إن مكتبات العالم مليئة بقصص الأطفال المفيدة والشيقة والخيالية، وهناك قصص معروفة ومشهورة للغاية، تربينا عليها منذ أن كنا صغارا، ولازلنا نقرأها لأبنائنا حتى يومنا هذا.
وتعد قصة الأميرة النائمة واحدة من أشهر القصص عالميا، ومن كثرة الشهرة التي حازت عليها تحولت للعديد من الأفلام السينمائية.
ولهذه القصة الشهيرة أكثر من رواية على مر التاريخ، ولكن الرواية التي نعرضها هي الأكثر شهرة.
الأميرة النائمة
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك مملكة عظيمة يملأها الحب والوئام، كانت تتصف بالحضارة العريقة، كان هنالك ملك عظيم وملكة عظيمة.
تميزا الملك وزوجته الملكة بأنهما يحكمان بكل حب جميع أنحاء المملكة، لا يهمهما سوى مصلحة الرعايا، وعلى الرغم من كل الحب الذي يصدراه للعامة إلا أنهما كانا شديدي الحزن لافتقادهما لطفل صغير يرزقان به.
وبعد مرور الكثير من السنوات رزقت الملكة بجنين بأحشائها، عمت الفرحة والسعادة كامل أرجاء المملكة، كان الجميع ينتظر اليوم الموعود بفارغ الصبر؛ وعندما جاء اليوم المنتظر وضعت الملكة طفلة في غاية الحسن والجمال والروعة، سعد الملك والملكة بولادتها كثيرا، قاما بالتجهيز لأكبر حفل على الإطلاق بمناسبة مولدها، وقاما فيه بدعوة عامة المملكة قبل خاصتها وذويها، وحضر على رأس الحفل سبعة جنيات طيبات، أرادت كل جنية منهن تقديم أمنية للأميرة المولودة تتحقق لها بالمستقبل القريب تيمنا بمولدها وحبا لأبويها الملكان العظيمان صاحبا الأفضال الكثيرة على الجميع.
وبيوم الحفل والذي تم تجهيزه بأفضل الصور والأشكال والتي لم يسبق مثيلها من قبل، وجاءت الجنيات الطيبات وقد أعددن الخادمات لهن طاولة مخصصة بهن من أواني ذهبية وطعام فاخر، فقامت الجنيات كل واحدة على حدا تتمنى أمنية للأميرة المولودة، فواحدة تمنت لها أن يقع في حبها كل من يراها، وأخرى تمنت لها جمالا وخفة كالفراشات، وأخرى عذوبة صوت كصوت البلابل والكروان، وأخرى تمنت لها جمالا خلابا وقدرة على عزف الموسيقى بأي أداة، وجميعهن تمنين إلا جنية واحدة.
كانت قد قدمت للقصر الجنية الشريرة والتي كان الجميع يخافها ويرهبها من شدة الشر الذي تمتلكه، كانت غاضبة للغاية لعدم تلقيها دعوة من الملك وزوجته، لذلك قررت الانتقام فألقت تعويذة على الأميرة المولودة بأنها بيوم مولدها السادس عشر ستصيب نفسها بوخزة من مغزل تفقد حياتها إثرها، ورحلت وقد تعالت ضحكاتها بكل الأركان.
أصيب كل من بالقصر وكل من بخارجه بالحزن الشديد على الأميرة التي لاتزال في المهد، وبكوا عليها بكاءا حارا؛ ولكن حان دور الجنية التي لم تتمنى أمنيتها بعد؛ تمنت أن تتحول اللعنة والتعويذة من موت أبدي لنوم حتى يأتي الحب الحقيقي ويخلصها من أثر اللعنة.
أراد الملك أن يأخذ بالأسباب فأمر حراسه بجمع كافة أدوات الغزل والقيام بحرقها على الملأ معتقدا بذلك أنه يحمي ابنته الوحيدة الصغيرة؛ ومرت الأيام سريعا وبلغت الفتاة السادسة عشر من عمرها، كانت في غاية الجمال وكل من يراها يفتتن بحسنها وجمالها وعذوبة صوتها.
وبينما كانت تتجول أنحاء القصر يوم مولدها لاحظت برجا لم تره من قلب، وساقها فضولها لمعرفة ما بداخله، وعندما صعدت أعلاه وجدت امرأة عجوز تجلس على آلة غريبة وتقوم بغزل الخيوط وتجمعها لتصبح قماشا جميل الهيئة، ألقت الأميرة الجميلة التحية وقبلتها العجوز، أوضحت إثرها الفتاة مدى رغبتها في تجربة هذه الآلة، ولم تكن لتعلم أن مصيرها مقرون باقترابها منها.
وأول ما لمستها وخزتها الإبرة وسقطت صريعة على الأرض، لقد كانت المرأة العجوز هي نفسها العجوز الشريرة صاحة اللعنة، وقد تحققت لعنتها، أصيبت المملكة بأسرها بالحزن المميت والصمت القاتل؛ حان دور الجنيات حيث قمن بإلقاء تعويذة على كامل من بالمملكة حتى لا تصاب الأميرة النائمة بالوحدة عندما تستيقظ.
قمن أيضا بإلقاء تعويذة حول المملكة فنبتت الأشجار الكثيفة بكل مكان لتعمل على حماية المملكة من كافة الأخطار؛ ومرت سنوات عديدة وإذا بأمير وسيم من مملكة بعيدة يمر تجاه المملكة الموحشة، فسأل أحد مستشاريه عن قصتها والذي بدوره قص عليه قصة الأميرة النائمة والتي لم يتصف أحد بجمالها، دفعه فضوله لدخول القصر وإذا به يجد الحراس أمام القصر كالأحجار، والخدم بالمطبخ يعدون الطعام وقد تجمدوا على حالتهم، ولايزال يتجول حتى وصل للأميرة النائمة، وإذا به يذهل من شدة جمالها ويفتتن بها، وأول ما وضع يده على شعرها تدب الحياة بها من جديد وبالمملكة بأكملها.
يتزوجان ويعيشان في سعادة وحب حقيقي أبدي.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة الأميرة النائمة الحقيقية (قصر الأشواك) ج1
قصة الأميرة النائمة (قصر الأشواك) ج2
قصة الأميرة النائمة (قصر الأشواك) ج3 والأخير