هفت قلوب المسلمين وتطلعت ابصارهم الى القدس الشريف ، وتحركت مسيره منهم شطرا بيت المقدس منذ بدايه الاسلام في حياه الرسول عليه الصلاه ، كان القدس الشريف قبله المسلمين الاولى ، يتجهون اليه في الصلاه ، منذ فرضها في ليله الاسراء والمعراج قبل الهجره ، وظللت قبلتهم بعد الهجره ، بعام ونصف العام ، ثم اوحى الله عز وجل الى رسوله الكريم في ليله النصف من شعبان ، أن يولي وجهه شطر المسجد الحرام ، وكان المسجد الاقصى في القدس معززا مكرما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو ثاني مسجدين وضعهم الله في الارض لعباده ، سؤال ابو ذر الغفاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تشد الرحال الا الى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى ، واليوم اتحدث معكم عن بعض المعارك لتحرير بيت المقدس الشريف في عهد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ، لنتعرف على فتوحات وتاريخ ديننا الكريم ومقال بعنوان معركة مؤتة وتبوك ومعركة الشهداء من الفتوحات الإسلامية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
معركة مؤته وتبوك ومعركة الشهداء
لقد عرف المسجد القدس بانه المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ، ولهذا كله ارتبط بيت المقدس بالاسلام منذ الأيام الاولى ، وكان اول مكان هفت له أفئدة المسلمين ، وتطلعت إليه الأبصار خارج الجزيره العربية ، حتى ان غزوتين من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ، صارت نحو بيت المقدس ، كانت غزوه مؤته ثم غزوه تبوك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، اتجه الى بيت المقدس ، إن مؤته تقع الآن داخل المملكه الأردنيه وقد صارت مدينه كبيره ، وقامت فيها جامعه من الاساتذه والطلاب اسمها جامعه مؤته ، وقد احسنت حكومه الاردن باطلاق اسم الغزوه الاسلاميه على جامعه من الاساتذه والطلاب ، فتتذكر الاجيال وتندبر مغزى هذا التحرك الاسلامي ، صوب القدس ، تقع تبوك في اقصى الجزيره العربيه الى الشمال على مشارف الشام و ، هي تواجه قريه نويبع المصريه التي تقع قريبا جدا من الحدود بين مصر وفلسطين .
ان هاتين الخطوتين لم تكون في مواجهه قبيله من قبائل العرب ، بل في مواجهه الرومان وهم امبراطوريه جبارة ، لهم جيش جرار ، فلم يقف المسلمون ، بل صاروا شمال لمواجهه الرومان ، وكان الرومان يحكمون الشام في ذلك العهد ، و اطلق عليهم فيما بعد اسماء فلسطين والاردن وسوريا ولبنان ، عندما نرى ان المسلمون في غزوه مؤته ، وهي في الجزء الملاصق للجزيره العربيه ، من ارض الشام إلى فلسطين ، وفيها بيت المقدس ، كانت قريه مؤته التي سميت الغزوه باسمها تقع اقصى الشمال على الطريق الممتد من الجزيره الى فلسطين. يحيط بها الاعداء الاشداء من كل جانب .
لقد صار المسلمون يقصدون إلى قتال الروم الذين كانوا يومئذ اقوى قوه في الأرض ، فان كتاب السيره والتاريخ قديما وحديثا يقولون ان تلك الغزوه ، كانت انتقاما من قيصر الروم هرقل لان احد اولاد اولاده ، قتل رجلا جاء اليهم وفد من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن هل يعقل ان يشن المسلمون ويدخلوا في حرب مع امبراطوريه الروم ، لان واحد منهم قتل ، بينما حدث في الوقت نفسه انه بعث الرسول ب 50 رجلا الى قبيله بني سليم ، يدعونا الى الاسلام فقتلت القبيله الرجال الخمسين جميعا ، لم ينجوا إلا رجل واحد مع ذلك لم يرفع المسلمون سلاحا في وجه القبيلة ، ولم يشنون حربا على اعداء الله انتقاما للخمسون مسلم ، والمفترض ان المسلمون يعرفون ان ليس في انفسهم القدره ، على ان يحاربو امبراطوريه كبيره قويه ، وكان من الممكن ان يحاربوا الفرس بدلا من ان يحاربوا الروم ، فعندما بعث الرسول عليه الصلاه والسلام ، برسائله الى الملوك والحكام يدعوهم الى الاسلام ، تلقي قيصر الروم الرساله و قراها و استمع اليها في ادب واحترام ورد عليه رد رقيق مهذب ، وحمل من جاء في الرساله بعض الهدايا .
