قصة طريق الهجرة من السيرة النبوية لخير البرية بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي
نقدم لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع احلم قصة طريق الهجرة ، هجرة النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه من مكة المكرمة الي المدينة المنورة بشكل مفصل، ننقلها لكم في هذا المقال من السيرة النبوية لخير البرية بقلم : محمد عبد الظاهر المطارقي .
قصة طريق الهجرة
لما اشتد أذى قريش للمؤمنين أذن لهم النبي صلي الله عليه وسلم بالهجرة إلى بلاد الحبشة وقال لهم: ” إن بها ملكا لايظلم عنده أحد ” فهاجروا تحت جنح الظلام واستطاعوا بالفعل أن يذهبوا إلى بلاد الحبشة فوجدوا النجاشي – وهو ملك الحبشة- رجلا يحب الحق ويعمل على نشر العدل ورفع الظلم فرحب بهم وأكرمهم غاية الإكرام.
لكن قريشا أرادت أن تردهم مرة أخرى استخدمت قريش كل الحيل وأرسلت الهدايا الثمينة إلى النجاشي وأعوانه، لكنهم فشلوا في إرجاع هؤلاء الموحدين، واستمع النجاشي إلى آيات من القرآن الكريم بصوت الصحابي جعفر بن أبي طالب فبكى وبكت معه البطارقة الذين كانوا حوله لشدة تأثرهم، ورفض النجاشي إرجاعهم وقال لهم أنتم آمنون في أرضي، لايمسكم أذي أبدا.
وهكذا اطمأنوا وراحوا يعبدون الله تعالى ويشكرونه. استمرالنبي في دعوته ولم يهتم بالمستهزئين ولا بهؤلاء الذين يقفون في طريق دعوته.. كان يخرج في مواسم الحج ويدعو القبائل الوافدة إلى الإسلام ويطلب منهم أن يقفوا بجانبه وينصروه حتى يبلغ رسالة ربه، فكان الناس يعجبون ببلاغة النبي وفصاحته.. لكن أبا لهب كان وراءه يصيح ” أيها الناس لاتصدقوه، انه كذاب ، أنا عمه ” .
استمر النبي في دعوته ولم يأخذه اليأس بالرغم من رفض الناس له.. حتى التقى صلي الله عليه وسلم بنفر من الخزرج من أهل يثرب، استمعوا إليه وأعجبهم كلامه وحسن منطقه، وشرح الله صدورهم للقرآن فآمنوا به وصدقوه.. وهكذا وجد النبي صلي الله عليه وسلم من يقف بجانبه ويعينه على دعوة ربه، إنهم الأنصار.. طلبوا من النبي صلي الله عليه وسلم أن يرسل أحدا من أصحابه ليعلمهم الإسلام فأرسل إليهم ” مصعب بن عمير “هو أول سفير في الإسلام، الداعية الأول الذي أرسله النبي ليدعو أهل يثرب إلى دين الله عز وجل.. كان يمتلك صوتا جميلا وأسلوبا رائعا فأسلم على يديه زعماء يثرب.
ثم انتشر الإسلام بين القبائل وصاروا جميعا يتلهفون لقدوم النبي، أذن النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى يثرب فراحوا يتحركون في هدوء شديد حتى لا يشعر بهم أحد. تآمر المشركون على شخص النبي الكريم.. قالوا لا مفر.. لابد أن نتخلص من محمد نفسه وبذلك نقضي على دعوته، وهكذا اجتمعوا في دار الندوة وراحوا يتشاورون في أمرقتله.. أعلن كل واحد من زعماء مكة عن طريقة في التخلص من محمد ، لكنها لم تعجب الشيطان الذي كان حاضرا معهم.. أبوجهل استطاع أن يتوصل الي طريقة خبيثة اعجبت الشيطان نفسه .
قال أبوجهل علينا أن نجمع من كل قبيلة فتي قويا شجاعا، ونعطيه سيفا، ثم يذهبون إلى محمد في بيته ويضربونه جميعا بالسيف ضربة رجل واحد فيتفرق دمه على جميع القبائل فلا تستطيع قبيلته (بنو هاشم) أن تأخذ بثأره فيرضوا بالدية وبذلك نكون قد تخلصنا من هذا الدين الجديد الذي يهدد حياتنا ويجعلنا نتساوى مع الفقراء والعبيد ونحن السادة الأثرياء .
لم يستطع المشركون أن يفعلوا شينا بمكرهم الخبيث، لأن الله تعالى حفظ نبيه وأخرجه من بين أيديهم وهم يقفون أمام داره يحملون سيوفهم المسنونة.. قال تعالى (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون» (يس: ۹). ذهب النبي إلى صاحبه أبي بكر لكي يتحركا سويا إلى يثرب.. لكن المشركين علموا بخروجهم. جن جنون قريش فأرسلوا الفرسان تبحث في كل مكان ولما يأسوا أعلنوا عن جائزة كبيرة لمن يدلهم على محمد وصحبه.
كان النبي و يختبئ في غار ثور ومعه صاحبه أبوبكر.. وكانت أسماء بنت أبي بكرتذهب إليهم بالطعام والشراب وأخوها عبدالله يذهب وهو يسوق أمامه الأغنام ليخفي آثار أقدامهم، ثم يحدثهم عن اهم الاخبار التي تحدث في مكة .
مائة من الابل هي المكافاة التي اعلنتها قريش لمن يدلهم علي محمد، سمع سراقة بالجائزة فسال لعابه وانطلق بأقصى سرعته علي حصانه حتي رأي النبي صلي الله عليه وسلم وصاحبه لكن الفرس تعثر وسقط سراقة، وتكرر الامر اكثر من مرة، فعلم سراقة ان النبي محفوظ فقرر الرجوع بعد أن اعطاه النبي صلي الله عليه وسلم الأمان، فعاد سراقة يخذل من يقابله .
بلغ النبي صلي الله عليه وسلم المدينة فوجد اهلها ينتظرونه وما كادوا يرونه حتي هتفوا : هذا رسول الله .. نعم انه رسول الله حقاً .. واستضاءت المدينة بالانوار وشعر الجميع بالسعادة والفرح ونزل صلي الله عليه وسلم علي بيت أبي ايوب الانصاري حتي تم بناء المسجد النبوي ومن هذا المسجد بدأت دعوة النبي تنتشر لتصل الي اسماع العالم، انها اول مدرسة في تاريخ الإسلام .