إن غريزة الحب موجودة بداخل كل إنسان، ولكنها تختلف باختلاف كل منا، فكل منا يحب بطريقته والتي تختلف باختلاف تفكيره ورقيه وإيمانه بالحب نفسه.
هوى كالسحر صيرني
أرى بقريحة الشهب.
وطهرني وبصرني
ومزق مغلق الحجب.
سموت كأنما أمضي
إلى رب يناديني.
فلا قلبي من الأرض
ولا جسدي من الطين.
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج18
المدير: “لن ألجأ لتقنية اللف والدوران، وسأكون صريحا معك، لقد بحثت عن معلومات حولك وتوصلت لكل هذا، فعلت ما فعلته حتى أضمن بقائك بالفريق وألا تتركنا، لا أريدك أن تترك فريق العمل”.
الشاب: “ولماذا؟!، لقد اعتقدت أنني أثير غضبك”.
المدير: “هذا صحيح، أنت دوما تثير غضبي بشكل شخصي، وربما أنت اعتدت فعل ذلك بالآونة الأخيرة، ولكنني في أمس الحاجة لمهارتك بالعمل”.
الشاب: “لقد اختلط علي الأمر، فلم أدري أيحمل كلامك عني نقدا أم إطراء”.
المدير: “ما يغيب عنك أن فرع الشركة بأكمله سيتم إغلاقه وبشكل نهائي إن لم ننجح في تحقيق المركز الأول”.
الشاب: “إغلاقه وبشكل نهائي؟!
المدير: “الأمر كما سمعته بالضبط، لقد تم اتخاذ هذا القرار من الفرع الرئيسي للشركة بالولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا السبب أحاول جاهدا التمسك بك، فإن غادرتنا سيكون الأمر أصعب بمراحل بالنسبة إلينا”.
الشاب: “يا له من أمر أزعجني حقا، ولكن تبقى المشكلة وتظل عالقة لأنني لست بالشخصية التي تظل بمكان لمجرد أن أحدا يريد بقائه”.
وهم بالرحيل فاستوقفه المدير قائلا: “إن الذكرى الخمسين للشركة هي فرصتنا الأخيرة، إنها المهلة الأخيرة للشركة ولكل من يعمل بها، لذلك أرجو منك أن تفكر جيدا في الأمر”.
وبعد مرور يومان، ولا يزال الشاب متغيبا عن العمل، وقد كان فريق العمل بأكمله يفتقده وبشدة ويشعر بالاستياء من كثرة اشتياقهم إليه.
حاولت الفتاة الاتصال به مرارا ولكنها بكل مرة حاولت بها وجدت هاتفه مغلقا، فلم تستطع الوصول إليه، كانت تشعر بالقلق حيال مستقبل حبيب طفولتها وما من الممكن أن يحل عليه حيث أن الجميع على دراية بمدى مكانة هذا الشاب التي لا يمكن أن يشغلها مكانه أي أحد مهما بلغت براعته ومهارته بالعمل.
وبينما كنت الفتاة تحاول الاتصال على الشاب وردها اتصال بخصوص صديقتها، فقد كان رقمها رقم الطوارئ بعمل صديقتها، فاتصلوا عليها عندما لم يتمكنوا من الوصول لصديقتها.
كان الاتصال لأنهم يرغبون في عودة صديقتها للعمل حيث أنها قدمت استقالتها والمدير يأبى مغادرتها لكفاءتها ولأنها من أحسن المديرات همة ونشاطا عنده، فمديرها يعتبرها ركن أساس بالعمل ولا يمكن الاستغناء عنه حتى إن أرادت هي، لذلك يريد الوصول إليها بأي وسيلة ممكنة للتحدث إليها وللنقاش في أمر رغبتها بمغادرتهم.
حاولت الفتاة الاتصال بها، ولكن هاتفها مغلق أيضا، فاضطرت للاستئذان من العمل والركض لمنزلها لتطمئن عليها وتتبين أحوالها، وعندما وصلت المنزل كانت الفاجعة الكبرى بالنسبة لها، لم تجد صديقتها ولا ملابسها ولا سيارتها أمام المنزل، وكل ما وجدته ورقة صغيرة مكتوب بها بعض المهام..
المهام التي ينبغي علي القيام بها..
- تقديم الاستقالة من العمل.
- بيع السيارة.
- إغلاق كافة الحسابات المصرفية.
- تنظيم الحقائب من الملابس المرادة والأحذية.
لم تتذكر الفتاة سوى جملة صديقتها الأخيرة لها قبل أن تغادر منزلها (دعينا ننهي كل شيء)!
خرجت هرولة تبحث عن أحد من الجيران لتسأله عن حال صديقتها، وبالفعل كان هناك من يروي الزهور بحديقته وأجابها بأنها رحلت حيث أنها كانت تحمل الكثير من الأمتعة.
وعلى الفور ركضت الفتاة وأشارت لسيارة أجرة لتذهب بها للمطار، وطوال الطريق لم تتذكر سوى المواقف التي جمعتهما سويا منذ الصغر، كم أن كل واحدة منهما كانت حنونة وعطوفة مع الأخرى.
تذكرت أنه ذات مرة وقعت الفتاة بالمدرسة فقامت صديقتها بإحضار عربة صغيرة من المدرسة وبعدما أجلستها بداخلها، قامت بدفعها وبالرغم من العناء والتعب إلا أنها أصرت وصممت على توصيلها حتى باب المنزل، وبالفعل نجحت في ذلك.
وعندما وصلت للمطار لم تجدها، ولمجرد تفكيرها في أنها رحلت دون أن تودعها، لم تتمالك نفسها ولم تتحكم في مشاعرها، فكل شيء بداخلها خرج عن السيطرة.
جلست الفتاة على الأرض بصالة المطار وشرعت في البكاء بصوت مرتفع لدرجة أن كل من يعبر من أمامها ينظر إليها بغرابة من فعلها الذي يعد عجيبا كليا.
لقد اعتقد الجميع أنها فقدت شخصا عزيزا عليها، أو أن من تحبه تخلى عنها وتركها وغادر البلاد راحلا عنها للأبد..
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10