إن المعروف لا يضيع أبدا مهما حدث ومهما مر الزمن ، وخاصة إحسانك مع والديك ورعايتهم وهم كبار في السن يحتاجون الى من يرعاهم ويخدمهم بشدة ، كما ربياك صغيرا واعتنيا بك في الصغر وأنت لا تستطيع فعل شيء ، فواجبك ان تعتني بهما وترعاهما في الكبر وهم لا يستطيعون فعل شيء ، فيكون الجزاء والثواب كبير من عند الله ، اقدم لكم اليوم في موقع قصص واقعية قصة بعنوان سر الجوهرة الثمينة ، قصة روعة في غاية الجمال عن فضل البر بالوالدين وجزاء الإحسان ما هو إلا احسانا من الله ونعمه كبيرة .
قصة سر الجوهرة الثمينة
في قديم الزمان وفي احدى المدن البعيدة كان يعيش رجل عجوز مع ابنائه الثلاثة ، مرض الرجل الكبير بالسن في مرض شديد وازداد الألم عليه والوجع ورفض الابناء رعايته ، الا ابنه الصغير كان يريد ان يأخذه عنده المنزل ليرعاه كما كان يرعاه وهو صغير ، طلب الاخ الاصغر من إخواته يسمحوا له ، بأخذ ابيه إلي منزله لرعايته هو وزوجته .
رفض الاخوات خوفا على الارث فيكتب له الاب كل ثروته ويتركهم بلا مال فلقد اقترب اجل الرجل وكبر سنه واشتد مرضه ، وافق الاخوة في النهاية بعد ان أخبرهم اخوهم الصغير بأنه سوف يتنازل لهم عن ميراثة من والده فهو لا يريد الا والده فقط ليرعاه فقط ، وهنا وافق الاخوين بعد تنازل الاخ الصغير عن حقه .
أخذ الاخ الاصغر أبيه إلى المنزل واخذ يرعاه مع زوجته حتي مات الأب ، وفي يوم من الأيام أشتد بيه الفقر فلم يعطي له اخويه قرشا واحدا من الميراث ، فهو الذي تنازل عنه بارادته من اجل رعاية ابيه المريض والسماح لهم باخذه معهم لمنزله ، وفي تلك الليله لم يكن عنده شيء يطعم بيه اطفاله الصغار ، نام من شدة الحزن وهنا رأي الابن الاصغر ، أبيه في الحلم ، ويقول له أنه خبأ له كنز في مكان بعيد ، فاذهب وخذه لك يا ولدي .
في الصباح ذهب الاخ الصغير الي المكان الذي أخبره الاب عنه ، فوجد صندوق يحتوي على الكثير من المجوهرات الثمينة والاموال الذهبيه الكثيرة ، فرح الاخ الاصغر كثيرا ، وذهب به إلي اخوته وحكى لهم ما حدث معه ، وهنا صاحوا في وجهه بقوة قائلين : لقد تنازلت عن نصيبك في ميراث والدك وهذا المال ليس حقك بل حقنا واخذوا منه الاموال كلها .
وفي اليوم التالي شاهد الابن الاصغر ، نفس الحلم من جديد ووالده يخبره عن صندوق اخر من الذهب ، ذهب الى اخوته واخبرهم بامر الصندوق ، ولاخذوا المال دون أنكن الاخوان الطمعان اخذوا منه الصندوق ولم يعطوه شئ ، رجع الى منزله حزينا فلم يكن لديه ما يطعم اولاده .
وفي تلك الليلة شاهد ابيه في منامه ، واخبره بانه وضع دينارا في جرة الماء في حقلهم ، فذهب الاخ الصغير إلي اخوته وأخبرهم بما قاله الاب ، سخروا منه بشدة قائلين : دينار واحد فقط خذه أنت فهذا ارثك من ابيك يا احمق تركه لك .
ذهب الاخ الصغير الى الحقل وأخذ الدينار فلقد كان يحتاجه بشدة ، واثناء عودته شاهد رجل عجوز يبيع سمكتين اصطادهم من البحيرة ، سأله الرجل : خذ هاتين السمكتين يا رجل واعطني دينار واحد ، فرح الاخ الصغير بشدة فلم يكن ما لديه الا هذا الدينار ، ذهب إلي زوجته وهو سعيد جدا فسيطعم اطفاله ، وحمد الله ودعى لوالده على هذا الدينار الذي تركه له ، وبينما الزوجة تشق بطن إحداى السمكتين وجدت جوهرة كبيرة جدا ، وعندما شقت بطن السمكة الثانية وجدت جوهرة أخري اكبر من الاخرى ، كانت الجوهرة فريدة من نوعها اخذ الناس يتحدثون عنها كثيرا ، وعلم الملك بامر الجوهرة ، وكان يحب الجواهر الكبيرة فاخذها من الاخ الصغير واعطاه اموال كثيرة جدا وعاش الرجل في هناء يدعوا لوالده على ما اعطاه له فحقا جزاء الاحسان احسان وخير اكثر منه بكثير ربي ارحم والدينا واغفر لهم واجعلنا بارين بيهم يا رب العالمين