يسعدنا ان ننقل لكم اليوم في هذا المقال من موقع قصص واقعية قصة غزوة بدر كاملة واحداثها المعروفة باسم يوم الفرقان، قصة رائعة ومؤثرة من غزوات رسول الله صلي الله عيه وسلم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
يوم الفرقان
تناقل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة خبر قدوم قافلة كبيرة لقريش من بلاد الشام يقودها أبو سفيان.. فطلب النبي من أصحابه أن يذهبوا إلى القافلة وياخذوها بما تحمل لقاء أموالهم التي سلبتهم إياها قريش عندما هاجروا من مكة إلى المدينة فاين بدينهم. وشعر أبوسفيان بالأمر فأرسل ضمضم بن عمره إلى مكة ليخبر قريش بالخبر ويحثهم على الخروج لمساعدته.. والمحافظة على أموالهم. ولما سمع كفار مكة بالخبر تجهزوا بسرعة وأسرعوا إلى حيث القافلة يريدون حمايتها من رجال المسلمين ومعهم كل ما يملكون من السلاح والخيل والعتاد، وفي أيام رمضان التقى الجمعان ..جمع المسلمين وجمع الكفار قرب ماء بدر..
كان عدد المشركين ألف رجل، أما عدد المسلمين فكان ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا.. لكنهم ورغم قلة عددهم كانوا واثقين من نصر الله.. لأنهم كانوا على الحق.. ولأن رسولهم الصادق كان قد بشرهم بالنصر.. أما المشركون فقد كانوا خائفين.. فهم يعلمون تماما أن الله سينصر رسول الله وصحابته.. لكن غرورهم وكبرياءهم كانا يمنعانهم من الرضوخ إلى الحق. بنى المسلمون لقائدهم عریشا ليقعد فيه ويتابع سير المعركة ويوجه جنود الحق إلى النصر.. وجعلوا ماء بدر بحوزتهم حتى يشربوا ولا يشرب المشركون. وفي صباح يوم الجمعة.. ارتفعت يدا رسول الله إلى الله الخالق بالدعاء اللهم هذه قريش قد اقبلت بخیلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك.. اللهم فنصرك الذي وعدتني به .
وارتفعت أصوات جند الحق تجار إلى الله بالدعاء.. حتى لامست أصواتهم أبواب السماء ومع إطلالة شمس السابع عشر من رمضان اصطف جند الحق كالجدار استعدادا للمعركة الفاصلة بقلوب لا تعرف الخوف.. ونفوس تشتاق إلى الشهادة في سبيل الله والفوز بالجنة. وهبط الملائكة الأبرار وهم يحملون سيوف الحق ليقاتلوا إلى جانب جیش محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم والتحم الجيشان.. وبدأت رؤوس صناديد الكفر تتطايه، وأصوات الله اكبر تعلو سماء بدر..تجلجل كالرعد… وضربات سيوف المسلمين تخطف ابصار قادة المشركين وصناديدهم .
لم يصدق المشركون ما يحدث، كيف تكون الغلبة للمسلمين وهم قلة؟ وكيف تكون الهزيمة لأبطال قريش وهم كثرة ومعهم الكثير من السلاح و سؤال لم يستطع المشركون أن يجدوا له جوابا .. ونسوا أن الله هو الذي ينصر رسوله وعباده المؤمنين. وسقط على أرض بدر سبعون رأسا من رؤوس قریش داستهم أقدام المجاهدين…بعد أن ملؤوا ساحات مكة كفرة وصلفة وعناد .. أما دعاة الحق فقد استشهد منهم أربعة عشر رجلا .. لقوا ربهم وهو راض عنهم فادخلهم جنة عرضها السماوات والأرض.. وخفت لهيب المعركة.. وانطفات ثار الحرب.. وسقط من قادة قريش من سقط واسر من أسر ، وهرب الباقون كالفئران المذعورة إلى مكة..يحملون معهم الخزي والعار والخوف والجراح.. وسار رسول الله صلى عليه وسلم بين قتلى المشركين.. ومعه صحابته الكرام وصار يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: يافلان، ويافلان بن فلان.. أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ماوعدكم ربكم حقا؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: یارسول الله إنك تكلم أجسادا لا روح فيها.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده ما انتم باسمع لما اقول منهم، اي انهم يسمعون كلامي كما تسمعون أنتم .