قصة بقرة بني إسرائيل ج3
نحن بنو البشر دئما ننشغل عما خلقنا لأجله، ودائما في نسيان تام لمدى علاقتنا الحقيقية بالشيطان الرجيم وبذريته، فنجد أنفسنا غرقنا في المتاهات الدنيوية والتي تركها أفضل من أخذها؛ أما الشيطان الرجيم وذريته فدائما ما يعملون وبالكاد يرتاحون، وكل شغلهم الشاغل تضليل ذرية آدم والإيقاع بهم بشتى الطرق وبكافة الوسائل، لذلك نعتبر نحن جميعا في حالة حرب دائمة مع الشيطان الرجيم وذريته، وقليل منا من يفقه هذه العلاقة ويتعامل على أساسها.
قصــــــــــة بقرة بني إسرائيل الجزء الثالث
الغريب: “إنني صديق مخلص ووفي، ولكن لماذا تسمحون للبشر بأن يستغلونكم معشر البقر أسوأ استغلال، فهم يأخذون حليبكم ويصنعون منه الجبن والسمن والقشدة، كما أن البقرة التي لا تصلح مجددا لهذه العملية الاستغلالية يتم ذبحها ليؤكل لحمها، لماذا لا تثورون على أفعال البشر هذه بكم؟!”
البقرة الصفراء: “ماذا تقول يا هذا، اعذرني ولكنني لم أفعل من حديثك شيء”.
الغريب: “كل ما ذكرته يتلخص في إذا ثار معشر البقر حدث هناك اختلال بتوازن حياة بني البشر”.
التفتت البقرة الصفراء لصديقتها وسألتها: “أهو تائه ويسأل عن العنوان، أم ماذا؟!”
فردت عليها صديقتها قائلة: “بكل حديثه لم تعلق كلمة واحدة بذهني، فيما كنت أحدثك؟!، نعم لقد كان حقل الفول الجديد، لقد كان مليئا وطازجا للغاية، وكان مليئا بالعصارة الشهية”.
استشاط الشيطان منهما غضبا فقال: “لا فائدة من إغواء معشر البقر”، وانصرف مسرعا يبحث عن عمل آخر ليصل به لمبتغاه.
وبعدما انصرف أكملتا البقرتان حديثهما عن الأكل، ولكن البقرة الصفراء جال بخاطرها سؤال في غاية الأهمية…
البقرة الصفراء: “ولكن ما بال ذلك الشيطان، هل لأنه لا يجد عملا مع جميع جنس البشر لذلك جاء لعالم البقر؟!، ألم أخبركِ يا صديقتي بأن الشر قد انتهى من على الأرض؟!”
ضحكت البقرة الأولى قائلة: “ربما قد انتهى، ولكن حمدا لله لم ينتهي منها طعامنا بعد”.
بمنزل مالك البقرة الصفراء، لقد اشتد المرض عليه وأصبح طريح الفراش لا يقوى على النهوض منه ولا القيام بأي عمل….
الشيخ العجوز: “يا بني أوصيك بأن تهتم بأمك وتظل بارا بها دوما، وألا تحزن على فراقي فكلنا راحلون عن هذه الدنيا، وآخر شيء ألا تبيع بقرتك، عاهدني يا بني ألا تبيعها إلا عندما تكبر ويقوى عضدك”.
ورفع يديه للسماء داعيا ربه: “اللهم إني قد استودعت هذه البقرة لابني، فاحفظها له يا رب العالمين”.
البقرة في نفسها: “يا ربي ليتني كنت أستطيع التحدث بلغة بني البشر، أوقن أن الفراق لأمر مؤلم للغاية، وخاصة عندما يكون لأشخاص نحبهم ويحبوننا، ولكن الموت في حده رحمة مهداة، بالموت يحقق كل منا ذاته، يا ليت الجميع يعي المفهوم الحقيقي للموت، ما أجمل أن يكون العطاء هدف سامي وحيد في حياة كل مخلوق!”
توفي الوالد الشيخ العجوز، ولم يترك لابنه اليتيم من بعده سوى البقرة الصفراء الجميلة، والتي كان العديد من التجار يتهافت عليه لشرائها، ولكنه كان مصر على تنفيذ وصية والده، وظل باقيا على عهده له.
بالسوق….
الابن: “هل تريد جبنا أم لبنا يا سيدي؟”
الرجل وقد كان تاجرا: “لا أريد لا جبنا ولا لبنا، وإنما أريد شراء هذه البقرة التي معك”.
الابن: “ولكنها ليست للبيع يا سيدي”، وهم بالرحيل.
التاجر: “انتظر يا بني انتظر، سأعطيك مائة قطعة ذهبية لشرائها”.
الابن وقد غضب: “اسمع أمل أخبرك أنها ليست للبيع ولا للشراء؟!”
اجتمع الشاب مع الشيطان المتنكر بزي صديقه….
الشاب: “يا صديقي الوفي إنني في حاجة ماسة للمال، هلا أقرضتني بعض المال وسأرده إليك”.
صديقه المتنكر: “وكيف سترده لي وأنت لا تملك المال ولا تعمل لاكتساب البعض منه”.
الشاب: “معك حق، أعتقد أنني يمكنني رده إليك عندما يفارق عمي الحياة، وبالتالي يمكنني أن أرث من أمواله جزءا، وسأعطيك حينها مالك”.
الشيطان المتنكر كصديق: “أجننت أنت؟!، ألا ترى أن عمك في أتم صحته وعافيته، ربما تفارق أنت الحياة قبله”
الشاب: “لقد صدقت في كل كلمة، ولكن ما العمل إذا، فأنا أحتاج للمال بشدة”.
الشيطان المتنكر: “لا يوجد سوى حل واحد”.
الشاب: “أرجوك أطلعني عليه في الحال”.
الشيطان المتنكر كصديق: “تقتل عمك”!
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص القران طريق الإسلام “آدم عليه السلام”
قصص القران نواف سالم قصة اصحاب القرية
قصص القران بدون انترنت قصة هدهد سليمان وقصة الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك