قصة الراعي الكذاب من القصص الهادفة السامية
قصة الراعي الكذاب من القصص الشهيرة والتي يعلمها معظمنا منذ الصغير.
قصة تدعو للأخلاق الحميدة، وتدعو للتحلي بأجمل القيم الإنسانية، ألا وهي قيمة الصدق، كما تستعرض خلال أحداثها مدى سوء عواقب الكذب الوخيمة.
قصة يتوجب علينا جميعا أن نسرد أحداثها كاملة بطريقة مثيرة وبها الكثير من الشغف حتى تصل أسمى معانيها لأبنائنا الصغار.
عزيزتنا الأم ثقي يقينا أن مع كل قصة تعلمي طفلكِ الكثير والكثير من مفردات لغوية وكلمات جديدة علاوة على الصفات الحميدة التي يكتسبها تلقائيا من كل عبرة بكل قصة جديدة.
قصـــة الراعي الكذاب
يُحكى أنه كان في قديم الزمان هناك شاب صغير، وكانت مهنته أن يقوم على رعية أغنام أهل البلدة في مروجها الخضراء الواسعة، وكان بكل يوم يقضي هذا الشاب الصغير كل وقته في رعاية وحراسة قطيع الأغنام، كانت عينيه لا تنزل عنها ولا للحظة واحدة، كانت الأغنام تأكل من العشب الأخضر وتشرب من مياه الجدول العذبة، وتتنقل بين الأشجار بالمروج شاسعة الرقعة، وكل ما كان عليه فعله هو المراقبة والعد من آن لآخر.
ومع تكرار ما يفعله الشاب يوميا دون جديد شعر بالملل، وبكل يوم كان شعوره بالاستياء والملل يزداد، فقرر في أحد الأيام أن يفعل شيئا خراجاً عن المألوف ويسلي به نفسه، وكان ما فكر به هو التسلية على أهل البلدة، فصعد أعلى التلة وشرع في الصياح…
يا أهل البلدة.. يا أهل البلدة… لقد هجم الذئب الشرس على أغنامكم، أرجوكم.. أتوسل إليكم ساعدوا القطيع.
وعندما سمعوا أهل البلدة صياحه وما يقوله وتحذيرهم، هبوا في الحال للذهاب إليه لمساعدته وحماية أغنامهم والقطيع بأكمله من الفتك به؛ ولكنهم عندما وصلوا إليه لم يجدوا شيئا ولم يلحظوا أي وجود كان لذئب أو لغيره، حيث كانت الأغنام منها ما يأكل ومنها ما ينام ومنها ما يشرب من المياه.
ولعدم الشك فيه أخبرهم قائلا وقد بدا عليه الخوف الشديد والقلق: “لقد فر الذئب هاربا بمجرد شعوره بقدومكم من البلدة”، وانطوت الحيلة عليهم جميعا، حملوا أسلحتهم وعتادهم وعادوا للبلدة من جديد ليكملوا أعمالهم التي تركوها ملبيين ندائهم.
وما إن انصرفوا حتى شرع في الضحك من أعماق قلبه ظناً منه بأنه بهذه الطريقة يسلي نفسه؛ وباليوم التالي كرر نفس فعلته، صعد أعلى التلة وصاح بأعلى صوته منادياً ومستغيثاً بأهل البلدة الطيبين، ومدعيا أيضا بأن الذئب هجم عليه وعل القطيع مجدداً.
وكالمرة السابقة جاءه أهل البلدة مهرولين، وما إن وصلوا إليه حتى ادعى واحتال عليهم بأن الذئب قد فر هارباً كالأمس؛ وكررها مرارا وتكراراً، ولكن بمرة رأى غضبا شديدا وعيون متقدة من أهل البلدة، ومن شدة خوفه منهم قرر الاعتراف لهم بالحقيقة بأنه كان يمازحهم ليس إلا، وازداد الأمر سوءاً باعترافه لهم، فوبخوه على أفعاله التي لا تليق به على الإطلاق، كما أنهم حذروه من تكرار ما يفعله.
ولسوء حظه فباليوم التالي سمع نباح كلبه بشدة، ورأى من أمره ما أعجبه، فصعد لأعلى قمة وأخذ يتفحص بنظره أعلى وأسفل، وإذا به يرى ذئبا أمامه يركض تجاهه وتجاه القطع.
وعلى الفور أخذ يصرخ ويصيح وينادي ويتوسل أهل البلدة ليغيثوه وينقذوا أغنامهم، غير أن أهل البلدة سمعوه ولم يستجيبوا له ظناً منهم بأنه كاذب ككل مرة، وأنها كذبة جديدة منه.
وعندما أوشك الذئب على الاقتراب منه ومن القطيع صعد أعلى الشجرة، ورأى أمام عينيه والقطيع يفر هرباً من الذئب الذي فتك بالغالبية العظمى منهم؛ أكل حتى شبع وقتل من الأغنام ما قتل، وفي نهاية الأمر غادر الذئب ولكن الراعي الكذاب لم ينزل من أعلى الشجرة، بل ظل حتى غابت الشمس وقدم الليل.
هنا قلق أهل البلدة على أغنامهم فذهبوا إليه ليتفقدوا أمر تأخره بالقطيع، ورأوا ما جعلهم نادمين، لاموه وعاتبوه على سوء أفعاله من البداية، وأخبروه بأن الكاذب لا يصدقه الناس حتى ولو صدق، وأن ما فعله تسبب في خسارتهم جميعا.
أيقن الراعي الكذاب النتيجة وعاشها أمام عينيه، عندما رأى أنه كان من الممكن أن يدفع حياته كاملة ثمناً لكذبه على أهل البلدة، ومن حينها لم يكذب ذلك الراعي ولو لمرة واحدة، فقد تعلم درسا قاسيا وصعبا للغاية وكلفه الكثير والكثير.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة السلحفاة والأرنب مكتوبة من قصص الأطفال الهادفة والدروس المستفادة بها
قصة الذئب والخراف السبعة من قصص الأطفال الهادفة ذات قيمة مثلى
قصص الأطفال من القران قوم سيدنا شعيب وعذاب يوم الظلة