حال بين الجفن والوسن
حائل لو شئت لم يكن.
أنا والأيام تقذف بي
بين مشتاق ومفتتن.
لي فؤاد فيك تنكره
أضلعي من شدة الوهن.
وزفير لو علمت به
خلت نار الفرس في بدني.
قصة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج15
وأخيرا خرجت الفتاة عن صمتها وكسرت كل الحواجز: “إنني أعلم جيدا مدى قيمة أن أكون حبك الأول، وأعلم مدى كونه مميزا، وأنت تعلم كما أنني أعلم أن الحب الأول حب فريد ومميز من نوعه، فالأشياء التي لا تعني الكثير تكون فيه براقة وجميلة للغاية وتظل مشرقة لا يمكن نسيانها بداخلنا، تحتفظ بها ذاكرتنا إلى أبد الدهر؛ ولكن كل ذلك عندما كنا أطفالا، ولكن الآن نحن..”
وقبل أن تكمل قاطعها قائلا: “في الماضي لقد كنتِ سبباً في بقائي على قيد الحياة لأسباب كثيرة، لقد ملأتِ كل الفراغ الذي تركته أمي بداخلي برحيلها عن الدنيا، كنتِ بالنسبة لي الصديقة الوحيدة التي أغنتني عن كل شيء بالحياة، كان كل شيء مميز بالنسبة لي عندما كنا صغارا؛ ولكن الآن أصبح الأمر مختلفا كليا عما كنا صغارا، ما مضى قد مضى ولم يعد مهما بالنسبة لي الآن؛ أنتِ الآن حبيبتي ولا يمكنني التخلي عن ذلك، حتى لو لم تكوني نفس الطفلة التي كانت صديقتي عندما كنا صغارا، حتى لو تقابلنا كغرباء كنت لأغرق في حبكِ مجددا، لم يكن قلبي ليخفق لأحد سواكِ، لم يكن قلبي ليحب شخصا آخر سواكِ أنتِ”.
كانت الفتاة تنظر إليه ويكاد قلبها يتوقف من شدة الخفقان التي كان بها.
الشاب: “ألن تخبريني ما الذي جعلكِ تتغيرين معي هكذا؟!”
الفتاة: “إن صديقتي تحبك بشدة، بينما هي تعاني وحيدة وتتمنى من لقائكِ ولو لمرة واحدة متظاهرة بكونها أنا، أنا واثقة بأنها أحبتك بهذا القدر وبهذه الكيفية.
إن لها مكانة بقلبي مثل عائلتي ومثلك، إنها تعني بالنسبة لي الكثير، وإن قبلت بحبك لي الآن فإنني بذلك سأتسبب لها بالكثير من الآلام والأحزان، ولن أشعر أنا بالراحة أيضا.
ولن يمكنني التظاهر بأنني لست على علم بمشاعرها، لن يمكنني فعل ذلك ولاسيما أنني أعلم كم سيجرحها ويؤذي قلبها”.
وشرعت الفتاة في البكاء بعدما اختنق صوتها، ولم تستطع إكمال حديثها؛ إنها حقا تعاني من وضعها السيء فهي بين الكثير من النيران المشتعلة بقلبها، فأخيرا وقد اجتمعت بحب طفولتها الذي لطالما حلمت برؤياه من جديد، وحينما جاء ليعرض عليها الزواج وجدت نفسها ترفضه بإصرار حيث أنها لا تريد خسارة صديقة عمرها، علاوة على القلب الذي تسببت له بالأوجاع والكثير من الأحزان، زميلها بالعمل الذي رفضت حبه مما جعله لا يطيق الاستمرار بالعمل، وغير شخصيته المرحة ليصبح دائما عبوس الوجه بسبب ما يعانيه من احتراق داخل نفسه وقلبه.
الشاب وقد دنا منها وشرع في تجفيف دموعها والربت على ظهرها: “إن من قلبي يحبها ولا يمكنه الخفق دونها هي أنتِ، بالماضي وبالرغم من كوننا أطفالا صغارا لم يخفق لأحد سواكِ، لم يتمنى قلبي رؤية أحدٍ سواكِ؛ وبالحاضر وحتى أنني لم أستطع تمييزكِ لم يعرف قلبي حب أحدٍ سواكِ أيضا، وبالمستقبل لن يكون أحد بحياتي إلاكِ”.
تنهدت الفتاة وكانت تشعر بالحزن أيضا.
الشاب: “لا أريد إجباركِ على أي شيء، ولكن كل ما أريده منكِ ألا تهربي مني، أرجوكِ أن تفعلي ذلك لأجلي أنا”.
هزت الفتاة رأسها معبرة بالموافقة على طلبه.
ابتسم الشاب: “لقد اتسمت بالماضي بمدى طيبة قلبكِ، أما الآن وفي غيابي أصبحتِ أكثر طيبة وتعاطفا مع الآخرين”.
وباليوم التالي بالعمل سمعت الفتاة خبرا جعلها في غاية الحزن، لقد وافق الشاب زميلها بالعمل من رفضت حبه بالرحيل للشركة المنافسة لشركتهم، على الرغم من محاولاتهم العديدة والمتواصلة معه إلا إنه بكل مرة كان لا يجيب عليهم إلا بالرفض.
وقراره بالتأكيد سيؤثر سلبا على عمل مديرها والذي عاد من عمله بالولايات المتحدة الأمريكية لمهمة محددة، وهي رفع كفاءة العمل بأرض الوطن، والوصول بها للمستوى الأول عالميا..
وأول ما وصل هذا الشاب للعمل التف جميع زملائه من حوله، حيث أنهم جميعا كانوا مثل أسرة واحدة في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، وانهالوا عليه بالأسئلة ليتبينوا حقيقة الأمر الذي قد جاءهم بأنه قد قبل عرض العمل..
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10