ولا يوجد بكل الحياة أجمل من الحب الحقيقي الصادق، ولكن كثير منا يخطأ بمعرفته، ولا يصيب قلب من أحبه، وهذا الشخص الذي لا يتمكن من تحديد الحب الصادق الحقيقي بحياته يندم طوال عمره على أجمل شيء منح له ورزقه ولكنه بدلا من الحفاظ عليه ضيعه.
كثيرا منا يمر بهذه الأشياء بفترات معينة من حياته، وكثيرا منا من الممكن أن يكون أحد يحبه أكثر من نفسه ولكنه يمضي طوال عمره لا يتعرف على هذا الشخص، الذي بداخل قلبه يوجد الكثير من المحبة الصادقة البريئة ولكنه لم يتمالك الجرأة يوما للاعتراف بذلك.
“سلم قلبك ويداك” الجزء الرابع
أما الفتاة فقبل ذهابها للمدرسة عمدت لمنزل معلمها، كانت تذهب إليه كل صباح باكر، ومن هناك تتحرك لمدرستها ولم يعلم أحد بأمرها؛ ولسوء حظها كان الشاب يراقبها ويسير خلفها، فرآها تدخل للمنزل، وعندما خرجت لم يكن معها أحد!
وبعد ذهابها خرج رجل وسيم من نفس المنزل، لم يجد أحدا ليسأل عن هويته ولكنه آثر تعقبه على تعقبها، وبعد السير خلفه توصل إلى أنه معلم بنفس مدرستها!
ساورته الشكوك حول ذلك، لماذا تفعل كل هذه الأشياء على الرغم من كونها أفضل فتاة على الإطلاق؟!
ما الذي مرت به خلال سفره ليجعلها تتغير بمثل هذه الطريقة المرعبة؟!
كتم بداخله كل ما رآه حتى يتبين الحقيقة كاملة، ولكنه لم يستطع توقف التفكير في كل ذلك، لقد شعر وكأن قلبه من الداخل وروحه يحترقان بالأكمل.
ومازال يراقبها، ومن جديد تحججت بصديقتها ولم يمانع خروجها كما حدث منه بالسابق، ولكنه ادعى التعب والإرهاق، وادعى النوم حتى تطمئن الفتاة لأمره ولا تساورها أية شكوك تجاهه.
خرجت الفتاة في أتم زينتها بحجة عيد مولد صديقتها، كما أنها كانت قد اشترت هدية لها مسبقا، تبعها حتى دخلت نفس المنزل، فتبعها أيضا، ولسوء حظ الفتاة كان المعلم قد نسي تماما أمر النافذة التي تركها مفتوحة، فتمكن الشاب من اختراق المنزل من خلالها حتى يرى كل شيء بحقيقة واضحة أمام عينيه فلا ينتابه أو يساوره أي شك.
بالكاد تمكن من الصمود أمام ما رآه من الفتاة ومعلمها، لقد كانت تتعامل معه وكأنه زوجا لها، وضع يده على فمه من هول ما رأى، لم يستطع الانتظار أكثر من ذلك فخرج عن صمته وتخفيه، أظهر نفسه لها، شعر بخيبة الأمل تجاهها….
الشاب: “أيعقل أن يخرج كل ذلك منكِ أنتِ؟!”
الفتاة وقد شعرت بالخجل من نفسها، نظرت للأسفل وقررت الكلام والإفصاح عن شيء ما، ولكن المعلم وضع يده على فمها.
المعلم: “من أنت؟!، وكيف دخلت منزلي؟!”.
اقترب منهما وقد أمسك بيد الفتاة: “هيا لنذهب من هنا قبل أن أرتكب جريمة في الحال”.
الفتاة: “ولكنني لم أفعل شيئا يجعلك ترتكب جريمة”، وقبل أن تكمل حديثها وجدت معلمها للمرة الثانية يضع يده على فمها ليمنعها من الحديث.
المعلم: “لن ترتكب أي جريمة هنا، لأنني من سيبلغ عنك الآن، وإن قتلتك بنفسي لن أجازى عليك ولن أعاقب أيضا”.
هم ليشتبك به، ولكن الفتاة حالت بينهما….
الفتاة: “لقد تزوجته، ولم أفعل شيئا خاطئا، اذهب من هنا في الحال”.
الشاب: “تزوجتِ؟!”
الفتاة: “نعم يمكنك الذهاب الآن، وتذكر أنك لست برقيب علي ولا حسيب”.
الشاب تمنى حينها أن تنشق الأرض وتبتلعه من سوء معاملتها له، لقد صدم بها صدمة حياته، لقد عاد من الخارج لأجلها، لأجل أن يتزوج بها، وهي ترتمي في أحضان شخص غريب، وبالتأكيد ليس بالأمين عليها، حيث أنه لو كان أمينا لما كان فعل بها كل هذا.
كل هذه الخواطر كانت تجول بخاطره، لم يشعر إلا بيد تمتد إليه لتخرجه، و يا لصدمته لقد كانت يد من أحبها طوال عمره ولم يعرف قلبه غيرها.
الفتاة: “كل ما رأيته من شئوني الخاصة، وإياك وإبلاغ أمي، إنني أحذرك، هذه حياتي أعيشها بالشكل الذي يناسبني ويروق لي”.
الشاب بصدمة: “اطمئني لن أخبرها بشيء لأنها بالتأكيد ستلحق بوالدكِ حينها”.
بالكاد تشعر الفتاة بقلبه الكسير، وبسوء أفعالها ولكنها سرعان ما تسيطر عليها أفكار معلمها والذي غير من شخصيتها كل شيء للأسوأ دون شعور منها.
في هذه الليلة لم يعد الشاب لمنزله، أما عن الفتاة فأشعلت نيران ثورة الشجار بينها وبين معلمها…
الفتاة: “لقد فعلت لك كل ما طلبته مني، وقدمت لأجلك كل شيء، ضحيت لسعادتك كثيرا، الآن حان دورك لتنقذني من والدتي”.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب دامت سنوات بعنوان “سلم قلبك ويداك” الجزء الأول
قصة “سلم قلبك ويداك” الجزء الثاني
قصـة “سلم قلبك ويداك” الجزء الثالث