ومن أهم ما يميز القصص الخيالية للأطفال أنها تتيح الفرصة للصغار أن يرسموا الصورة المقروءة أمامهم في مخيلتهم، وبذلك يزداد إدراكهم ويتسع خيالهم ويكونوا قادرين دوما على استحضار صورة بداخل أذهانهم من وحي الخيال المذكور أمامهم.
يصبح لدى الطفل الكثير من الحلول لمشكلات تواجه آبائه من الممكن بكل سهولة ويسر، على حد علمه أن كل شيء يمكن بعالمه حتى وإن كان بالسحر الذي يقرأ عنه كثيرا، فلا يوجد بطريقه كلمة مستحيل.
قصة الأميرة المسحورة الجزء الأول
يحكى أنه بيوم من الأيام كان هناك جندي ودع كل أصدقائه وزملائه فقد تمكن أخيرا من أخذ إجازته، وبفرح وسرور واشتياق كان عائداً لموطنه، وبينما كان بالطريق أنهى كل الأموال التي كانت معه ولم يتمكن من شراء أي طعام لنفسه ولا لحصانه الذي بات جائعا عطشا مثله.
وبينما كان مارا على مكان يخلو من البشر رأى قلعة في أجل وأبهى صورة ممكنة، تقدم الجندي نحوها، اتجه أولا ناحية الإسطبل وقام بوضع الطعام لحصانه، وبعدما اطمئن عليه دخل القصر.
وإذا به يتجول بطرقاته بحثا عن أي أحد، مر على غرفة بها طاولة كبية للغاية تضم أشهى أنواع الطعام والحلويات، ونظرا لشدة جوعه لم يتمكن من كبح مشاعر احتياجه الشديدة لتناول الطعام، ولم يرى أحدا ليستأذن منه فجلس على الطاولة وشرع في تناول ما لذ وطاب، أكل حتى امتلأ وشرب حتى ارتوى.
وبينما كان جالسا لم يبارح مكانه إذا بدب عملاق يقترب تجاهه، شعر الجندي حينها بالخوف الشديد، وكيف له أن يقاتل دب عملاق مثله ولتوه أكل كميات هائلة من الطعام اللذيذ الشهي وملأ بطنه لآخرها؟!
ولكن الدب فاجأه قائلا: “إنني لست دبا كما تعتقد”!
الجندي بذهول: “ولكني أراك من مكاني هذا دبا”.
الدب: “إنني فتاة جميلة للغاية، وأميرة على كل هذه البلاد، ولكنني للأسف أميرة مسحورة؛ أيمكنني أن أطلب منك شيئا بسيطا”.
تردد الجندي من خوفه من هيئة الدب الضخمة، وبالكاد أومأ برأسه.
الدب: “أريدك أن تبقى معي الليلة بالقصر”.
انتفض الجندي من مقعده قائلا: “لا يمكنني المكوث مع دب ضخم مثلك تحت شقف واحد”.
الدب بصدق في عينيه: “ولكنني لن أؤذيك مطلقا”.
وافق الجندي على طلب الدب المتحدث، أخذه الدب لغرفة فاخرة بها جميع وسائل الراحة المطلقة، وكانت بها صورة لفتاة جميلة للغاية ولا يوجد في جمالها مثيل.
الجندي: “إنكِ فتاة جميلة للغاية ولن أتمكن من وصف جمالكِ بكلمات”.
الدب: “وامتنانا لشجاعتك ومساعدتك لي ببقائك معي لليلة بالقصر، إن كسرت اللعنة سأتزوجك على الفور”.
الجندي وقد امتلأ قلبه بالفرح وتهلل وجهه: “أصدقا ما تقولين؟!، وكيف لي أن أتزوج أميرة جميلة مثلكِ؟!”
الدب: “صدقت سأصدقك كما صدقتني”.
تركه الب وخرج من الغرفة، أما الجندي فقام بوضع رأسه على السرير يتفكر في شدة جمال الأميرة وغاص في نوم عميق ولم يشعر بنفسه إلا ثاني يوم عندما سطعت أشعة الشمس الذهبية على وجهه الوسيم.
وبمجرد أن فتح عينيه رأى الأميرة وقد فكت لعنتها وزال عنها السحر، كانت تبدو أجمل بمراحل من الصورة التي رآها أمس.
لم يصدق الجندي عينيه عندما رآها، اقتربت الأميرة منه قائلة: “لا أعلم طريقة مناسبة لشكرك على مساعدتي وكسر اللعنة التي لحقت بي؛ وكما وعدتك سأتزوج بك على الفور”.
الجندي: “لا أصدق عيناي، أحقا سأتزوج بكِ أيتها الأميرة فائقة الجمال”.
وبالفعل أقيمت الحفلات بمناسبة زفاف الأميرة الجميلة والجندي، وعاشا في سعادة وهناء.
مرت الأيام ووجد الجندي نفسه مشتاقا للذهاب لوطنه، صارح الأميرة برغبته، والتي بدت حزينة للغاية وطلبت منه ألا يرحل ويتركها، وسألته: “ألست سعيدا معي؟!”
الجندي: “ولماذا هذا السؤال؟!، إنني سعيد بوجودكِ بحياتي وبزواجي منكِ للغاية، ولكن كل ما هنالك أنني اشتقت لرؤية والداي”.
الأميرة: “حسنا، اذهب إذا لزيارتهما، وخذ معك كيس الحبوب هذا، ولكما تحركت انثر من هذه البذور فستنمو على الفور أشجار خضراء ضخمة بها أنضر وأندر الثمار، وسوف تتغنى بها كل العصافير”.
الجندي: “يا لسعادتي بالزواج منكِ حبيبتي، إنكِ ملكة قلبي وكل ما حولكِ سحر يجعلني أعشقكِ أكثر فأكثر”.
أعد له الجنود العدة، وامتطى جواده وبينما كان على الطريق كان يلقي بالبذور السحرية فتنبت الأشجار بثمارها النضرة النادرة وكأنها تخرج من باطن الأرض؛ وبينما كان يكمل طريقه مر على ثلاثة رجال بالعراء، كانوا يلعبون الأوراق واندهش بوجود قدر معلق به حساء يغلي على الرغم من عدم وجود نيران بأسفله…
يتبــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص نوم قبل النوم قصة الحسناء النائمة من قصص الأميرات
قصة الأميرة سندريلا والأمير الوسيم
قصص عالمية الأميرة الهاربة قصة في غاية الروعة والجمال
القصه جدا جميله
جميلة جدا