اما امبراطور فارس فقد استشاط غضبا و مزق الرساله ، وارسل الى أحد الرجل في الحجاز وطلب برأس سيدنا محمد ، فلو كان المسلمين يومئذ ان يحاربوا خارج الجزيره العربيه ، وان يحاربوا من أجل الاساءه او اتقاء لشر ضدهم او غزوه خارجيه ، يتوقعون ان يقتحم بلادهم فقد كان طبيعي ان تكون حملتهم موجهه الى الفرس ، لا الى الروم ، فلم يكن الفرس اقوى واشد باس من الروم ، كان الامر على النقيض من هذا ، فبعد ان انتهت الحروب بين الفرس والروم انتهت بهزيمه الفرس وغلبه الروم ، كما جاء بالقران الكريم من قبل ، ” غلبت الروم في ادنى الارض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون ” ، وكان المسلمون يتعاطفون مع الروم في حروبهم مع الفرس ، وقد تـثأروا وعندما انتصر الفرس ، ومن الروم بالهزيمه اول الامر ، فبشر القران الكريم ، بان الروم سيكسبون الحرب اخر الامر ، و من اسباب هذا التعاطف مع الرومان ، هم كانوا قد اعتنقوا المسيحيه .
و ساروا من اهل الكتاب ، ام الفرس كانوا من الكفار ، والمجوس وكان عدائهم الى المسلمين والعرب عامه ، اشد واعمق من عداء الروم ، فلماذا يبدا المسلمون اول معركه لهم خارج بلادهم بمحاربه الروم المنتصرين ، وكان ايسر عليهم ان يحارب الفرس المهزومين ، لابد ان سببا قويا وعظيم وهدفا كبير ا ، ما جعل المسلمين علي ان تكون اول حرب يقودونها خارج الجزيره العربيه هي حربهم مع الروم ، وان يكون اول قطر يسيرون اليه عبر الصحارى ، هو أرض فلسطين التي كانت تحكمها الروم ، ولا سبب اقوى ولا اعظم ولا هدف اكبر واهم من القدس الشريف ، لما له من مكانة العزيزه عند الرسول عليه الصلاه والسلام والمسلمين ، واعد الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثه الاف رجل ، وصغر حجم هذه الكتيبه الصغيره ، يدل على ان المسلمين لم يقصدوا الى مواجهه اشتباك معهم في معركه حربيه لا تعادل فيها ولا تقارب بين القوتين في العتاد والسلاح فلم تكن غزوات الرسول ، ومغامراته عسكريه بلا ظابط ولا حساب ، ولم يحارب المسلمون في ذلك العهد حربا واحده ، خارج الجزيرة العربية ، فلقد كانت فئاتهم الصغيره ، تغلب الفئات الكبيره باذن الله ، فان ما كان هذا بعد وضع الخطه محكمه واعداد طويل ، وبعد ان يوجة المسلمون الى الدفاع عن انفسهم .
ولقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الكتيبه والغزورة ثلاثه افراد ، زيد بن حارثه قائد للحمله ، فإن أصيب زايد ، خلفه جعفر بن ابي طالب ، فان أصيب يخلفه عبد الله بن رواحه ، وصار الرسول الكريم مع الجيش حتى نهاية المدينه واوصاهم وصيه ، حتى يومنا هذا ارقى من نصوص القانون الدولي ، اوصي الرسول صلى الله عليه وسلم ، رجاله وقال لهم لا لايقتلوا النساء والاطفال ولا الصبيان ولا الضعاف ولا المكفوفين ، وان لا يهدموا المنازل وان لا يقطعوا الاشجار ، و ان يترك المنقطعين الى العبادة الى ما هم فيه ، ودع الرسول صلى الله عليه وسلم ، المودعون من وراء هذا الجيش الصغير ودعى لهم ، صار الجيش حتى بلغ مشارف فلسطين ، وهناك سمعوا ان هرقل ملك الروم ، حشد جيش من مئه الف مقاتل وقيل انه من مائتي الف مقاتل .
