قصة الحجر والسيارة الجديدة قصة قصيرة معبرة
الانسان لا يعيش بمفرده في هذا العالم، وبغض النظر عن مستواه المادي والصحي فهو بحاجة دائماً الي مساعدة الآخرين ولا يمكنه العيش بالاعتماد علي نفسه فقط، ومساعدة الآخرين واجباً علي كل انسان في حدود قدراته وامكانياته والشخص الذي لا يهتم بالآخرين هو شخص اناني لا يستحق أن يطلق عليه اسم انسان .. ويسعدنا ان ننقل لكم اليوم في هذا المقال عبر موقعنا قصة جميلة ومؤثرة بعنوان الحجر والسيارة الجديدة ، قصة معبرة تحكي عن حكمة عظيمة وهي اهمية مساعدة الآخرين ومد يد العون للناس .
قصة الحجر والسيارة الجديدة
بينما كان احد رجال الاعمار يسير في إحدي الشوارع بسيارته الجديدة، ﺿُﺮِﺑﺖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺑﺤﺠﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻳﻤﻦ، أسرع الرجل بالنزول من سيارته ليري مدي الاذي والضرر الذي سببه هذا الحجر الي سيارته، وليعرف من هو الفاعل، فإذ به يري ولداً يقف في زوية الشارع تبدو عليه علامات القلق والخوف، ففهم الرجل أنه هو من فعل هذا بسيارته، اقترب من الولد وهو يكاد يشتعل غضباً وقهراً علي سيارته الجديدة، فقبض عليه دافعاً اياه الي الحائط قائلاً : يا لك من ولد جاهل، لماذا رميت الحجر علي سيارتي الجديدة ؟! هل تعلم كيف سيكلفك هذا العمل انت ووالدك ؟!
اخذ الولد يبكي بحرقة ويعتذر للرجل قائلاً : انا متأسف جداً يا سيدي لكنني لم ادري ما العمل، فأنا احاول منذ فترة طويلة ان الفت نظر اي انسان إلي ولكن لم يقف اي احد لمساعدتي، ثم اشار بيده الي الناحية الاخري من الطريق وإذ بولد نائم علي الارض، ثم اكمل الطفل حديثه قائلاً : إن الذي نائم هناك علي الارض هو اخي الصغير، لا يمكنه المشي ابداً، فهو مصاب بشلل بكامل، وبينما كنت اسير معه وهو جالس علي كرسي متحرك اختل توازن الكرسي وإذ به يهوي في هذه الحفرة، وانا صغير لا يمكنني أن ارفعه وانقذه، حاولت كثيراً ولكن لم استطع باي طريقة .. اتوسل إليك يا سيدي، هل يمكنك مساعدتي في انقاذ اخي، ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻫﻜﺬﺍ، ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺋﻒ ﺟﺪﺍ ، وبعد ذلك يمكنك أن تعاقبني كما تشاء علي الحجر الذي ضربته بسيارتك الجديدة .
لم يستطع الرجل أن يجيب علي هذا الطفل، ولم يستطع ان يمسك دموعه، فاسرع الي الولد المشلول واخره من الحفرة واجلسه علي الكرسي، ثم اخذ منديلاً من جيبه واخذ يضمد جروح الولد بسبب سقوطة في الحفرة، وبعد انتهاءه سأله الولد الاول قائلاً : ماذا ستفعل بي من اجل سيارتك يا سيدي ؟! اجابه الرجل والدموع تترقرق في عينيه : ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ … ﻻ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .
لم يقم الرجل باصلاح سيارته منذ هذا اليوم، فضل أن يبقي هذا الاثر عليها دائماً عسى ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻄﺮ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻴﻪ ﺑﺤﺠﺮ ﻟﻜﻲ ﻳﻠﻔﺖ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻪ، فهذا الحجر سوف يذكره دائماً أن يدرك حاجة الآخرين إليهم ويحاول مساعدتهم دون الحاجة الي حجر للانتباه لذلك .