قصة أحلام الكتكوت قصة خيالية قبل النوم للأطفال بقلم : فاروق حسان
استمتعوا معنا الآن اصدقائي الصغار بقراءة قصة جديدة خيالية ممتعة ومسلية قبل النوم للأطفال، قصة احلام الكتكوت الابيض بقلم : فاروق حسان وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال من موقع قصص واقعية .
أحلام الكتكوت الابيض
كانت أشعة الشمس تملا الحظيرة، والدجاج يلتقط الحبوب، بينما كانت الكتاكيت تجري هنا وهناك وهي تصوصو وتفرد اجنحتها الصغيرة الملونة. وبعد ان شبع الدجاج وتعبت الكتاكيت من الجري، رقد الجميع تحت أشعة الشمس الدافئة. أما الكتكوت الأبيض فقد وقف خلف السلك وهو يرقب بقرة تقف في الحظيرة المقابلة. كانت تلك هيعادته كل يوم، فما أن ينتهي من التقاط بعض الحبوب حتی يتسلل متأملا البقرة الضخمة بإعجاب شديد وهو يقارن بين رأسها ورأسه وبين جسمها وجسمه، ثم يقول لنفسه: – كم انا صغير بالنسبة لهذه البقرة؟. لو أنها المستني بقدمها سأموت في الحال.. تری: ماسبب كبر حجمها؟ لابد أنها تأكل كثيراً .. نعم .. هذا هو السبب، الأكل مفيد للجسم كما تقول أمي .
مرة اخري اخد الكتكوت الابيض يتأمل البقرة وهي تأكل ويتأمل فمها الواسع واسنانها الكبيرة وعينيها الواسعتين وقال لنفسه : انها تأكل كثيراً وهذا هو سبب ضخامة جسمها.. إذا أردت أن أصبح مثلها علي أن أكل وأكل وأكل. وهرول الكتكوت الابيض وأخذ يلتقط الحبوب في شراهة حتى امتلأ بطنه ولم يستطع التنفس فرقد وهو يلهث ويقول: – لن أصبح مثل البقرة.. لكن أكبر مثلها فانا لم ألتقط إلا بضع حبات ملات بطني بينما تأكل البقرة طوال النهار. وشاهدته أمه وهو يرقد حزينا فاقتربت منه وسألته عن سبب حزنه، فرفع رأسه وهو يلهث وسألها: – كيف أصبح في حجم البقرة يا أمي؟؟
ضحكت الدجاجة وقالت: – ولماذا البقرة بالذات ياكتكوتي الحبيب ؟؟ قال الكتكوت: – لان البقرة كبيرة وقوية.. وعندما تصدر صوتا أصاب بالخوف فقالت الدجاجة: -ياكتكوتي العزيز.. لقد خلقنا الله في أشكال وأحجام مختلفة.. وإذا كنت أصغر من البقرة فأنت أيضا أكبر بكثير من النحلة وأكبر من الفراشة وأكبر من النملة. فقال الكتكوت وهو يضرب الأرض برجله الرفيعة – اذا كنت أكبر من الفراشة والنحلة فإن البقرة اكبر مني وأنا أريد أن أكون مثلها.. أه ياأمي.. بطني تؤلمني فاحتضنتة الدجاجة بجناحها وهي تقول: -بطنك يؤلمك لأنك أكلت أكثر مما يجب.. إياك أن تفعلها مرة وحاول أن تنام قليلا سوف تستيقظ وأنت في خير حال.. هيا ياكتكوتي الحبيب.
وأغمض الكتكوت عينيه، وبعد لحظات كان يغرق في النوم. انسحبت الدجاجة في هدوء وراحت تلتقط بعض الحصى الدقيق الذي يساعدها على هضم الحبوب. وفي نومه رأی الكتكوت الأبيض حلما غريبا.. فقد شاهد نفسه في الحلم وهو خارج الحظيرة وأمامه حزم كثيرة من البرسيم أخذ يلتهمها وبعد ان انتهي من الأكل رأی نفسه وهو يكبر ويكبر ويكبر حتى صار في حجم البقرة. وامتلأ الكتكوت بالسعادة بعد أن أصبح كبير الجسم وقال : الآن سأذهب الي البقرة لأعيش معها انا الآن مثلها ولا يصح ان اعيش مع الكتاكيت الصغيرة .. نعم انا كبير ولابد ان اعيش مع الكبار، واخذ الكتكوت يبحث عن البقرة حتي وجدها واقدة وسط اربع بقرات وما إن وقف الكتكوت امامها حتي نظرت اليه في دهشة شديدة وقالت : ما هذا الشئ ؟! قالت بقرة اخري : انه كائن غريب فعلاً، قال الكتكوت الابيض بفخر : انا بقرة مثلكم .
قالت البقرة : انت كاذب ايها المخلوق الغريب انت لست مثلنا، اقترب الكتكوت الابيض منها وهو يقول : انظري الي جسمي انا في مثل حجمكم، قالت البقرة : أنت في مثل حجمنا لكنك لست بقرة.. هل لك أربع أرجل مثلنا.. هل لك ذیل مثلنا.. هل لك عيون واسعة مثلنا؟؟..لالالا.. أنت الست بقوة.. أنت شيء غريب لم أشاهد مثله من قبل فاغتاظ الكتكوت الأبيض وقال: – أنا بقرة.. نعم أنا بقرة. قالت البقرة: – قلت لك أنك لست بقرة.. أنت تشبه الكتكوت لكنك لست كتكوتا.
قالت بقرة اخرى – ربما كان طائرا غريبا شرب من حديقة الحيوان. فقالت البقرة: – نعم..نعم.. إنه بالفعل طائر غامض هارب من حديقة الحيوان.. هيا ننادي الشرطة لتعيده إلى قفصه في الحديقة. وما إن سمع الكتكوت الأبيض ماقالته البقرة حتى جرى بكل سرعته عائدا إلى حظيرة الدجاج وفتح بابها وحاول الدخول لكنه لم يستطع نظرا لكبر حجمه فوقف في الخارج وأخذ ينادي على أمه وإخوته.
وسمع الدجاج والكتاكيت صوته فنظروا اليه وفوجئوا بذلك الطائر الغريب وذعر الدجاج من هذا الكائن المخيف وقالت دجاجة وهي ترتجف : هيا نغلق باب الحظيرة حتي لا يدخل علينا ويفترسنا، واسرع الدججاج واخذ يدفع باب الحظيرة حتي اغلقه، في الوقت الذي كان فيه الكتكوت الابيض ينادي علي امه التي لم تتعرف عليه ولا علي صوته .
ولم يعرف الكتكوت الي اين يذهب بعد أن رفضت البقرة ان يعيش معها وبعد ان فزعت منه امه واخواته فجلس خارج الحظيرة وهو يبكي ولطم خديه بجناحيه وهو يقول : الي اين اذهب ؟ ليتني اعود صغيراً كما كنت لالعب مع اخوتي وانام في حضن امي .
وفجأ استيقظ الكتكوت من النوم ومرت لحظات حتي افاق تماماً وادرك انه كان يحلم، ونظر حوله فرأي امه تجري وتلعب مع اخواته، وجري الكتكوت الابيض نحو امه وهو يقول : لا اريد ان اكون في حجم البقرة يا امي .. وضحك الدجاج والكتاكيت عندما كان الكتكوت الابيض يقص عليها حلمه الغريب .