لا تغضبي مني ألست فتاكِ
أهواكِ يا قدري ولا أهواكِ.
لا تحسبي أني عشقتكِ طائعا
قدر لعمرك زارني ونسيتكِ.
قد كنت أحيا خاليا متحفظا
واليوم شغلي في الحياة رضاكِ.
ماذا صنعتِ بهامة لم تنحني
فحنيتها وكسرتها بحلاكِ.
“عاشقة ذات قلب طفولي” ج11
الفتاة: “لم أرد شيئا سوى الفصل بين العمل وأمورنا الشخصية، أعتقد أنه سيكون من الغريب بالنسبة لكل من بالعمل معنا أن يكتشفوا أننا كنا زملاء بالدراسة”.
الشاب بحزن شديد: “أنحن مجرد زملاء بالدراسة؟!”
الفتاة والحزن بقلبها تخفيه على ملامحها: “هذه هي الحقيقة، إننا زملاء”.
الشاب: “قبل يوم واحد من الآن قدمتِ لي وجلبتِ معكِ سعادة الدنيا بأكملها، فكيف يعقل أن نكون مجرد زملاء دراسة؟!، أخبريني ما الذي جعلكِ تغيرتِ فجأة هكذا؟!”
الفتاة في سرها: “إن صديقتي الوحيدة قد وقعت في حبك”.
ولكنها بابتسامة وادعاء بالفرح والسعادة: “أيعقل أنك تتحدث عن حب الطفولة، إنه لأمر لا يصدق”.
الشاب بحزن دفين: “أنتِ تمتلكين حقا طريقة رائعة لجعلي أشعر بفراغ عظيم بقلبي ، لقد كنت طوال هذه السنوات أشعر.. (وصمت الشاب)، لماذا تتصرفين معي بهذه الغرابة؟!، ما الذي حدث معكِ؟!، أخبريني عن السبب”.
الفتاة: “أي سبب تقصد؟!، ولكن أخبرني لم أنت جاد لهذا الحد؟!”
الشاب: “أعتقد أنني الوحيد الذي أخذت الموضوع على محمل الجد، كما أعتقد أنني الوحيد الذي اعتقدت أننا مميزان؛ لا عليكِ، لقد ظننت أننا بلقائنا هكذا بعد طول هذه السنوات وكأن شيئا قدر لنا لنكون سعداء، فلم أرد أن أضيع الوقت أكثر من ذلك، ولكن الشيء الوحيد الذي لم أضعه يوما في اعتباري أنني من الممكن أن أكون بالنسبة لكِ مجرد زميل من ضمن لائحة طويلة من زملاء الدراسة”.
صمت الشاب طويلا عاود للحدثي: “سأسألكِ للمرة الأخيرة وأريد منكِ جوابا قاطعا، ألا يوجد حقا سبب وراء اختلافكِ معي بهذه الطريقة؟!”.
اكتفت الفتاة بالصمت والنظر إليه بحسرة.
الشاب: “آسف حقا لإهدار وقتكِ معي”.
وما إن أنهى الحديث معها حتى ذهب مسرعا لعمله، وبينما كانت الفتاة في طريقها لمكتبها أيضا تتقابل مع الشاب الذي يحبها من حب من طرف واحد، كان قد اعترف لها بحبه ولكنها رفضته مع اعتذارها الشديد، كان قد توسل إليها ألا تذهب للقاء مديرها وحب طفولتها كما كانت تفضفض له من الحديث لتخفف عن قلبها شدة الآلام التي وقعت عليه، وبآخر يوم قابلته كان اليوم الذي تلى الحادث الذي تعرضت له حيث آذى ذراعه..
الفتاة: “كيف حالك الآن؟!”
الشاب: “ما زلت على قيد الحياة حتى الآن”.
الفتاة: “بشأن ذلك اليوم…”
وقبل أن تكمل حديثها وجدته يقاطعها قائلا: “لا يوجد سبب لعدم عودتي للمنزل بأمان يومها”.
همت الفتاة وأخرجت من حقيبتها ظرفا بداخله شيء: “أرجوك أن تقبل مني هذا”.
أمسك به الشاب وأخرج ما بداخله، وقد كانت أموال: “وما السبب وراء إعطائكِ لي هذه الأموال؟!”
الفتاة: “يومها لقد آذيت ذراعك ونفسك بسببي، هذه الأموال من أجل فاتورة المستشفى”.
الشاب وقد ابتسم ابتسامة إن دلت على شيء فدلت على مدى حزنه الشديد على فراقها وضياعها من بين يديه: “لا عليكِ”.
ربت على ظهرها ورحل، حاولت الفتاة أن تتحدث إليه ثانية ولكنه أكمل في طريقه ولم يوقفه أحد سوى موظف معهما بنفس القسم..
الموظف: “ما بال صديقنا؟!، لم أرى هذا الوجه العابس دوما هذه الفترة؟!، نحن لم نتعود عليك على الإطلاق بهذه الطريقة، لم نراك يوما إلا مستبشر ضاحك الوجه، ولم نعرف لضحكاتنا طعم إلا بفضلك”.
الشاب: “لا شيء، أعتقد لأنه لم يعد يوجد شيء ممتع حقا بهذه الحياة؛ بعد المقابلة مع العميل سأغادر المكتب لبقية اليوم، أردت أن أعلمك بهذا”.
الموظف في نفسه: “لقد اعتاد هذا الاثنان (الفتاة والشاب الذي يحبها) على البقاء معا متلاصقين، ترى ما الذي حدث بينهما؟!؛ لابد لي أن أعرف السبب وراء كل ذلك ووراء وجه العابس، إنني لم أره يوما بهذه الطريقة”، لقد كان شخصية تتسم بالفضول الزائد فوق المحتمل.
اقترب من الفتاة وهمس في أذنها سائلا إياها: “أجبيني بصدق هل يوجد شيء بينكِ وبين المجنون خاصتنا؟!، كان الجميع يطلق عليه المجنون لحبه الشديد في الضحك، واعتياده على صنع مقالب لا تخطر على بال أحد من أجل الضحك ليس إلا على الرغم من مهارته الفائقة موهبته الفريدة في عمله.
الفتاة وقد أصابها هلع….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10