قصة الشهيد الصغير قصة جميلة من موقع قصص واقعية ننقلها لكم اليوم في هذا المقال ونتمني ان تنال إعجابكم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
قصة الشهيد الصغير
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعد جيشة لتأديب المعتدين الذين كانوا يغيرون على حدود الدولة الإسلامية، وجعل على قيادة هذا الجيش أسامة بن زید بن حارثة لشجاعته النادرة وتكريما له ولوالده الذي كان أحد قادة معركة مؤتة التي وقعت بين المسلمين والروم. ومات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرك الجيش واتفق أبو بكر الصديق مع المسلمين على تسيير هذه الحملة وأعد الجيش ووقف أسامة ينتظر إشارة الخليفة بان يتحرك للقتال، وكان أسامة مشغولا يمشي بين جنوده ليري نظامهم وأسلحتهم وفجأة وقف بين يديه فتى صغير وقال: أيها القائد خدني معك، أقاتل في سبيل الله إن أبي مات شهيدا وأنا أحب أن أكون مثل أبي، قال أسامة: أيها الفتى إنك صغير لا تقدر على الحرب فارجع إلى أهلك حتى تكبر وتقوى، قال الفتي: أيها القائد، إنك لا تملك أن تردني، وأنا لا أملك أن أرجع، إن أمي وهبتني لله وللحرب في سبيل الله قال القائد: من أنت؟ أجاب الفتى: أنا ميسرة. حاول القائد أن يمنعه ولكن ميسرة أصر على أن يشترك في الحرب وأخيرا قبله أسامة، ووضعه مع من يقومون بسقاية الجيش، وأمر أبوبكر أسامة أن يتحرك فاندفع الجيش في السير
ونظر الجند فوجدوا فارسا يسرع ليلحق بالجيش ويصر على أن يكون في الصفوف الأولى منه، فابلغوا أسامة خبر هذا الفارس فناداه فلما دنا منه وجده أم ميسرة وقد ليست ملابس الفرسان وحاول أسامة أن يرجعها إلى آخر الجيش ولكنها أبت ولما قربت المعركة ووقف أسامة لیريح جيشه وينظمه مربين الجنود فرای ميسرة نائما فدنا منه وأخذ يوقظه ففتح ميسرة عينيه، وقال: كنت أرجو أيها القائد أن تتركني قليلا، فقد كنت في هذه اللحظة مع أبي وشاهدته في الجنة وهو يتمتع فيها بكل أنواع النعيم .
وعاد ميسرة يلح على القائد أن يجعله في صفوف المقاتلين فاختبره القائد ولما اطمأن إلى مقدرته البسه الفرع بيده وزوده بالسلاح، وسمح له أن يكون بجانب أمه وبدأت المعركة وظهر ميسرة وفي يده رمح ينقض به على الفرسان، وبطعنهم طعنات قاتلة، ثم نفذ من بين الجنود ووصل إلى قائد العدو وضربه ضربة قضت عليه، وركب جواده وأخذ يندفع هنا وهناك في ساحة القتال في شجاعة واستبسال وحماسة ومقدرة عظيمة على القتال.
ثم تسلل إليه أحد جنود الأعداء وطعنه من خلفه فاستشهد وراته أمه فالتهبت حماستها واندفعت في المعركة تطعن وتقتل، والفرسان يفرون من أمامها ولا يجرؤون على الصمود في وجهها وانتهت المعركة، وانتصر جيش أسامة وعاد القائد والجند يتحدثون عن شجاعة ميسرة وأمه.