إن القراءة من أجمل الهوايات التي تمتع العقل وتغذي الروح، ولكن لكي نستفيد من قراءتنا يجب أن نقرأ القصص الهادفة والتي تحمل جميل المعاني القيمة التي يجب علينا تعلمها من ثم تعليمها لصغارنا وتشجيع كل من لا يقرأ أن يقرأ هذا النوع من القصص ليتعلم الكثير من العبر وراء كل قصة وأخذ العظة منها، فلا يجب علينا الاستسلام لشيء يتم مواجهته وأن نثق بأنفسنا، وأن دائما نفكر ونجعل العقل يقدم لنا الحلول.
القصـــــة الأولى قصة الوزير والملك:
يحكى قديما أنه كان هناك ملكا جبار يحكم البلاد، فكان هذا الملك يخاف من تلاعب وزراءه وحاشيته به لكثرتهم وكبر تلك البلاد التي يحكمها، فقرر عمل حيلة بعد تفكير عميق وهي إحضار مجموعة من الكلاب ويتم وضعهم في حفرة ويتم إحضار من يقوم بتربيتهم بقسوة ووحشية وتصبح قادرة على افتراس أي شخص فور وقوعه في تلك الحفرة، ثم اجتمع هذا الملك بجميع وزراءه وحاشيته من ثم قام بإخبارهم بأمر تلك الكلاب وأن من يعارضه أو يتلاعب من وراءه فسوف يجد نفسه بين أنياب تلك الكلاب المفترسة الجائعة من ثم يقتلوه، وبذلك ضمن الملك أن كلا من هؤلاء الوزراء والحاشية أن يعملوا بجد وعدم التهاون في أي شيء يعلمهم به الملك وأن لا يخفوا عنه شيء.
وفي إحدى الأيام كان الملك مجتمع بهم ليعرض عليهم أمر يخص المملكة ليقوم أحد الوزراء ليعارض الملك في أمره، غضب الملك غضبا شديدا من ذلك الوزير وقرر أن يرميه لتلك الكلاب كما حذرهم، ولكن ذلك الوزير توجه للملك مخبرا بأنه خدمه عشر سنوات ولكن الملك صمم أن يرميه في الحفرة لتلك الكلاب، ولكن طلب الوزير من الملك أن يمهله عشرة أيام حتى يتم عقابه فوافق الملك على طلب ذلك الوزير، وانصرف الوزير متوجها لتلك الحفرة ليطلب من حارس تلك الكلاب بأنه سوف يأخذ مكانه لعشرة أيام، ففرح الحارس وترك مكان عمله ورحل، ولكن ذلك الوزير كانت لديه حيلة كبيرة، وبدأ بإطعام الكلاب لمدة تسعة أيام، وعندما جاء صباح اليوم العاشر ذهب الوزير لذلك الملك واجتمعت الناس وتم بالفعل رمي ذلك الوزير للكلاب ليتفاجأ الجميع وأولهم الملك بأن الكلاب أسرعت نحو الوزير لتجلس تحت قدميه ظنا منهم أنه سوف يقدم الطعام الصباحي لهم كعادته، فذهب الملك يتحدث للوزير عن ما فعله بتلك الكلاب لتجلس تحت قدميه، هنا أخبره الوزير أنه خدم وأطعم وقدما الشرب لتلك الكلاب عشرة أيام وصانت ذلك المعروف الذي فعله معهم، وأنه أخدم الملك عشرة أعوام ولم يرحمه وقرر قتله مقابل أنه أخطأ مرة واحدة فقط ونسي كل تلك السنوات من الخدمة، هنا استحى الملك وقرر أن يعفو عنه، وبالفعل تم إخراج الوزير الذي لم ينسى تلك طوال حياته واستمر على إطعامهم من حين لآخر، وبذلك الفعل أصبح ذلك الوزير هو الوزير الوحيد المقرب للملك ويستطيع أن يقول ما يشاء في أي وقت أحب.
القصة الثانية ( ذكاء الحمار):
كان أحد المزارعين يمتلك حمارا ينقل به الماء من البئر، ولكن في إحدى الأيام ذهب هذا المزارع ليجلب المياه من ذلك البئر ليجده جف تماما ولا يوجد به ماء، ولكن حين ظل المزارع حزينا لجفاف البئر سقط الحمار داخل البئر فحاول المزارع إخراجه ولكنه لم يستطع، فحاول كثيرا ولكن تلك المحاولات ذهبت سدى، وأخيرا قرر هذا المزارع بالتخلي عن الحمار لعدم فائدته الكبيرة ولجفاف البئر، فذهب هذا المزارع لإحضار جيرانه ليساعدوه في ردم هذا البئر بالتراب، ولكن كان الحمار يعلو بصوته ونهيقه كأنه يشتكي ولكن لم يساعده أحد، وبدأوا بإنزال التراب داخل البئر وبعد وقت طويل نظر المزارع بداخل البئر ليجد شيئا عجيب وهو أن الحمار على بعد خطوات من سطح البئر، ولكنهم لا يعلموا بأن الحمار أخذ كل ما ينزلوا التراب ينفضه عن ظهره من ثم يسقط التراب ويدوس عليه بأقدامه حتى ارتفع الحمار كلما زاد التراب واستمر على ذلك حتى خرج من البئر ليخبرنا الحمار أن لا أحد يستطيع منعك من التقدم فلا يجب الاستسلام وعلينا الثقة بأنفسنا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
3 قصص قصيرة عن الاخلاق والفضائل
قصة قصيرة عن التنمر المدرسي مع كيفية التصدي له
قصة قصيرة بالعربية بعنوان الولد لأبيه
لا تايس من رحمة الله