قصص حب سودانيه أحببتك اكثر من روحي ج٢
ونستكمل قصة حب سودانيةفي نوقع قصص واقعية وكيف اكتفى الزوج المخلص المحب بزوجته وحبيبته رغم ما بها من مرض. واكتفي بأنها حياته ودنيته وكل ما يتمناه بالحياة كلها ….وبالرغم ما بها وما تعرضت له من مرض وعدم القدرة على الإنجاب ولكنه يكفيه أنها بجانبه فقط وبجواره طوال العمر ..
احببتك اكثر من روحي ج 2
هدأت سميحة وسلمت أمرها لله وماذا بيدها أن تفعل وهى التى أرادت أن يكون لها أولاد من سليمان الذي عشقته بكل ما فيها ولم تكن تتخيل أن يكون مصيرها أن تبعد عن الأمومة التى تتمناها كل إمرأة على وجه الأرض.
مرت الأيام والشهور والليالي الطويلة ومازال الحزن يخيم على سميحة وفي يوم جاءت والدة سليمان لزيارتهم.
سميحة:
ماما ازيك عاملة ايه اتفضلي
الأم:
ازيك يا سميحة يا بنتي وازي سليمان يارب تكونوا بخير
سميحة:
الحمد لله يا أمي احنا كويسين
الأم: فين سليمان؟
سميحة: لسة مجاش من الشغل بس قرب هو كلمني وقال إنه خلاص في الطريق.
الأم: يوصل بالسلامة ان شاء الله
وذهبت سميحة واحضرت كوب من العصير وقدمته لحماتها.
وأخذوا يتكلمون فى أحوالهم وأحوال الدنيا ثم قالت أم سليمان:
يا سميحة يا بنتي انتم ليه ساكتين على موضوع الأولاد لحد دلوقت بقالكم كتير ولسة مفيش حاجة ممكن يا بنتي تروحي لدكتور ويشوف فيه ايه ده دلوقت فيه حلول لكل المشاكل وان شاء الله ربنا يكرمك ويرزقك يا بنتي.
أضطربت سميحة ولم تعرف ماذا تقول لوالدة سليمان وسكتت قليلآ ثم قالت:
كل شئ نصيب يا امي
قالت لها:
طبعاً كل شئ نصيب بس لازم نعمل اللي علينا ونشوف الحل مش نفضل ساكتين ومستنيين الفرج وبس.
قالت سميحة:
ادعيلنا يا أمي
الأم:
انا حاسة ان فيه حاجة يا بنتي قوليلي انا زي امك.
وهنا حضر سليمان ودخل وسلم على والدته ورحب بها ثم دخلت سميحة المطبخ لتحضر العشاء وهى تقول في نفسها :
الحمد لله أن سليمان وصل في الوقت المناسب والا مكنتش هخلص من اسئلتها.
وجلسوا ليتناولوا طعام العشاء ويتكلمون ويضحكون وبعد العشاء أحضرت سميحة الشاي والبسكويت .
ثم دخلت والدة سليمان الغرفة لتنام ولكنها نادت على سليمان ليلحق بها ويكلمها.
سليمان:
ايوا يا امي عايزة حاجة حبيبتي قولى انا تحت امرك.
والدته:
بص يا ابني انا عايزة اقولك اللي في مصلحتك بصراحة واضح أن فيه حاجة أو مشكلة عند سميحة علشان كده الحمل اتأخر وانا عارفة بخبرتي أنها اكيد راحت للدكتور وقالها حاجة هى مش عايزة تقولها
سليمان:
ايوا يا امي راحت للدكتور وقال مفيش حاجة وكله كويس
والدته:
كويس ازاى وبقالكم اكتر من سنة ونص ومفيش حمل اكيد فيه مشكلة.
سليمان:
لا يا أمي مفيش مشكلة ولكن كله بأمر الله وياما ناس قعدت سنين وبعدين ربنا كرمها.
الأم:
سنين ليه هو انا لسة هستنى سنين انا ضامنة عمري انا عايزة افرح بولادك واشوفهم وأدلعهم
سليمان:
نعمل ايه يا امي كل شئ نصيب
الأم:
لا ممكن تعمل زى أى راجل فى الحالة دي وتتجوز.
