فإذا نطقت، نطقت قولا فادحا
وإذا صمت فبئس صمت الباكي.
لا تغضبي هذا الحنين بداخلي
أضحى يسمم راحتي بجفاكِ.
لو كنت أملك يا حبيبتي راحتي
لرفضت حبكِ، وادعيت قضاكِ.
لكنني، والله يشهد أنني
أحيى بنبضكِ أو أموت وراكِ.
فترفقي يا من علمتِ بأنني
سأظل أحيى قبلتي عيناكِ.
قصة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج13
الشاب: “بما إننا زملاء عمل ودراسة من قبل، فليس من المناسب لي أن أصرف من أموالكِ؛ لدي انطباع عنكِ أنكِ لا تحبين في اختلاط أمور العمل بالأمور الشخصية، أليس كذلك؟!”
وجدت الفتاة نفسها بالكاد تتمكن من كبح دموعها بعينيها، وتلتقط الأموال التي قدمها لها: “لك ما تريد يا سيدي”.
الشاب بينما وصلت الفتاة عند الباب ووضعت يدها على مقبضه: “إنني حقا لا أستطيع أن أكون مجرد زميلك، لا أستطيع فصل مسائلنا الشخصية عن العمل، إنني لا أريد ذلك، ولن أقوى على فعل ذلك أيضا؛ أعتقد أنه من أبسط حقوقي أن توضحي لي لم يجب علي فعل كل ذلك؟!”
وما إن نوت الفتاة على إخباره بشيء ما حتى جاءت موظفة أخرى لتسليم بعض المستندات، رحلت الفتاة على الفور إثرها، ولكنها أيضا رسم على وجهها الحزن والبؤس الشديدين.
بالكاد أنهت عملها وعندما عادت للمنزل وجدت صديقة عمرها على وشك مغادرة المنزل بصحبة شاب، لقد قلقت الفتاة عليها كثيرا ولاسيما كون صديقتها تصدقها القول وتصارحها بكل شيء، لقد كانت صديقتها على وشك الخروج مع شخص أخطأت في منادته باسمه أمام الفتاة.
أمسكت بذراعها الفتاة وأجبرتها على الدخول للمنزل ثانية رغما عنها، ودار بينهما حديثا ساخنا متأجج المشاعر والتي أغلبها كانت حزينة…
الصديقة: كيف تجرئين على فعل ذلك معي، وكيف تجرئين على إهانتي بهذه الطريقة أمام صديقي؟!”
الفتاة: “وأي صديق تتحدثين عنه؟!، الصديق الذي لا تعلمين حتى اسمه!”
الصديقة: “إنها حياتي الشخصية ولن أسمح لأحد مهما كان أن يتدخل بها”.
الفتاة: “إن كنتِ تشعرين بالاستياء فأخبريني بذلك، وإن كنتِ تشعرين بالحزن فأخبريني إنني صديقة عمركِ، ولا داعي للتظاهر بأنكِ بخير”.
الصديقة: “أنا أم أنتِ من يتظاهر بكونه بأفضل حال؟!”
الفتاة: “لقد رأيتكِ تبكين بحرقة ومرارة، فلا داعي لتخبئي عني مشاعركِ بعد الآن”.
الصديقة: “أنا من يخبأ مشاعره عنكِ؟!، من المفترض أن تكوني غاضبة مني الآن لما فعلته بكِ من أمور أوجعت قلبك، ألستِ كذلك؟!”
الفتاة بصوت مرتفع للغاية وكأنها وأخيرا ستخرج من داخلها البركان الذي أخمدته بقلبها: “إنني حقا غاضبة ومستاءة ولا أقوى على العيش، ولكن كل ذلك ليس بسببكِ أنت، إنني غاضبة لأنني كنت السبب من البداية في كل الفوضى التي نعاني منها ثلاثتنا الآن، تذكري أنني أنا من طلبت منكِ مقابلته على إنكِ أنا، أنا المخطئة من البداية، أنا من تلاعبت بمشاعرنا، لم يكن يجدر بي أن أفعل كل ذلك؛ ولكن ما يحزن قلبي حقا هو رؤيتكِ تعانين بهذه الطريقة بسببي أنا، لا ينبغي عليكِ تجنبي بهذه الطريقة كالطفلة الصغيرة”.
الصديقة بعينين دامعتين وبصوت متقطع: “هذا.. كل.. ما.. يمكنني فعله، فما الذي ستفعلينه معي؟!
الفتاة وقد أصابها الذعر من شدة خوفها على صديقتها حيث أنها كانت تشعر بمدى السوء الذي سببته لها وبمدى الجرح الذي بقلبها: “ما الذي تقولينه؟!”
الصديقة: “لا أريد سوى شيء واحد، وهو ألا أراكِ مجددا ربما بهذه الطريقة تستطيع نيران قلبي أن تهدأ، أنا سأرحل فحسب”.
الفتاة: “إنني من سأرحل، أنسيتي أنني من يسكن بمنزلكِ؟!”
وبالفعل هرعت الفتاة وعيونها كلها دموع وقلبها مليء الأسى على حال صديقتها الوحيدة لتجمع ملابسها وجميع أغراضها، وعادت لتسكن منزل والديها والذي كان يبعد لكثير من الكيلومترات عن موقع عملها.
تعجب أهلها من قدومها بمثل هذا الوقت من الليل، كما أنها لم تكن لتأتي إليهم بمثل هذه الأوقات، والجميع سألها عن سبب قدومها وعن صديقتها أيضا، كثر سؤالهم بطريقة جعلتها تتضايق بداخلها، هرعت لحديقة المنزل لتستنشق بعض الهواء وتتجنب أسئلة أهلها لبعض من الوقت.
في هذه الأحيان كان الشاب يفكر في نفسه في الأسباب التي جعلت فتاته تتغير هذا التغير الملحوظ بين عشية وضحاها، تذكر مدى الفرحة التي كانت بعينيها والابتسامة التي رسمت على شفتيها بمجرد إخبارها بأنه يريد رؤيتها، ومدى تحولها عندما علمت أنه اكتشف حقيقة صديقتها من لوحة التكريم التي علقت بالفندق، ربط كل هذه الأحداث ببعضها البعض، واستشف السبب وراء أفعالها معه…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10