك الابن العاق ليذهب بطفله ويقابل والده الذي أصبح مريضا جدا وعلى بعد خطوة من الموت، تقابلا أخيرا الولد بوالده وظل الرجل يحدثه بحقيقة الأمر وأنه تزوج فقط لينجب له إخوة يكونون له سندا في الحياة وأن أمه بعد أن مرضت لم تكن تستطيع الإنجاب مرة أخرى، وأنه كان لا يريده أن يعاني ما كان يعانيه في شبابه، هنا ظل يبكي الولد على ما فاته من السنين وهو بعيد من والده وحاول أن يخبره بأنه هو من سيكون سندا لإخوته ويكون بجانبهم في كل أمورهم وأخذ يتأسف ويقبل أيدي وأرجل والده ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان فقد فارق الرجل الحياة ومات.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص قصيرة نبيل العوضي بعنوان قصة وعبرة ونهاية غير متوقعة!
قصص وعبر عن رمضان الكريم افضل شهور العام
قصص وعبر للأطفال مكتوبة بعنوان الجدة العجوز وتنمر الصغير