هب سليمان واقفآ وقال لأمه:
ايه الكلام ده يا أمي انا بحب سميحة ولا يمكن أسيبها أبدآ أو ابعد عنها انا مكتفي بيها هى سعادتي وهى فرحتي وهى عمري والأولاد لو مش منها يبقا خلاص مش هيكونوا من اى واحدة تانية.
الأم:
بلاش تقول كلام تندم عليه بعدين العمر هيجري وهتندم لما تلاقي نفسك كبرت ومفيش جنبك سند او ولد.
سليمان:
يكفيني أن جنبي سميحة
لم يعجب الأم كلام سليمان وظلت تلومه وتلح عليه في موضوع الزواج بأخرى ولكن سليمان يؤكد لها دائماً أنه يكتفي بسميحة ولا يريد أحداً غيرها وأنها هى من تزين حياته أما الأولاد فالأمر لله وحده وقتما يشاء سوف يرزقهم.
وظل سليمان يؤكد لكل المحيطين به أنه مكتفي بسميحة وأنه يحبها ولن يفرط فيها مهما حدث.
أما ما حدث فكان شئ أكبر من التوقعات والأحلام ففي يوم من الأيام كانت سميحة في العمل وأصابها الدوار والإغماء وكانت تشعر بألام في كل جسدها حتى أنها لم تستطيع الحركة وإتصلوا بزوجها الذي حضر على الفور وأخذها إلى المستشفى وهى تتألم وتصرخ وأدخلوها الغرفة للكشف وعندما خرج الدكتور أسرع إليه سليمان الذي كان ينتظر بجانب الحجرة وهو حزين وسأله:
يا دكتور خير طمني لو سمحت سميحة مالها وبتتألم كده ليه وايه حصلها ؟
نظر إليه الدكتور وقال:
انا مقدرش أقول اى حاجة غير بعد الفحوصات والتحاليل والاشعة.
شعر سليمان بالقلق من كلام الدكتور ولكنه سلم أمره لله وبدأ فى أجراء الفحوصات والتحاليل والأشعة بكل الأشكال التى كتبها الطبيب وبعد أن استلم نتيجة هذه الاشعات والتحاليل وأجرى لها الدكتور الفحوصات اللازمة نظر إليه الدكتور بيأس وقال:
انا أسف إني أبلغك إن المدام عندها مرض نادر في العظم ولا يأتي لأحد إلا واحد في المليون
وهنا ذهل سليمان وقال وهو يرتعد خوفآ:
يعني ملوش اى علاج ولا حتى لو سافرت الخارج.
الطبيب:
بقولك نادر ومحدش يعرف علاجه لأنه ملوش اى علاج فى اى مكان
سليمان منفعلآ:
يعني ايه اللي يمرض بالمرض ده بيموت؟
الطبيب:
كل شئ بأمر الله ولكن في النهاية يؤدي للموت.
قام سليمان وخرج من عند الطبيب وهو مذهولآ ولا يصدق ما قاله الطبيب وأخذ يحدث نفسه:
كيف يحدث ذلك ونحن لا نملك إلا بعضنا ولم نكن نحلم سوى بالستر والصحة والأمان وان نكمل حياتنا سويآ وحتى إن لم يرزقنا الله بالأولاد ولكن ليه سميحة تضيع مني وهى الإنسانة الوحيدة اللي برتاح معاها وفاهماني وعمرنا ما زعلنا من بعض أو حتى اتخاصمنا.
وظل سليمان هائمآ على وجه يكلم نفسه وهو لا يكاد يصدق ما سمعه .
ووصل سليمان المنزل وظل يبحث على النت عن ذلك المرض الغريب النادر الذي لا يصيب سوى واحد في المليون من البشر و جد عنه معلومات ضئيلة جدآ وكلها في النهاية تؤكد أن صاحب هذا المرض نهايته معروفة وهى الموت.
بدأت الحياه تأخذ شكلآ أخر ولونآ أخر كئيب ومخيف حتى البيت أصبح كأنه مقبرة باردآ ليس له روح أو صوت .
وبدأ سليمان يرتب البيت بشكل أخر ويجهزه بشكل جديد ليستقبل زوجته وحبيبته التي شعر أنه يحبها أكثر وأكثر وأقسم أنه لن يتركها لحظة أو يتخلى عنها حتى أخر يوم من عمرها حتى لو ظلت هكذا سنوات.
قام سليمان بتجهيز حجرة كبيرة في المنزل وهى حجرة النوم وإشترى أجهزة معينه سأل عنها الطبيب وسرير خاص بشكل معين ومواصفات معينة وبعض الاشياء التي سوف تحتاجها سميحة أثناء مرضها.
وقد باع بعض أجهزة المنزل وإستدان بمبلغ كبير من العمل لكى يستطيع أن يحضر هذه الأشياء وخصوصآ ان الأجهزة التي إشتراها كانت بمبلغ كبير جدآ.
وخرجت سميحة من المستشفى
إلى المنزل الذي جهزت سليمان لإستقبالها.
وبدأت رحلة جديدة من العذاب مع هذا المرض حتى أنه بدأ يزداد يومآ بعد يوم والألم يزداد يومآ بعد يوم وكانت سميحة تصرخ من الألم والتعب حتى أنه كان سليمان يقوم إليها في منتصف الليل على صوت صراخها ويتألم من داخله لأنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئآ يجعلها ترتاح.
وكان سليمان لا يكاد يغفوا إلى النوم حتى يسمع صراخ سميحة فيقوم مفزوعآ ويجري أليها.
ولما شعر سليمان بأنه غير قادر على المواصلة دون نوم وأنه أحياناً لا يستطيع المواصلة ويغفوا غصبآ عنه فكر أن يذهب الي المستشفي ويأتي بممرضة تساعده لتكون بجانب سميحة إذا غفل وغفا عنها لأنه يخاف عليها أن يحدث شئ ولا أحد بجانبها.
ومرت ليالي وشهور وحالة سميحة تزداد سوءاً ويزداد شعورها بالألم والمرض حتى تغير شكلها وأصبحت هيكلآ عظميآ ولم يعد يبقى منها سوى نظرة الحب التي تشمل بها زوجها الذي لم تحب غيره أبدا وفي داخلها كانت تتمني ان تعيش معه أكثر والذي كان بجانبها دومآ ولم يتخلى عنها لحظة واحدة.
وفي ليلة مظلمة حالكة لم يأتي إليها القمر كانت سميحة تتألم بشدة وشعرت أنها سوف تذهب الى خالقها كان سليمان بجانبها وقد شعر بها عندما إزدادت ضربات قلبه وتملكه الخوف وظل ينظر لسميحة نظرات العاشق الذي يفارقه حبيبه دون رجعة فأمسك بيد سميحة وأخذ يقبلها وهى تنظر إليه نظرة حب وإمتنان لأنه لم يتركها أو يتخلى عنها وظلوا هكذا لحظات حتى شعر سليمان أن يد سميحة باردة ولم تعد نظرتها إليه.
نعم لقد فارقت الحياه هذه الإنسانة الرقيقة الحنونة الهادئة التي كانت كالنسمة العابرة أعطت نسيمها الجميل ورائحتها العطرة وحبها وحنانها ورحلت دون أن تترك اى أثر سوى البسمة في قلب كل من يتذكرها ليدعوا لها بالرحمة.
وكم من قلوب تلاقت في قصص الحب الرائعة في كل بقاع الأرض وكانت تترك بصمة لا تضيع في عالم الحب الكبير وكانت قلوب صادقة وجميلة تعيش الحياه وهي تبتسم وتفرح لفرح من حولها وتحزن إذا رأت احدآ حزينآ وإذا رحلت تترك أثارآ محفورة في قلوب المحيطين بها .
هذه القلوب العاشقة هى عاشقة للحياه والحب والجمال والبسمة قلوب شفافة مدهشة في كل موقف أو طريق.
تواصلوا بالحب دائمآ فلا يبقا سوى أثره ولا تدوم سوى سيرته الطيبة وكلنا نموت ولكن هو يبقى.