قصة الحضارة لويل ديورانت الجزء الثاني والأخير
كتاب قصة الحضارة موسوعة في فلسفة التاريخ قضى مؤلفها عشرات السنين في كتابتها وإعدادها حيث أنه قرأ عشرات المؤلفات وجاب الأرض من غربها لشرقها مرارا وتكرارا.
كان المؤلف يعزم في البداية على خمسة مجلدات ولكنه توسع في الكتابات والبحث فتجاوزت السبعة مجلدات، فكتبها في إحدى عشر مجلد.
كتاب قصــة الحضارة في حكاية الجزء الثاني والأخير
والزراعة كانت المرحلة الأكثر فصلا في حياة كل أفراد المجموعة حيث أعطتهم الشعور بالأمان أكثر تجاه المستقبل، كما أنها علمت المجموعات معنى الملكية الخاصة.
وذات يوم شديد الحرارة في فصل الصيف ظهرت ظاهرة غريبة أمام عينه، ظهرت في بعض الأغصان الملقاة على الأرض بينما كانت الشمس في عز توهجها، أسماها بالنار، وشرع في استخدامها فقد علم أنها نتجت عن احتكاك الغصون ببعضها نتيجة الهواء، وأتقنها وبات يستخدمها في أمور كثيرة ومتعددة.
فساعدتهم النار على طهي الطعام فأصبح سهل الهضم، كما أنه كانت توجد بلاد بعيدة تكسوها الثلوج، كان قد مروا عليها مسبقا ووجدوا أنها في غاية البرودة، وأنه لا يمكنهم تحمل درجات الحرارة المنخفضة بها للغاية والتي قد تؤدي للموت، ولكن بعد اكتشاف النار تمكنوا من التغلب على البرد، وبالتالي تمكنوا من الذهاب لهذه البلاد والتي قد استحسنوا أرضها ليعيشوا بها.
وبعد كثير من الوقت ظهرت التجارة حيث أنه بيوم من الأيام قدم شخص من بلاد بعيدة، وكان قد أراد بعض الثمار التي كانوا يزرعوها بالأراضي الخصبة، وبعدها علموا أنه شخص يعيش بجوار البحار حيث أنه لا يمكنه هناك القيام بالزراعة، فقام أحدهم بإعطائه بعضا من الفاكهة والثمار مقابل البعض من الملح الذي يستخرجه من البحر الذي يقطن بجانبه.
فأعجبوا جميعهم بالفكرة ورحبوا بها، ومن هنا ظهرت المقايضة، فكان كل شخص لديه بعض الأشياء التي تكفيه بزيادة، فيقوم ذلك الشخص بالمقايضة مع شخص آخر ليحصل كلاهما على ما يحتاج إليه؛ ولكن ظهرت مشكلة في المقايضة، وهي كانت أنه وجد أن بعضا من المقايضين لا يرتضون بالسلعة المقدمة في المقابل، لذلك كان لابد من ظهور وسيط في التعامل، طرح أن يكون ذلك الوسيط القمح ولكنه لم ينفع بشكل كلي، فهناك سلع كبيرة ومكلفة للغاية، فكيف للقمح أن يدفع مقابلها علاوة على كيفية حمله أيضا.
فارتضوا بالمواشي أن تكون هي الوسيط في المقايضات، فيمكن لشخص أن يشتري منزلا كبيرا مقابل خمسين جملا مثلا، وبذلك الصفقة تكون متعادلة كما أنه لن يضطر لحملهم بل سيمشون على أقدامهم (الجمال) دون عناء.
ونظرا لكل التمدن الذي صاروا به ترسخت أفكار الملكية الخاصة أكثرا فأكثر، كان قيما لا توجد فروق نهائية بين كل الأشخاص حتى وإن كان منهم الأقوياء والضعفاء الأكثر ذكاء والأقل ذلك، فكان بالنهاية الجميع يتساوى عند الاصطياد؛ ولكن مع كل هذا التمدن ظهرت الفوارق الشاسعة بين الأشخاص، وصارت السلطة والقوة لمن يمتلك أكثر من الأراضي الزراعية والمواشي وهكذا، وبالتالي بدأ المجتمع في اتخاذ الشكل الهرمي مترتبا وفق قواعد السلطة التي يمتلكها كل شخص.
ومع كل هذه الأحداث الجارية من تمدن وسلطة، كان لابد من وجود قواعد وقوانين لتنظيم حياة الأشخاص، في البداية قديما كانت جميع الاتفاقات شفوية، فكان الجميع يخشى على هيئته وصورته أمام الآخرين، والذين اعتبروا محدودين الأعداد حينها، وبالتالي إن أراد أحد أن يخل بالاتفاق كان سيلقى مقاطعة من كل الأشخاص من حوله، وبالتالي لن يتمكن من التعامل مع أحدهم ثانية، لذلك كان الجميع يخشى من ذلك الشيء.
ولكن بعد كل هذه الأحداث من تمدن وتوسيعات كان الموضوع الشفوي غير مجدي على الإطلاق، لذلك فكان لابد من إيجاد رادع لمنع كل من تسول له نفسه ظلم غيره، وكانت هناك بداية جديدة للقضاء ورجال الأمن ورجال الشرطة أيضا.
ومع كل هذه التطورات كان لابد لهم من التدوين (الكتابة)، فكانت قديما تختصر في بعض الرسومات التي ترسم على الجدران، على سبيل المثال ذات مرة قام أحد الأشخاص بقتل دب كبير هاجم الأشخاص جميعهم، وكان بالنسبة لديهم جميعا عملا بطوليا، فأراد ذلك الشخص تدوين ما فعله كفكرة تتناقل عبر الزمن، فقام برسم دب كبير وهو يقتله، ولكن الفكرة لم تصل فقرر أن يكثر من عدد الرسومات ليوصل الفكرة، ولكن البعض لم يفهمها أيضا، فقرر أن يدون كل كلمة بالحدث برسمة صغيرها، تطورت فيما بعد وأصبحت الحروف الهجائية.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
كتاب قصة الحضارة لويل ديورانت الجزء الأول
قصص قصيرة سميرة عزام بعنوان “نافخ الدواليب”
قصص قصيرة ستيفن كينج بعنوان “كاري”! الجزء الأول
قصص قصيرة ستيفن كينج بعنوان “كاري”! الجزء الثاني والأخير