حكاية قصيرة بعنوان الحب وأهواله!
جميعنا يتوق للحب الحقيقي لتزهر به الحياة، وعلى الرغم من ذلك إلا إن بعضنا يوفق إليه وبعضنا الآخر يقع فريسة للخيانة والحب الزائف؛ وكل منا له حق الاختيار في إعطاء مفاتح قلبه لمن يشاء وإكمال حياته برفقته.
يقولون أن مرآة الحب عمياء لا تفرق مطلقا، أيعقل أن تكون هذه المقولة حقيقية، لا يمكن لأحد منا أن يجيب بحقيقتها إلا إن كان مجربا للأمر من قبل، المهم علينا أن نحسن الاختيار لأنها ليست رفقة يوم وإنما رفقة أعمار بأكملها يعلم الله وحده أتطول أم تقصر، ولكنها تكون أعمار عامرة بالهدوء مهما عصفت رياح الحياة طالما كانت برفقة من نحب.
حكايـــــــــــة قصيــــرة:
كان ردي عليه كالصاعقة المدوية: “إنني لست مسئولة عما تشعر به، أنا لست بمسئولة عن إحساس غيري”، ثم ركضت مبتعدة عنه وعيناي تذرفان الكثير من الدموع، جال في خاطري سؤال واحد وحسب: “لماذا يخبرني بذلك؟! ولم أنا تحديدا؟!، وما الذي بدر مني يدل على حبي له؟!”
صرت أسأل نفسي وأتحدث إليها كالمجنونة… إنني لم أفعل شيئا يدل على حبي له، فلماذا يقول لي ذلك؟!، في البداية يعترف لي بأنه يحبني، فقلت في عقلي حينها أنه يملك كامل الحرية في مشاعره ولست بمسئولة عن ذلك، يعود ليخبرني بأنه على يقين بأنني أمتلك له نفس المشاعر والأحاسيس، لماذا كلمات بسيط كتلك تجعلني أصاب بصدمة بالغة تعجزني عن الرد عليه وتوضيح ما يجول بخاطري؟!
لماذا أشعر بأن عيناي لا يريدان إلا البكاء حزنا لما سمعت أذناي؟!، كل ما كنت أشعر به حينها أنني في حيرة من أمري، في حيرة من عيناي والدموع المتحجرة بداخلهما وشرود عقلي مما سمعت وعجزي عن الرد عما يقول؛ لم أعلم حينها أأضحك بأعلى صوتي أم أبكي حزنا وأندب حظي، كان الموقف بأكمله كالصدمة بالنسبة لي لدرجة أعجزتني عن اتخاذ أي رد فعل حينها، فلم أقوى إلا على الرحيل والهروب من الموقف ذاته لأجده يركض خلفي يسألني عن ردي فيما يخبرني به!
وجدت نفسي أقف وأنظر إليه لأخبره بأنه بالنسبة لي ليس أكثر من أخي لأجده يصرخ في لهفة في وجهي قائلا: “لا.. إنني لست بأخيكِ”!، تركت المكان مسرعة وكل ما أحاول تثبيته بعقلي أنني لست مسئولة عن إحساس غيري وعما يشعر به الآخرون؛ على الدوام تراودني كلماته إنني على يقين بأنكِ تبادلينني نفس الشعور، فأحترق منها غيظا وأتساءل ونفسي كيف تجرأ ليخبرني بمثل هذه الكلمات الموجعات لقلبي؟!، فماذا حدث مني ليوقن بأنني أبادله نفس الشعور؟!، بالتأكيد إنه مبالغ في وصفه لشعوره، ولكن وكيف ذلك وقد بدا في صوته الصدق التام في كلمة تلفظ بها بصوت عاشق حنون؟!، كل ما أعلمه يقينا بأنه ليس له الحق في التفوه بمثل هذه الكلمات لي، كما أني ليس لي الحق كليا في سماع مثل هذه الكلمات، والآن لا أدري كيف يفترض به أن أعامله وقد علمت بما يجول بخاطري تجاهي تحديدا؟!
لم أجد لي ملاذا إلا التحدث لصديقتي المقربة بكل ما حدث، وما فاجأني منها حقيقة عندما سألتني ألم يصدر منه فعل من قبل يدل عن مشاعره تجاهكِ؟، كان سؤالها بالنسبة لي بمثابة الصدمة أيضا، صمتت لوهلة من الوقت لأجيبها قائلة: “كنت أجده كثير المدح والثناء على ما أقوم به من عمل، فعلى الدوام يخبرني بأنني غالية بالنسبة إليه وعزيزة، ولكني لم أتخيل يوما ولم أجرؤ حتى في أحلامي أن أجده يخبرني بأنه يحبني ولا يطيق العيش بدوني”!
وجدتها تسألني قائلة: “وماذا كان رد فعلكِ على كلمات مدحه وثنائه لكِ؟”، فأجبتها: “كنت على الدوام أهرب من حديثه مسرعة فلا أحب زيغ الكلام وعسله”، ابتسمت صديقتي لأجدها تخبرني قائلة: “وها هو الآن يعلن مشاعره لكِ صريحة، فماذا ستفعلين؟!”
ابتسمت بعفوية وأخبرتها بأنني لطالما وددت أن أسمعها ولكن ليس منه وإنما من غيره، فهو ليس من حقي تماما، إنه أب لثلاثة أبناء، تعجبت مما فعله فكيف والد مثله يسمح لنفسه أن يفعل ما فعل معي؟!، ألم يفكر في أبنائه، حسنا.. ألم يفكر في خاطري فكيف يفكر في ذلك وأنا لازلت بعمر الزهور؟!، لقد قالها ورحل دون أن يلقي بالا لما تركه من أثر بداخلي، لا أنفك أفكر في كلماته، الكثير من الأسئلة لا يمكنني إخراجها من بالي، ولكن أكثر سؤال تؤرقني إجابته لماذا أخبرني بأنه متيقن من مشاعري تجاهه؟!
لطالما جعلت مشاعري غالية لا يستحقها إلا الغالي الثمين مثلها، لم أهدر مشاعري طالما حييت فيكف له أن يتهمني بأنني أبادله نفس مشاعره؟!، إنني لم أبادله شيئا مما أخبرني به فهو لا يستحق مشاعري، يا الله أشعر وكأن شيئا مني سأخسره، أعني على التوقف عن التفكير في كل ما حدث!
مضت الأيام سريعة وكلما رأيته من بعيد حاولت جاهدة تجاهله أو بتعبير أدق التهرب منه وعدم مواجهته، وما زاد الأمر سوءا أنني وجدت نفسي كلما أصبحت وحيدة لا أتذكر سوى كلماته وتعبيرات وجهه وكأن الأمر امتثل أمام عيني من جديد، واليوم رأيته في منامي، حلمت أنه كان برفقتي وكنا نسير في أحد الطرق ومن كثرة الخطوات التي قطعناها سويا شعرت بألم شديد في قدماي، فحملني بين يديه ولكنه سرعان ما تركني أٍقط، فصرخت من شدة آلامي وإذا بشاب يقترب مني ويأخذ بيدي ويعينني على النهوض من جديد ويكمل معي الطريق لنهايته، وحينها أدركت أنه اختفي من أمام عيني في لمح البصر!
لم ألتفت إليه مطلقا ولم أتجاهله بل انتقلت لفرع آخر بالعمل، وهناك صادفت من تزوجني وكان شابا وسيما أزهرت به حياتي والتي شعرت وأنها كادت تكون بائسة!
لا تنسو فليسطن
أين أجد تكملة القصة التي ماتت الزوجة وهي تلد الثالث وتزوج الاب وسوما ما ضن ان الرضيع نائم لكنه متوفي أخذه إلى المستشفى وأخبره الأطباء انه …..