قصة حنين والدولفين بقلم : د.فاتح ممدوح عبد الحليم
نقدم لكم اليوم في هذا المقال من موقع قصص واقعية قصة جديدة مفيدة عن تلوث البحر وأثره علي حياة الكائنات الحية الموجودة به، القصة بعنوان حنين والدولفين استمتعوا معنا بقراءتها وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
حنين والدولفين
في حين كانت «حنين » تسير على شاطئ البحر برفقة أبيها في نزهة إذا بها تشاهد دلفينا جانحا على الشاطئ، التفتت نحو أبيها قائلة: إنه دلفين. هرع الأب إليه وبدا له في حالة حرجة، لم تتمالك الصغيرة نفسها فأخذت تبكي لأنها على دراية بأن الدلافين اليوم مهددة بخطر الانقراض بفعل الاعتداء الذي أصاب البحر والكثير من كائناته الحيه ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ) سورة الروم 41 .
الدموع تنهمر من عيني حنين، وخاصة أنها على يقين بأن هذه الكائنات وديعة، الأهم أنها رشيقة وذكية ومحببة الى قلبها لما تتسم به من مقدرة على تأدية الحركات الرياضية، هذا ما اعتادت على مشاهدته في الكثير من الأفلام والبرامج العلمية. ما العمل إذن؟ ما أن سمع الأب سؤال صغيرته حتى اتصل بالجهات المعنية وفعلا حضر عدد من المختصين الى موقع وجود الدلفين وعاينوه فأكدوا انه من النوع النادر الوجود في البحر الأبيض المتوسط. لم تستطع حنين أن تخفي سؤالا في عينيها «ماسبب جنوحه؟» فأجاب عنه أحد أولئك المختصين بطريقة أوضحت لها أن السباحة المكثفة والصيد الجائر وحركة السفن التجارية ونقص الغذاء أمور كانت وراء ما حصل له (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين ) سورة البقرة 60 .
تفسير علمي لهذه الظاهرة كانت تطمح الي معرفته، ولهذا لم تتوان في طرح سؤال يتعلق بذلك، من يدري؟ ربما تشكل لها هذه الظاهرة مادة خصبة لموضوع بيئي تود مناقشته مع زملائها في المدرسة بحضور معلمتها ولأنها تستند إلى قاعدة معرفية بفضل اطلاعها على حياة الكثير من الأحياء لم تجد صعوبة في فهم الأسباب التي يرجح أنها قد أسهمت بدرجة كبيرة في هذا الجنوح قد بينا لكم الآيات إن کنتم تعقلون» (آل عمران-۱۱۸).
أي أدركت احتمال تعرضه لضغط ناتج عن متفجرات أدت الى الإخلال بنظام التوجيه لديه وتشكيل حالة من عدم التوازن. فحص دقيق أجري للدلفين، كانت حنين تراقبه بقلق وتنتظر نتيجته بفارغ الصبر، وسرعان ما ارتسمت البسمة على شفتي كبير المختصين بعدما تأكدت له سلامته، وليقرر إعادته إلى البحر بعد هذا القسط من الراحة.
الفرح يعزف لحن السعادة ويدخل الى قلبها البهجة بعدما مر وقت على إعادة الدلفين ولم يرجع الي الشاطئ مرة أخرى، يعني أنه وعلى الأرجح يكون قد عاد الى حياته الطبيعية. كان ذلك بمنزلة إجماع للمختصين، بالتأكيد أثلج هذا الخبر صدرها، لا لأنه فقط تم إنقاذ حياة الدلفين، إنما لأن ذلك أيضا يعد مؤشرا على عودة العافية لبيئتنا البحرية، فكانت حادثة شكلت لها فرصة لتقول جهراء علينا المحافظة على البيئة سليمة ونظيفة ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) يونس- ۱4.