الحب الصادق قمرا يتلألأ نوره في ظلمات الحقد والكراهية والغيرة وكل هذه المشاعر السلبية، قمر يتلألأ نوره في ليل شديد الظلمة، قمر يتلألأ ليضيء طريق كل العاشقين والمحبين.
أحقا كنت في قربي
لعلي واهم وهما.
تكلم سيد القلب
وقل لي لم يكن حلما.
دنوت إلي مستمعا
فبحت وفرط ما بحت.
بعادك والذي صنع
وهجرك والذي ذقت.
وحبي ويحه حبي
تبيعك حيثما كنت.
تكلم سيد القب
وقل بالله ما أنت؟! (الشاعر إبراهيم ناجي).
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج27 والأخير
وعلى الرغم من شدة اشتياقه لمحادثتها أثناء تدريبها وتوقه لأسلوبها الفريد إلا أنه وجد نفسه مكتفيا بالنظر إليها أثناء نومها، لقد قضى قرابة الثلاثة ساعات ينظر إليها واضعا يده أسفل خده دون ملل، بالفعل لقد أحبها من كامل قلبه وبكل صدق، سألها بصوت خافت: “انظري لحالي وقد أصابني عشقكِ ولست أدري كيف أفوز بقلبكِ في حين أنه معلق بغيري”.
كان أحد أعضاء الفريق قد طلب منها الاطلاع على أحد مقالاتها بالعمل، ولكنها كانت قد سلمته لمديرها، ومن شدة احتياجه للمقال طلب منها الذهاب لمكتب المدير والبحث عنه؛ وعندما وصلت وجدت مفكرة لمدريها وقد رسم صورا لها مختلفة من قبل أن يتعرف على هويتها الحقيقية من الأساس، ومن قبل أن يكتشف أنها هي نفسها صديقة طفولته وحبيبته.
وجدت نفسها لا تمتلك الصبر لانتظاره بالعمل، ووجدت نفسها تحملها قدميها للذهاب للمطار بعدما علمت بموعد قدومه، حملت معها الوشاح الخاص به ومفكرته والتي كان قد رسم ها بها؛ وعلى الرغم من مروره بجوارها إلا أنها لم تنتبه له، وظلت تنتظر في صالة الانتظار قدومه ولكنها لم تعثر عليه أيضا، تحوت فرحتها لشعور ما بقلبها وكأنه يعتصر عصرا، شعرا وكأن شيئا ما حدث معه، حاولت الاتصال به للكثير من المرات ولكن هاتفه كان مغلقا!
دب القلق لقلبها وانهالت عليها الأفكار السيئة التي من الممكن أن تكون قد حدثت له، وجدت نفسها وقد سالت الدموع من عينيها ولا تدري ما الذي تفعله، كان مديرها في الأساس قد سقط على الأرض مغشيا عليه من كثرة ضغوطات العمل عليه ومن قلة نومه، نقل من المطار بواسطة سيارة إسعاف لأقرب مستشفى.
عادت الفتاة لعملها حزينة القلب تائهة، وبالفعل أول ما وصلت وجدت أحدهم يجري اتصالا فهمت من خلاله أن حبيب طفولتها قد سقط بالمطار ونقل للمستشفى، جن جنونها فوجدت نفسها تركض لتذهب إليه وتطمئن عليه، وبينما كانت تركض أثناء خروجها من العمل صادفها الشاب ونادى عليها باسمها وقد كان أمامها ولكنها لم تنتبه إليه ولم تجبه أيضا.
أسرع خلفه حيث أنه كان يعلم بما حدث للمدير، كانت الفتاة تريد أن تصل للمستشفى بواسطة سيارة أجرة، وبينما كانت في انتظار إحداها على أحر من الجمر، مر الشاب لذي يحبها بسيارته الفارهة، طلب منها الصعود ولكنها اعتذرت عن ذلك، وأخبرته بأنها ذاهبة للمستشفى عند حبيبها، كبح الدموع في عينيه وأخبرها بأنه يعلم وجهتها ويريد إيصالها هناك.
وجد نفسه يترجل من سيارته ويمسكها من ذراعها ويدخلها السيارة، كان يشعر بالقهر حيال ما يفعله، ولكنه يحبها بصد فآثرها على نفسه، لقد أوصلها بنفسها للمستشفى وهو يعلم يقينا أنها ستعترف له بحبها وبالموافقة على الزواج به.
أما عن الفتاة فطوال الطريق لم تجف دموعها قلقا وخوفا على حبيبها ومن ناحية أخرى تشعر بالأسى تجاه الشاب الذي أبحها بصدق ولكن قلبها ليس بيدها لتفعل أمرا حيال ذلك.
وكان من أجمل ما قيل بينهما حينما وصلا للمستشفى، وقفت السيارة ونزلت الفتاة منها ولكنها لم تستطع التقدم خطوة واحدة بل مكثت واقفة، ترجل الشاب ووقف بجانبها…
الشاب: “ادخلي ماذا تنتظرين؟”
الفتاة: “إنني…” ولم تدري بماذا تكمل.
الشاب بقلب مطمئن: “لا بأس، اذهبي إنكِ ستجنين من شدة قلقكِ عليه”.
الفتاة: “إنك شاب لطيف وطيب للغاية، ومميز بكل شيء ولكني…”
الشاب: “أعلم أنكِ تحبيه منذ صغركِ، وهذا ليس إلا من حظي السيء، ليتني قابلتكِ منذ الصغر، اذهبي حتى لا أغير رأيي وإلا حينها أمسكت بكِ ولن أدعكِ تفلتين مني على الإطلاق”.
ترددت الفتاة في الرحيل وكانت دموعها تغطي وجهها بالكامل.
الشاب: “أشكركِ من كل قلبي على ترددكِ فعلا، ولكن اذهبي إليه”.
وبالفعل ركضت الفتاة لغرفة حبيبها، وأخيرا الشاب تمكن من تنفيس دموعه بعد كبحها طويلا.
اعترفت الفتاة لمديرها بحبها والذي كان يعلمه يقينا من الأساس، وقد كان يعلم أن وراء تغيرها عليه خوفا على مشاعر صديقتها.
تزوجا، والشاب لم يتمكن من نسيانها كشف حقيقة هويته حيث أنه من كانوا يبحثون عنه من أجل احتلالهم للمركز الأول عالميا، وفعل كل ما فعله لأجل الفتاة التي أحبها قلبه بكل صدق.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج24