خباب بن الأرت الصحابي الجليل
نقدم لكم في هذه المقالة قصة خباب بن الأرت الصحابي الجليل، هو خباب بن الأرت بن جندلة التميمى هو سادس من أسلم قبل دخول النبى لدار الأرقم وأعلن اسلامه دون خوف وهو من السابقين للدخول بالأسلام,
خباب بن الأرت
وكنيته كانت أبا يحيى وتم بيعه فى مكة وكانت مولاته هى أم أنمار الخزاعية التى أرسلته إلى أحد الحدادين ليعلمه صنعة الحدادة وأعداد السيوف وأصبح من أحسن الحدادين لإتقانه للحدادة, وحينما أشتد عودة قامت أم نمار بأستئجار دكان وشراء عدة له واستثمرت مهاراته بإعداد السيوف وبعد وقت قصير أشتهر خباب فى مكة بصناعته للسيوف وإتقانه لعمله وأمانته وبدأ التوافد عليه من أهل مكة بشدة,وكان خباب رجل حكيم العقل ورزين برغم صغر سنه إلا أنه كان يفكر فى المجتمع الجاهلى ومساوئه ويفكر فى الوقت الذى سيتغير فيه كل شئ إلى النور,وبعث له النور من عنده فقد سمع خباب عن فتى من بنى هاشم أسمه محمد يدعو إلى دين جديد يدعى بدين الإسلام ,فذهب إليه خباب وسمع له وقد سكنت الكلمات بقلبه وأمن برسول الله وبدين الله تعالى وكان سادس المؤمنين به,فبعدما ذهب إلى دكانه بعدما أسلم جاءه أفراد من أهل قريش تسأله هل أنجزت صنع السيوف ولكنه كان مشغول البال ومتحدث إلى نفسه بصوت عالى عن سيدنا محمد وعن دين الأسلام وسمعه أحدا منهم فضربوه ضربا مبرحا حتى فقد وعيه ودخل في غيبوبه.
وكان هذا أول أنواع العذاب فقد مارسوا معه أشد العذاب وقد أخذوا من دكانه كل الحديد وحموه على النار ولفوا به جسده ولكنه كان صبور وكانت كلمات رسول الله سببا فى صبره,وذهب الكفار لمولاة خباب أم نمار وجاءت تضع الحديد المحمى فوق رأسه حتى يرجع عن دينه الجديد وبرغم الآمه الشديدة لم يستسلم , ومر الرسول عليه الصلاة والسلام ووجد خباب مربوط وموضوع على رأسه الحديد المحمى فأنفطر قلبه ولكن لم يكن بيده حيلة غير الدعاء له وقال رسول الله (اللهم أنصر خبابا), وبعد وقت قصير جاء قصاص الله العادل ومرضت أم نمار بمرض السعار الذى يجعلها تعوى كالكلب وكان علاجه الوحيد كوى رأسها بالنار,
ولم يكتفى يكتفي سيدنا خباب بعد ذلك بصلاته وعبادته بل كان يطوف منازل كل من أسلم ولم يعلن إسلامه خوفا من الكفار, وكان يعلمهم القرأن الكريم فكان حافظا وقارئا له وقد علم فاطمة أبنة عمر بن الخطاب وزوجها وعندما كان عمر يمر حاملا سيفه ليصفى كل ما له مقربة بالأسلام, فسمع آيات الله تعالى فقال دلونى على محمد وقال له خباب أن الرسول قد بشر بإتباعه للإسلام,
عاش خباب مع رسول الله الكثير من الغزوات محافظا على عباداته وإيمانه وبعد فقره الشديد أعطاه الله الفضة والدنانير التى تكفيه ولم يكن بخيلا على المساكين والمحتاجين بل كان يعطيهم ويسمح لهم بأخذ ما يريدون دون سؤال وقد تمنى طيبات الأخرة عن الدنيا, فى عصر الخلافة أيام سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان كان بيت المال قد خلى من مال المسلمين فعمل خباب جاهدا على توفير المال لأنه كان واحدا من المجاهدين الذين يأخذون راتبا وحينها بنى بماله دار بالكوفة, وفى السنة السابعة والثلاثون توفى خباب بن الأرت وكان أقرب الأقربون إلى رسول الله, وكان أول الصحابة الذى دفن بظاهر الكوفة وكان الدفن حينها فى الدور والأفنية وهو أول من أراد الدفن بالكوفة وظاهرها, وكان عندما يمر سيدنا على بن أبى طالب على القبور يقول ( رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً ، وعاش مجاهداً ، وابتلي في جسمه ، ولن يضيعَ الله أجرَ مَنْ أحسنَ عملاً)