قصة الزير سالم ” المهلهل بن ربيعة” الجزء الأول
تعد القصة التاريخية من أهم القصص التي نحتاج أن نقرأها أو نقصها على صغارنا، فهذه القصص مليئة بأحداث لم نشاهدها وتحكي لنا تاريخ لم نعهده، وتعلمنا هذه القصص تاريخنا وتاريخ أجدادنا الحافل بالأحداث الجريئة إما عن الفروسية والشجاعة وأحيانا عن الحرب والأدب في عصر تلك القصص.
قصــــة الزير سالم ج1
وصل إلينا الكثير من القصص التاريخية فعرفنا مدى شجاعتهم وفروسيتهم ولكن مثل قصة “المهلهل بن ربيعة” لا توجد قصة مثلها على الإطلاق، فيظن القارئ لهذه القصة أو المستمع أن بطل هذه القصة وأحداثها من نسج الخيال فقط ولا تمت للواقع بأي صلة، وهذا يرجع إلى غرابة القصة من أحداث فبطل هذه القصة لم تشهده العرب قط مما حصل منه في الحروب فقد أباد عائلة بالكامل أثناء حروبه.
من هو المهلهل بن ربيعة:
قد اختلف المؤرخون عن اسمه فمنهم من قال “سالم” ومنهم من قال “عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب” فهو من قبيلة تغلب، ولكنه لقب بالكثير من الألقاب منهم بزير النساء، ولقب بالمهلهل نظرا لثيابه المهلهلة وقال آخرون لأنه هلهل الشعر، ولقب أيضا بأبي ليلى لرؤيته في منامه أنه أنجب فتاة وسماها ليلى وبالفعل عندما تزوج وأنجب فتاة سماها “ليلى” وزوجها “لكلثوم بن مالك” وأنجب منها “عمرو بن كلثوم” صاحب أشهر معلقة في التاريخ، فكان أبوه “ربيعة بن دهر” وأخوه “كليب”
كليب يأخذ بثأر أبيه:
كانت هذه الأحداث في شبه الجزيرة العربية، فكان زعيم القوم وكبيرهم هو “ربيعة بن دهر”، فكان هذا الزعيم في غزوة في شمال الجزيرة العربية مع جيشه وانتصروا علي جيوش الملك “الكندي” وكانت الحرب مشتعلة في هذا الوقت بين جيوش الملك “الكندي” وجيوش الملك “التبع اليماني”، وقامت معركة كبيرة بينهم سميت بمعركة “السلاة”، وعند سماع الملك” التبع اليماني” بما فعله “ربيعة بت دهر” أخذه وشنقه، مما أدى إلى قيام الحرب بين “التبع اليماني” و “كليب بن ربيعة”، ولكن كان في هذا الوقت “الزير سالم وكليب” صغيران على الأخذ بثأر والدهما، فصارت الجزيرة العربية كلها تحت حكم “التبع اليماني”، هنا كبر” كليب” وتدرب على فنون القتال جيدا لكي يستطيع أن يأخذ بثأر أبيه، فجاءت سنة قحط على العرب كلهم وفي هذه الأثناء كان الملك “التبع اليماني” يريد زوجة فوصفوا له “الجليلة” التي يميل قلبها “للزير سالم” وأخوه “كليب”، ولكن كان “كليب” قد طلبها للزواج من أبيها، وكان العرب يلتزمون بكلمتهم، وكان “لكليب” صاحب عراف فقال له لن تتمكن في الوصول للملك إلا بالحيلة، فأخذ “كليب” بنصيحته وذهب وتخفى بثياب قشمر ودخل على الملك ثم قامت بينهم مبارزة استطاع فيها “كليب بن ربيعة” أن يقتل الملك بعد ما أخبره أنه جاء ليأخذ بثأر أبيه.
تنبؤات التبع اليماني:
وقبل أن يلفظ الملك “التبع اليماني” أنفاسه الأخيرة أنشد قصيدة فيها تنبؤات عن ما سوف يحصل في الجزيرة العربية، فقد تنبأ بأن “كليب” سوف يقتل وأن “الزير سالم” سوف يقتل بني مرة جميعا، وسوف تقع حرب بين أبناء العمومة تكون طويلة وتأخذ سنين عدة، وبشر أيضا بنبي الإسلام “محمد صلى الله عليه وسلم” فقد كان الملك “التبع اليماني” يعتنق الديانة المسيحية، ثم رجعت الجيوش بعد قتل الملك ونصبوا “كليب بن ربيعة” عليهم ملكا.
محاولات بني مرة في التخلص من الزير:
كان في هذا الوقت فارس شجاع مغوار وكريم وشهم يسمى “جساس”، فعند رجوعهم من قتل الملك طلب من” كليب” الرجوع لديارهم فوافق “كليب” على طلبه، وعند وصولهم لديارهم قال لهم عراف بأن “جساس” سوف يقتل “كليب”، وأن” الزير سالم ” سوف يقيم عليكم حربا لا آخر لها، فنصحهم بالتخلص منه، هنا أخبروا “الجليلة” زوجة “كليب” بذلك فحاولت أن توقع الأخوين مع بعضهما البعض، ولكن قلبها ما زال متعلقا “بالزير سالم” فرغم هذا إلا إنها حاولت التخلص منه، ففي مرة طلبت من زوجها لبن السباع لحملها وكانت هذه مكيدة “للزير سالم” بعد أن فشلت محاولات “الجليلة” في التخلص منه بإخبار زوجها أنه يتحرش بها ولكن يتم طرده فقط ثم إرجاعه، هنا ذهب “الزير سالم” بدلا من أخيه لإحضار لبن السباع، فكان ضخم الهيئة وذو قوة جبارة، فأحضر اللبوة زوجة الأسد وكانت حديثة الولادة وراء جواده، هنا علم “كليب” بمكيدة زوجته له وقال “لا خوف على كليب ما دام أخوه الزير”.
يتبــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة معلقة عمرو بن كلثوم، قصة من أشهر معلقات الشعر الجاهلي
قصص حب في الجاهلية “قيس ولبنى” قصة حزينة وموجعة للقلب
قصص مضحكة في الجاهلية قصص طريفة للغاية