وسمع ان قيصر الروم هرقل يقود الجيش بنفسه ، وقيل ان اخاه تيودور هو الذي يقود الجيش ، وكان نصف الجيش من الجنود الرومان ، والنصف الاخر من قبائل العرب في تلك المنطقه ، ومن اليونان الذين كانوا يحترفون في تلك الايام مهنه الجنود المرتزقه في الجيش الروماني ، ومن قبل هذا في الجيش المصري ، بلغ المسلمون امر هذا الجيش الجرار ، فماذا يصنع ولم يكن عدد كتيبهم إلا من ثلاثه الف ، قال قائل منهم نرسل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونخبره بعدد الجيش الذي حدده الرومان ، ونطلب منه مددا كبيرا من الرجال ، او يامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بامر فنفضي اليه ، و كادوا يتفقون على هذا الراي ، إلا أن صاح عبد الله بن رواحة فيهم بكلماته مثيره ، قائلا يا قوم والله ان الذى تكرهون للتي خرجتم له تطلبون الشهاده ، نعم فلقد خرج المسلمون اليوم ويطلبون الاستشهاد في سبيل الله ، فهل يخافون وينقصون عهدهم لرسول الله ، عندما جاء ساعه الاستشهاد كان الاستشهاد في سبيل الله ، ودفاعا عن دين الله احد الهدفين امام المسلمين في غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم ، و في حروبهم في صدر الاسلام وكان هدفهم يتعادل ، ويكون عندهم وعند اهلهم اعز واقرب من هدف الغلبه والانتصار .
ثم قال ابن رواحه ما نقاتل الناس بالقوة ولا بدم ، وما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي اكرمنا الله به فانما هي احدى الحسنيين ، اما نصر واما شهاده وانطلق حتى وصلوا قريه مؤته ، ودار القتال بين ثلاثه الاف من المسلمين ، وبين مئه الف او اكثر من الروم ، وكانت حرب المسلمون لينتصروا على الاعداء وطلب للشهاده ، وكان زيد بن حارثه ، قائد الجيش يحمل الرايه التي سلمها له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويندفع وسط الرماح بصدره ، وسرعان ما تم فقده واستشهد في سبيل الله ، بعد ذلك اخذ الراية جعفر بن ابي طالب ، وهو شاب في الثالث والثلاثين ، وكان وسيما وبليغ بقدر ما كان باسل ، وهو الذي قاد المهاجرين المسلمين الى الحبشه ، ووقف امام النجاشي يشرح له مبادئ الاسلام ويطلعه عليها ويقرا سوره مريم من القران الكريم ، فسالت دموع النجاشي .
فقطعته سيوف الأعداء قطعت يمينه الى التي يحمل بها الراية حملها بشمالة فقطعته ، و قطع جسمه الى نصفين ومات ، واخذ عبد الله بن رواحة الراية و تقدم وقاتل حتى قتل واستشهد الثلاثه الذين اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأختار الجيش خالد بن الوليد يقودهم في تلك الساعه العصيبه ، فكانت هذه هي اول معركه ، يظهر فيها مواهب العسكريه التي جعلت منه في المعارك الكبرى ، فيما بعد واحدا من اعظم قبل التاريخ في المناورات العسكريه ، وفي تحرك الجيوش واستطاع القائد الشاب ان يكون بحركة ماهرة وان يحدث ضيق في معسكر المسلمين فتوهم الرومان ، ان بدات أمدادات كبيره قد وصلت الى المسلمين ، فراحوا يوزعون الجنود وترتيبهم ، ويوزعون توزيع جديد ، بينما هم منشغلون أمر خالد بن الوليد ان ينسحب الجيش المتبقي ، ويتجه الى المدينه قبل ان يصل الجيش الى المدينه .
قصة القدس الشريف وصلاح الدين الأيوبي قصص من التاريخ
قبل ان تصل انباء معركه المدينه ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه انس بن مالك واخرجه البخاري يدعي الى الناس من استشهد من المسلمين ، وعيونه تذرف الدمع وهو ينعي من استشهد ويذكرهم ، ويقول ثم اخذها سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ، من غير امر فتح الله تعالى ، تقدم خالد الى القياده الصدار مع انه لم يكن معين لها ، وفتح الله له لقبه الرسول الله صلى الله عليه وسلم باللقب ، الذي اطلق عليه لقب عظيم هو سيف الله ، وعاد الجيش الى المدينه واستقبلهم الناس وعاملوهم معاملة سيئة ، سيئه بل كانوا يحيطون التراب على العائدين ويصحون فررتم من اعداء الله ، واخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يهدئ من غضب الناس ويقول ليس بالفرار ولكنهم الكرار باذن الله ، لقد تنبا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد في هذا الطريق ، وان المسلمون سوف يقدرون مره اخرى ويعودون الى هذا الهدف البعيد ، وقد كرروا الغزوة مره ثانيه حتى فتح الله لهم دخلوا القدس الشريف .
قصة غزوة بدر الكبرى وأحداثها من قصص الأطفال عن السيرة النبوية
واشكركم جزيلا
فمن الجميل ان نعرف تاريخ اسلامنا وكيف عانا المسلمون الأول في نشر الإسلام من مشرق الأرض وحتى غربها ، فهو ديننا الحنيف ولابد من معرفة قصته وكيف عانى الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابة من أجلنا نحن اليوم ومن اجل اولادنا .