أصعب شعور يمكن أن يجربه امرئ على سطح الكرة الأرضية الخيانة من الحبيب، يشعر بها وكأنها طعنة قاتلة بظهره، وكلما كان على محبة أكبر معه كلما ازدادت الضربة.
وغالبا لا يتمكن من نسيان هذه الضربة التي وجهت لظهره، يظل دوما متذكرها بالرغم من كل الآلام التي سببتها له إلا أن قلبه أيضا يأبى تجاوز الشخص الذي أحبه بكامل صدقه وثقته، وفي النهاية كانت النتيجة الخذلان.
“سلم قلبك ويداك” الجزء الخامس
في هذه الليلة لم يعد الشاب لمنزله، أما عن الفتاة فأشعلت نيران ثورة الشجار بينها وبين معلمها…
الفتاة: “لقد فعلت لك كل ما طلبته مني، وقدمت لأجلك كل شيء، ضحيت لسعادتك كثيرا، الآن حان دورك لتنقذني من والدتي”.
المعلم: “ألم أخبركِ أنني لا يمكنني فعل شيء الآن إلا بعد انتهائكِ من الثانوية منعا لانتشار الشائعات عني؟!”
الفتاة: “ولكن الوضع قد اختلف، إنني أحمل جزء منك داخل أحشائي”.
المعلم وقد صدم: “ولماذا لم تأخذي حذركِ؟!، أهذا ما اتفقنا عليه؟!”
الفتاة: “إنه ليس بيدي، ولا تحملني مسئولية شيء، أنت من أصر على الاستعجال بكل شيء، كان بإمكانك الزواج بي وتأجيل كل شيء ريثما أنهي الثانوية”.
المعلم: “لا تخبري والدتكِ بشيء الآن، وسنفكر سويا في حل للورطة التي ورطتنا بها”.
الفتاة: “أورطتك لأنني حملت منك؟!، ألست بزوجي أنت؟!”
الشاب: “إن لم نتخلص من الجنين فقد قضينا على أنفسنا بأيدينا”.
الفتاة: “نتخلص من الجنين؟!، أأقتل جزءا مني؟!، أقسم بالله أنني لن أفعل أي شيء من هذا القبيل، إنني لست بقاتلة وإن كنت قد عصيت أوامر ربي بعصياني لوالدتي واتباعك، ولكنني لن أصحح خطأ بخطأ أكبر منه ولا يغتفر، سأتركك الآن ولكن يجب أن تجد لي حلا وتتصل بي لتطلعني عليه”.
غادرت الفتاة المنزل ولكنها شعرت بسوء اختيارها عندما قررت موافقة معلمها فيما أراده منها، وأثناء طريق عودتها للمنزل تذكرت ما حدث لها….
في البداية أعجب بجمالها، وحاول لأكثر من مرة التقرب والتودد منها، ولكنها في كل مرة أبت وصدته، فاستعان بطالبة لديه في مساعدته في الحصول عليها، في بداية الأمر كان معجب بجمالها وبعدها أصبح لديه هوس بها، كيف لها أن ترفضه؟!
تقربت منها هذه الطالبة، كانت تدعي أنها تعاني من ظروف قاسية، وأنها تمر بأزمة نفسية وعاطفية بسبب شاب، كانت الفتاة ترفض هذه الفكرة على الإطلاق ولا تقبل بها، لذلك صادقت هذه الطالبة وأخذت بيدها، والحكاية كلها كانت مجرد لعبة وخدعة واستطاعا كلاهما الإيقاع بالفتاة بها.
وجاء اليوم الذي ادعت فيه الطالبة أنه يوم مولدها وأرادت الاحتفال به مع صديقتها بمفردهما، كانت قد وضعت مخدرا لها بالعصير، وقد شربته الفتاة وفي هذه اللحظة ظهر المعلم، وغادرت الطالبة حيث أنه من البداية كان منزله، فعل بها كل ما شاء فعله، كانت تشعر بكل شيء ولكنها لا تقوى على الدفاع عن نفسها.
وكان قد جهز كاميرا وقام بتصوير فيديو كاملا، مكثت حتى استفاقت وعندما استردت وعيها الكامل صرخت صرخات متعددة عندما وجدته نائما بجوارها وقد كان كلاهما عاريا؛ أسرع بوضع يده على فمها وكتم صوتها، وبعدها أظهر ورقتين موقع عليهما بخط يدها، وكانتا إثبات كامل بأنها زوجة له.
لم تدري ماذا تفعل، لقد وجدت نفسها قد فقدت أعز ما تملكه كل فتاة، وضعت يدها على رأسها وانهمرت الدموع من عينيها، جاء دوره ببضع من الكلمات، عن مدى حبه لها من البداية وأن بكل مرة كانت ترفضه كان يشعر وكأن قلبه يحترق من الداخل، تقبلت الأمر واتفقت معه أن يخفي حقيقة الأمر وأن يعودا كما كانا من قبل، وأن ينتظر ريثما تنهي دراستها، وحينها سيكون إقناع والدتها أسهل ما يكون.
ولكنه في كل مرة كان يتحجج لها، ويستطيع السيطرة عليها بكلمته وأسلوبه والذي كان له تأثير السحر عليها، فتجد نفسها بالنهاية تفعل كل ما يريده منها؛ ولكن بهذه المرة لن تستطيع الصمت، لقد سقطت من نظر أكثر شخص تحبه وتوده على الإطلاق، علاوة على كونها قد أهانته أمام زوجها (معلمها)، لقد فعلت كل ذلك لأنها تخاف عليه ليس لشيء آخر، ولكنه بالتأكيد لم يفهم الأمر.
كل ما فهمه الشاب أنها أحبت أحدا غيره، ومن شدة حبها له تزوجته دون علم الجميع، بل ومنحته نفسها وكل شيء بها، هذا الأمر جعل قلبه يعتصر عصر.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب دامت سنوات بعنوان “سلم قلبك ويداك” الجزء الأول
قصة “سلم قلبك ويداك” الجزء الثاني
قصـة “سلم قلبك ويداك” الجزء الثالث