البغبغاء والصياد
فكانت الوانهم زاهية واشكالهم جميلة ،وفى كل يوم فى الصباح يطيران فى الغابة للبحث عن الطعام وفى المساء يعودان بعد ان رزقهم الله من رزقة الكثير ومن خيره الوفير ، يعودان مرة اخرى الى عشهما فوق الشجرة العالية يغردان ويتحدثان باستمتاع ويشكران الرحمن على نغعمه ، كانوا يتحدثان معا وكان كبيرهم ، البغباء الكبير يتميز بأنه الببغاء الحكيم والذكي ويفهم في كل الامور .
وفى صباح يوم جميل ومشرق ، استيقظ الاثنان يستعدان للخروج للبحث عن طعامهم ورزقهما في الارض ،وفى نفس اللحظة ، كان هناك صياد فى الغابة ، لا يعمل شيء سوى صيد الطيور والحيوانات وبيعها او ذبها للاستفادة من لحمها وفرائها ، فشاهد عش الببغاوات فوق الشجرة العالي .
فى صباح اليوم التالى ، جاء الصياد مبكرا عن الميعاد الذى يستيقظ فيه الببغاوات ، ثم وضع شباكه فوقهم دون ان يشعروا ،وبمجرد ان بدا الببغاوات يستيقظوا حاصرتهم الشباك من كل اتجاه .
ولكن الببغاء الاكبر المشهور عنه بالحكمة والذكاء ، كان يقول له اصبر ولا داعى للحزن وادعوا الله بأمل فربما ذهبنا الى مكان اجمل من يدري يا أخي فالصبر مفتاح الفرج والدعاء يغير القدر .
وقام الصياد بوضع الببغاوات فى قفص جميل ، ثم ذهب بهم الى الملك ،ثم قال للملك :انظر يا سيدى الى هذا الزوج الجميل من الببغاوات ،فنظر اليهم الملك فوجدهم مبهرين والوانهم رائعة وجميلة جدا وجذابة ،فسعد الملك بهم كثيرا وامر الحراس بدفع مبلغ كبير للصياد .
ثم امرهم بتصميم قفص كبير جدا من الذهب لكى يوضع به الببغاوات ،وفعلا تم تجهيز القفص الذهبى ووضع به الببغاوات وتم وضع القفص بالقرب من الملك ،وامر الحراس الاعتناء الشديد بالببغاوات واطعامهم من افضل الاطعمة والفواكة الجميلة بالمملكة .
وعندما سمع الببغاوات بالاوامر التى القاها الملك على حراسه ، فرحوا كثيرا لانهم لن يبحثوا فى صباح كل يوم على الطعام ،وفرحوا ايضا لانهم بالقرب من الملك ،وقال الببغاء الحكيم الكبير لاخيه الصغير الم اقل لك عليك ان تتحلى بالصبر ، فالصبر مفتاح الفرج يا أخي الصغير ،و الحال لن يدوم والشدة ستزول ،وظل الببغاوات فى كل يوم يقوموا ببعض الحركات التى تضحك الملك حتى يكون دائما سعيد بهم ويقدم لهم افضل انواع الطعام من الفواكة الجميلة الطازجة .