دهاء في الرد وحكمة في التلفظ قصة جميلة من أروع ما قرأت
يسعدنا ان نستعرض معكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية مجموعة مميزة من المواقف الشهيرة للإمام ابو بكر الباقلاني الذي اشتهر بذكاءه وسرعة بديهته وقدرته علي المناظرة والرد ، قصص واقعية جميلة جداً استمتعوا معنا الآن بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
دهاء في الرد وحكمة في التلفظ
ذات يوم التقي الامام ابو بكر الباقلاني رحمه الله عليه – وقد كان مشهوراً بالمناظرة والذكاء وقوة الرد – برهب نصراني، قال له النصراني : انتم المسلمون عنصريون، قال الباقلاني : ولما ذلك ؟ فقال الراهب : تبيحون لأنفسكم زواج الكتابية اي اليهودية او النصرانية ولكن لا تبيحون لغيركم الزواج ببناتكم، فرد عليه الامام الباقلاني قائلاً : نحن نتزوج اليهودية لأننا آمنا بموسي ونتزوج النصرنية لأننا آمنا بعيسي ، وانتم متي ما آمنتم بمحمد زوجناكم بناتنا .. فبهت الذي كفر .
وقد كان الامام الباقلاني رحمه الله من كبار علماء عصره، فاختاره ذات يوم ملك العراق وارسله لمناظرة احد النصاري في السطنطينية وذلك في عام 371 هـ ، وعندما سمع ملك الروم عن قدوم الباقلاني أمر حاشيته ان يقصروا من طول الباب حتي يضطر ابو بكر الباقلاني ان يخفض رأسه وجسده كهيئة الركوع عند دخوله من الباب فيذل بذلك امام ملك الروم وحاشيته .
فعندما حضر الباقلاني فهم الحيلة التي فعلها الملك فأدار جسمه الي الخلف وركع ثم دخل من الباب وهو يمشي للوراء جاعلاً ظهره لملك الروم بدلاً من وجهه، وهكذا ذل الملك امام الباقلاني وليس العكس، في هذه اللحظة علم الملك أنه امام داهية لا يستهان به، دخل الباقلاني فحياهم ولم يسلم عليهم (لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابتداء أهل الكتاب بالتسليم) ثم التفت الي الراهب الاكبر وقال له : “كيف حالكم وكيف الأهل والأولاد؟” فغضب ملك الروم وقال له بلهجة حادة : “ألم تعلم بأن رهباننا لا يتزوّجون ولا ينجبون الأطفال؟ ” فقال الباقلاني : الله اكبر .. تُنَزّهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب ثم تتهمون ربكم بأنه تزوج مريم وأنجب عيسى، فاشتعل الملك غضباً وقال بكل وقاحة : فما قولك فيما فعلت عائشة ؟ قال ابو بكر : ان السيدة عائشة رضي الله عنها قد اتهمت ظلماً وكلاهما طاهرة ولكن عائشة تزوجت ولم تنجب، اما مريم فقد انجبت بلا زواج، فأيهما تكون أولى بالتهمة الباطلة وحاشاهما رضي الله عنهما ؟
جن جنون الملك وقال للباقلاني : هل كان نبيكم يغزو ؟ قال ابو بكر : نعم، قال الملك : فهل كان يقاتل في المقدمة ؟ قال : نعم ، قال الملك : فهل كان ينتصر ؟ قال ابو بكر : نعم، قال الملك : فهل كان يهزم ؟ قال ابو بكر : نعم، فقال الملك بابتسامة ساخرة : عجيب ! نبي ويهزم ؟! فقال ابو بكر : أإلة ويصلب ؟! فبهت الذي كفر .
قصص راءعة صراحا انا كنقراهم كل نهار
تبارك الله عليكم