صورة مضيئة من التاريخ الاسلامي بعنوان عمر يخدم عجوزاً
ابنائي وبناتي الأعزاء .. صديقتنا أمل تحب القراءة . وهي لاتهمل دراستها ، فهي مجدة في مذاكرة دروسها ، وتحفظ ماتقرؤه جيدا . وهی متفوقة على زميلاتها في المدرسة .. وتقول إن سبب تفوقها هذا أنها تقرأ ، وتطالع في كتب التراث الاسلامي بالاضافة الى الكتب المدرسية. وكلما قرأت شيئا من التراث حكته لأبيها.. وآخر ما قرأته أمل كانت هذه الصورة المضيئة من التاريخ الاسلامي وهذه الصورة توضح عدل وتواضع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويسعدنا ان نستعرض معكم هذه القصة بعنوان عمر يخدم عجوزاً في هذا المقال من موقع قصص واقعية بقلم : درويش الزفتاوي وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص قصيرة .
.عمر يخدم عجوزاً
يحكي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه خرج في احدى الليالي – كعادته كل مساء يطوف بشوارع المدينة (يثرب) وضواحيها يتفقد احوال المسلمين ، فرأى خيمة منصوب لم يكن قد رأها بالامس ، ورأى رجلا قاعد أمامها . فاقترب منه وحياه بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله ) فاجاب الرجل وعلیکم السلام ورحمة الله وبركاته، فساد عمر : – من الرجل ؟ فقال : – رجل من البادية جئت منها إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأحصل على مساعدة منه. وقد ظهر من كلام الرجل البدوی انه لا يعرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
ثم سمع سیدنا عمر من الخيمة أنين امرأة فسال البدوي : – ماهذا الانين ؟ فقال الرجل : – زوجتي تلد . فقال سیدنا عمر رضی الله عنه : – هل عندها أحد ؟ قال الرجل : لا. فانطلق سيدنا عمر الى منزله ، فقال لزوجته أم کلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه : – هل لك في ثواب من الله قد ساقه إليك ؟ قالت : – ماهو ؟ قال : – امرأة تلد ليس عندها احد. قالت : نعم . قال : – فخذي معك مايصلح للمرأة من الخرق و الدهن . وأتيني بقدر ، وسمن . وحبوب .
فجاءته بها فحمل القدر والدهن والسمن والحبوب ، ومضت خلفه حتى أتي خيمة البدوي . فقال لها : . ادخلي إلى المرأة . ثم قال للرجل : – اوقد لي نارا . ففعل ، فوضع القدر بما فيها عليها وجعل عمر ينفخ النار ليشعلها والدخان يخرج من خلال لحيته حتى نضج مافي القدر. وولدت المرأة . فاقتربت أم كلثوم من باب الخيمة وقالت : لعمر: – بشر صاحبك يا أمير المؤمنين بغلام ، فلما سمعها الرجل تقول يا أمير المؤمنين . تملكه الخوف والخجل .. وقال : – ياخجلتاه يا أمير المؤمنين ، أهكذا تفعل بنفسك ؟ تحمل القدر والحبوب والدهن من دارك إلى حيث اقيم هنا وتاتي زوجك لتولد امرأتي وترعاها ؛ قال عمر : – يا أخا العرب ، من ولي شيئا من أمور المسلمين ينبغي أن يطلع على صغير أمورهم وكبيرها . ( يقصد نفسه بصفته الحاكم ومسئول عن رعيته ) ، ثم قام عمر وحمل القدر وذهب به إلى باب خيمة المرأة ، فاخذتها منه زوجته أم كلثوم واطعمت المرأة . فلما استقرت وسكنت وتناولت طعامها أحست بالراحة . فطلعت أم كلثوم . فقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – للرجل : – قم إلى بيتك وكل مابقى في القدر ، وفي غد ائت إلينا ان شاء الله. فلما أصبح جاءه الرجل فجهزه بما أغناه .