قصة بيعة الرضوان وصلح الحديبية بشكل مختصر نقدمها لكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية، قصة جميلة من سلسلة السيرة النبوية للأطفال، استمتعوا معنا الان بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
بيعة الرضوان وصلح الحديبية
منذ هاجر المسلمون الي المدينة وهم في شوق كبير للعودة الي مكة ، للحج والطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة، واذا كانت القبائل في شبه الجزيرة العربية لهم هذا الحق، فأهل مكة احق بهذا، إن مكة وطنهم والكعبة هي البيت الذي بناه جدادهم اجدادهم ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، وهكذا كان المسلمون يفكرون في اليوم الذي يأتون فيه الي الكعبة خصوصاً بعد ان اصبحت الكعبة قبلتهم في الصلاة، خمس مرات في اليوم .
ذات ليلة وكان قد مضي علي الهجرة ستة اعوام، رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو نائم رؤية ان المسلمون سيدخلون المسجد الحرام بمكة ويطوفون حول الكعبة، كان هذا دليلاً علي ان المسلمون سيحجون مثل غيرهم من سكان الحجاز، وحينما كان الناس مجتمعين في المسجد النبوي اخبرهم رسول الله برؤياه فسعدوا كثيراً، واصبح المسلمون منذ ذلك اليوم في انتظار تحقيق هذه الرؤية .
اجتمع الرسول مع كثير من المسلمين من المهاجرين والانصار واتخذوا طريقهم نحو مكة، لم يكن المسلمون يريدون القتال ولذلك ذهبوا مسالمين، ليس معهم اي اسلحة او سيوف، ولأن المسلمون كانو يريدون الحج، ساقوا امامهم بعضاً من الابل والاغنام ليذبحوها تقربا الي الله وليوزعوا لحومها علي فقراء مكة، بهذا يأمرهم الاسلام، في مكان معروف ليس المسلمون ملابس الاحرام البيضاء وساروا في الطريق قاصدين مكة، يتقدمهم رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعض صحابته .
اقترب المسلمون من مكة وعلم الكفار بمقدمهم، أصروا علي عدم دخولهم الي مكة ورفضوا ان يسمحوا لهم بالطواف حول الكعبة واستعد الكفار للقتال، علم رسول الله صلي الله عليه وسلم بموقف الكفار فساءه منهم ما فعلوا وقال : ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب، فوالله ما أزال اجاهد علي هذا الذي بعثني الله حتي يظهره الله، لقد تمني المسلمون ان يكون الكفار اكثر سماحة حتي لا تقوم الحرب بين الطرفين ويعيش الجميع في سلام، بعث رسول الله واحداً من المسلمين الي الكفار ليوضح لهم ان الرسول جاء مع المسلمين للحج والطواف وليس للحرب والقتال، ولكن الكفار اصروا علي منع المسلمين من دخول مكة، دارت مفاوضات بين المسلمين والكفار، المسلمون يرون حقهم في دخول مكة، والطواف حول الكعبة مثل غيرهم من القبائل والكفار مصرون علي منعهم من ذلك .
كان عثمان بن عفان رضي الل عنه يتمتع بمكانة عظيمة وحب عند اهل مكة، ولذلك بعثه رسول الله اليهم ليقنعهم بالموافقة علي دخول المسلمين الي مكة، غاب عثمان حتي ظن المسلمون ان الكفار قد قتلوه، اجتمع المسلمون عند شجرة عرفت باسم شجرة الرضوان وكانت قريبة من مكة، اقسم المسلمون علي قتال الكفار ان اصابوا عثمان بسوء وقد عرفت هذه البيعة بيعة الرضوان .
عاد عثمان واخبر رسول الله ان الكفار يصرون علي منع المسلمين من دخول مكة هذا العام، علي ان يكون من حقهم ان يعودوا في العام المقبل، ليطوفوا حول الكعبة ولن يمنعهم احد حينها، رضي المسلمون بهذا الرأي رغم اعتراض بعضهم، وسجل الطرفان محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وكفار مكة اتفاقاً عرف بصلح الحديبية علي ان يأتي المسلمون العام المقبل ويدخلوا مكة للحج والطواف، وعاد رسول الله والمسلمون الي المدينة المنورة في انتظار العام المقبل ان شاء الله .
حيثما عاد الرسول الي المدينة، علم ان يهود خيبر يستعدون لمهاجمة المدينة، وكانوا قد تحالفوا مع كفار مكة في معركة الخندق ( الاحزاب ) من قبل، اعد المسلمون جيشاً لمواجهة يهود خيبر ومضي المسلمون في طريقهم يهتفون : الله اكبر .. الله اكبر ، ما كاد اليهود يسمعون الهتاف حتي خافوا وتحصنوا في دورهم فحاصرهم المسلمون ومنعوا عنهم الطعام والشراب حتي اضطروا للتسليم وطلبوا الصلح مع المسلمين، صالح رسول الله اليهود علي ان يتركوا ارضهم وديارهم للمسلمين وخرج اليهود وابتعدوا عن المدينة .
كان علي الرسول ان ينشر الاسلام خارج المدينة، فبعث عدد من رجال الاسلام الي ملوك وحكام الدول المجاورة، كان كل رسول يحمل رسالة عن الاسلام، بعث الرسول برسائل الي كل من : المقوقس حاكم مصر، امبراطور الروح كسري ملك الفرس، امير البحرين، ملك اليمن، اليمامة ، بصري وقد لقي بعض هؤلاء الرسل ترحيباً ممن ارسلوا اليهم وكان هذا بداية دخول الاسلام في هذه المناطق فيما بعد .
فلما كان العام السابع من الهجرة، كان قد مضي علي صلح الحديبية عام، فأصبح من حق المسلمين ان يدخلوا مكة وان يطوفوا حول الكعبة، خرج جمع كبير من المسلمين في هذا العام يتقدمهم الرسول والصحابة وهم يهتفون : لبيك اللهم لبيك .. لم يمنعهم احد من دخول مكة وطافوا حول الكعبة، بينما كان اهل مكة قد غاروا دورهم وصعدوا الي الجبال ينظرون الي المسلمين وهم يطوفون ويهتفون .