حبيبتي…
أعجزت روحي أن تلقاكِ، وعجزت عيني أن تراكِ، ولكن أبشركِ لم يعجز قلبي لينساكِ.
وحتى وإن كانت عيني لن تراكِ فقلبي سيعجز كليا أن ينساكِ.
ولكن يظل السؤال الحائر، لماذا طريقي إليكِ دوما مليء بالأشواك؟!
لماذا يدي ويديكِ شرب من الأسلاك؟!
لماذا كلما وصلت إليكِ هنا، أجدكِ هناك؟!
قصة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج24
الفتاة بسعادة: “نعم، إنه أنا من قام بكتابته”.
الشاب: “حسنا، إن البنية الأساسية والموضوع كلاهما عظيمين، ولكن انظري، إن لم تستطيعي جذب انتباه القارئ من السطر الأول، فلن يكون مقالكِ نافعا مهما كان به من احتواء.
انظري لهذين المقالين، إنهما عن الموضوع نفسه، ولكن أيهما جذب انتباهكِ وحفز فضولكِ لقراءته؟!، بالتأكيد هذا، أخبركِ عن السبب، بالتأكيد لأنني من قمت بكتابته (ممازحا إياها).
حقا، أتري هذه العبارات، وبالتالي إذا أردتِ كتابة مقال لا مثيل له، فعليكِ بجمع أكبر قدر من العبارات المؤثرة، وتضعيها باعتباركِ عند الكتابة، وتدربين نفسكِ على إخراج كل عبارة مناسبة بمكانها المناسب وبوقتها المناسب أيضا”.
وبعد الكثير من النصائح والتي دامت لساعات طوال..
الفتاة: “إنك حقا متميز بعملك وعبقري، أخبرك بشيء؟!
لقد بدوت شخصا مختلفا ومتميزا بخلاف من عرفته مسبقا”.
الشاب وقد تنهد: “هل أدركتِ أخيرا؟!
حسنا، بعدما رأيتني وتأكدي بأنني أعمل لساعات طوال وبلا كلل، هل شعرتِ بشيء جديد تجاهي؟!”
الفتاة ولم تفهم ما قاله: “ماذا تعني؟!”
الشاب: “حسنا، أرى أنكِ وقعتِ في حب شخص يعشق العمل الجاد، إنني الآن متأكد بأنكِ قد وجدتِ الجانب المهني بشخصيتي مثيرا أكثر”.
لقد كانت الفتاة مندهشة لدرجة أنها فتحت عينيها على متسعها وفمها لا تدري إلى ماذا ينوي توصيله..
الشاب: “أنا لم أريكِ أي نوع من الأشخاص وأي نوع من الرجال أكون بعد؛ لقد سبق وأخبرتكِ لم ينتهي الأمر حتى ينتهي”.
الفتاة وقد أرادت أن تفهمه الأمر بذوق رفيع ودون أن تجرحه: “إنني معجبة بك لأبعد الحدود…”
وقبل أن تكمل: “أحقا، وإلى هذا الحد أنتِ معجبة بي؟!”
الفتاة: “ماذا؟!”
الشاب بنفس هدوئه القاتل: “إنني أقبل هذه المرحلة، أمعجبة بي حقا؟!” وغادرها.
كان بكل مرة يجعلها تتلعثم ولا تدري ماذا تقول ولا كيف تتصرف.
الفتاة في نفسها: “ولكني لست معجبة بك كما فهمت”.
وعندما عادت لفريق العمل، كان الجميع بوقت الاستراحة وجدت حبيب طفولتها وأخيرا قد غفا على مكتبه أثناء جلوسه، ولكن كل أعضاء الفريق كانوا يتشاركون لعبة مثيرة وممتعة للغاية، كانوا يصرخون بأصوات عالية وصاخبة.
قالت في نفسها: “لماذا يا إلهي لا يتمكنون من إخفاض أصواتهم قليلا فيتمكن من النوم ولو لقليل من الوقت حينها؟!”
ثارت الفتاة غاضبة وركضت تجاههم، وأمسكت باللعبة وأرادت اتلافها، ولكنها لاحظت وجود الشرر المتطاير في أعينهم..
الموظف ذا الفضول: “أتريدين حقا القتال؟!”
الفتاة وقد اصطنعت الضحكات المتقطعة لإسكاتهم وتحويل العيون من عليها، أخرجت بطاقة الائتمان خاصتها قائلة: “كنت أفكر في تقديم شيء ما لكم، أشعر برغبة شديدة في معاملتكم بلطف اليوم (كانت وقد أمسكت بطاقة الائتمان بيدها)، لقد سبق وأن أكلت حقا، اذهبوا واستمتعوا بتناول شيء ما”، وقامت بإخراجهم جميعا من المكتب لتتأكد من توفير الهدوء والسكينة لحصول مديرها حبيب طفولتها على قسط ليس بهين من الراحة.
أخذت بشالها والذي كانت تحتفظ به ليحميها من شدة البرد، وذهبت للمدير وبهدوء وببطء شديد وضعته عليه.
كان المشهد بأكمله يشاهده الشاب، وقد شعر بالحزن الدفين بقلبه، ، كان الشاب قد أدار ظهره وذهب.
وبعد لحظات كانت الفتاة قد أنهت عملها وأرادت تسليمه، وقد كان يراقبها عن كثب…
الشاب: “أنت بالفعل هنا؟!”
الفتاة بابتسامة وتعجب: “إنني هنا، هل هناك شيء؟!”
الشاب: “دعينا نفعل أكثر شيء متعة بالعالم”.
الفتاة: “وما هو أكثر شيء متعة بالعالم؟!”
الشاب: “نتناول بعضا من الشاي في الاستراحة”.
الفتاة: “ولكن علي تسليم هذه الملفات”.
الشاب: “لن يحدث ضرر إن تأخر تسليمه لنصف ساعة، إنهم أناس لطفاء، كما أن قليل من الشاي والاستراحة يعدان ممتعان للغاية في عملنا القاسي هذا”.
جذبها من يدها وسار بها، كان بكل مرة تكون فيها الفتاة قريبة منه يشعر وكأن قلبه يرفرف في السماء عاليا، كان يشعر بجوارها بسعادة لا توصف، سعادة لا يمكنه الوصول إليها على الرغم من كل الامكانيات المتاحة بالنسبة إليه كثرواته الهائلة، وحوزته على ممتلكات بكل مكان بالعالم، ولكن الفتاة كانت بالنسبة إليه روحه التي يجدها بمجرد النظر لعينيها…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص رومانسية كوميدية كاملة بعنوان “عاشقة ذات قلب طفولي”ج1
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج4
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج7
قصــة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج8
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج10
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج12
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج18
قصـة “عاشقة ذات قلب طفولي” ج19