نحكي لكم اليوم في هذا المقال عبر موقعنا قصص واقعية قصة رائعة حقاً من اجمل قصص صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهي عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين، استمتعوا معنا الآن بقراءة هذه القصة وتدبر ما بها من عبر ومواعظ جميلة، وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
قصة مؤثرة من حياة عمر
كان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينادي زوجته يا بنت الاكرمين، فكان يكرمها ويكرم أهلها، وذات ليلة من اللالي بينما كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسير في شوارع المدينة متفقداً حال الرعية، رأي خيمة لم يراها من قبل، تقدم نحوها في هدوء متسائلاً عن امرها، وعندما اقترب منها سمع صوت أنين امرأة يصدر من الخيمة، فازداد همّه، وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه خارج الخيمة ونادي علي اهلها فخرج منها رجل .
سأل سيدنا عمر رضي الله عنه الرجل : من أنت، فقال له : انا رجل من البادية قد جئت الي هنا انا وعلي نطلب عدل عمر ورعايته، فقد علمنا أن عمر يراعي الرعية ويقدم لها احتياجاتها، فقال عمر : وما هذا الانين الذي اسمعه ؟ فقال : هذه زوجتي تتوجع من الم الولادة، سأل عمر : هل عندها من يتولي رعايتها وتوليدها ؟ فقال الرجل : لا ، لا يوجد سواي، سأله عمر : هل لديك النفقة لإطعامها، فهز الرجل رأسه نفياً .
قال عمر : انتظرني هنا سآتي لك بالنفقة ومن يولدها وانطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي الفور الي منزلة ونادي علي زوجته ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب رضي الله عنه قائلاً : هل لك في خير ساقه الله لك؟ فسألته : وما ذلك ؟ اجابها : هناك مسكينة فقيرة تتألم من الولادة بمفردها في طرف المدينة، فقومي يا ابنة الاكرمين واعدي لها ما تحتاجه .
ثم قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخذ الطعام وحمله علي رأسه ثم عاد الي الخيمة مع زوجته، وهناك دخلت ام كلثوم حتي تتولي رعاية المرأة وجلس سيدنا عمر رضي الله عنه مع الرجل خارج الخيمة ليعد لهم الطعام .
وبينما هما علي ذلك نادت السيدة ام كلثوم من الخيمة : يا أمير المؤمنين أن الله عز وجل قد رزقه بولد وان زوجته بخير، وهنا عرف الرجل أنه جالس مع امير المؤمنين، فتراجع الي الخلف في دهشة لا يصدق، فهو لم يكن يعلم أن هذا عمر بن الخطاب، فضحك عمر رضي الله عنه قائلاً : اقترب اقترب، نعم انا عمر والتي ولدتك هي زوجتي ام كلثوم ابنة علي بن ابي طالب، خر الرجل باكياً بين يدي عمر وهو يقول : آل بيت النبوة يولدون زوجتي؟ وامير المؤمنين يطبخ لي ولزوجتي؟ فقال عمر: خذ هذا وسآتيك بالنفقة ما بقيت عندنا.
هذا هو النهج الذي اتبعه خلفاء رسول الله صلي الله عليه وسلم، فما كانت رفعة عمر بمجرد صلاة وصيام وقيام، ولا فتوحات فتحها في الأرض فحسب، بل كان له قلب متيقظ متواضعاً لله عز وجل، خاشع منيب أواب، يقيم العدل والحق ويحاسب نفسه قبل أن يُحاسب يوم القيامة .