قصة سيدنا شعيب عليه السلام كاملة مع قومه وجزاء تكبرهم وعنادهم
موعدنا اليوم مع قصة جديدة من قصص الانبياء وهي قصة نبي الله شعيب عليه السلام ، فمن المهم جدا سواء كنا كبارا او صغارا ان نتعلم من هذه القصص العبر و الدروس المفيدة ، كما ان هذه القصص تدعونا الى التفكر في الاقوام السابقين وكيف انهم هم السبب الرئيسي الذي جعل الله يهلكهم في الارض ، فضلا عن العذاب الشديد الذي ينتظرهم ، كما تدعونا ايضا الى التفكر في رسالات الانبياء لاقوامهم وما لقوه من صعاب و تهديدات سواء بالترحيل او القتل ، واليوم نقدم لكم من خلال موقع قصص واقعية قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع اهل مدين ،وهم القوم الذي ارسل الله لهم نبيه شعيب عليه السلام ، فنتمنى ان تستفيدوا من هذه المعلومات و نتمنى ان تنال اعجابكم.
قصة نبي الله شعيب عليه السلام
القوم الذي ارسل الله لهم نبيه شعيب عليه السلام هم اهل مدين ، حيث عاش سيدنا شعيب عليه السلام في قرية صغيرة تسمى مدين ، وكانت هذه القرية تتميز بمناخها الرائع بالاضافة الى الحياة الزراعية المزدهرة ، كما كان عليه السلام يحب هذه القرية كثيرا ولكن اهلها كانوا يعبدون الاوثان و الاصنام ، فقد كان اهل مدين يرون بان هذه الاصنام هي التي ترزقهم و تبارك لهم في حياتهم ، اصاب الحزن قلب سيدنا شعيب عليه السلام لما رأى قومه على هذا الحال ، لم تكن هذه هي المأساة الوحيدة التي كانت في قوم مدين ، فقد كان قوم شعيب يغشون في معاملاتهم الشرائية ويسرقون من اموال الناس بالباطل ، حيث كانوا يطففون في الميزان ، وقد كان شعيب عليه السلام يحثهم عن التوقف عن ارتكاب هذه الامور.
اقرأ ايضا : قصة سيدنا صالح عليه السلام كاملة مع قوم ثمود وكيف كانت نهايتهم ؟
كان معروف عن سيدنا شعيب عليه السلام انه خطيب بليغ ، وتجدر الاشارة الى ان مدين هي احدى القرى التابعة لقرى قوم لوط ، و قد سميت مدين بهذا الاسم نسبة لبني مدين بن مديان بن ابراهيم الخليل عليه السلام ، وقد كان معروف عن اهل مدين الفساد و الطغيان في الارض ، و من حيث الزمان فزمن اهل مدين قريب من زمن سيدنا ابراهيم و سيدنا لوط عليهما السلام ، و قد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم دعوة شعيب عليه السلام لقومه ، قال تعالى : ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ، و نجد هنا ان الله ذكر اصحاب الايكة ولم يذكر اهل مدين ، فاصحاب الايكة هم نفسهم قوم سيدنا شعيب عليه السلام.
على الرغم من ذلك كان هناك اختلاف بين العلماء حول ما اذا كان اصحاب الايكة هم انفسهم اهل مدين ، فالبعض يرى ان اهل الايكة هم انفسهم اهل مدين ، و البعض الآخر يرى بان مدين و الايكة امّتان مختلفتان ، ولكن الامتين بعث الله لهما نبيه شعيب عليه السلام ، و لكن في النهاية اجتمع قوم سيدنا شعيب عليه السلام عليه فقام الله باهلاكهم جميعا ، ارسل الله تعالى سيدنا شعيب عليه السلام لكي يدعو قومه الى عبادة الله وحده لا شريك له ، فقد كان عليه السلام ينهاهم عن المعاصي و المحرمات التي يقومون بها ، وامرهم بترك عبادة الاصنام و الاوثان ، التي ما هي الا حجارة لا تنفع و لاتضر ، كما امرهم بالحذر و عدم الغش في المعاملات التجارية ، هنا انقسم قوم شعيب الى قسمين ، فهناك من آمن برسالة شعيب عليه السلام وهناك من كذّبه.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصة سيدنا شيث عليه السلام كاملة وهل تم ذكره في القرآن الكريم ؟
اغلب الذين آمنوا برسالة النبي شعيب عليه السلام كان الضعفاء من قومه ، اما الطغاة و الجبابرة فقد كذّبوه ولم يستمعوا له على الاطلاق ، قال تعالى في القرآن الكريم : ( يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) ، فضلا عن ان من كفر برسالة شعيب عليه السلام كان يتعمد ايذاء من آمن بالرسالة ، بل وصل الامر الى تهديد شعيبا عليه السلام ومن آمن من قومه بالترحيل او القتل ، لم يقف الامر عند هذا الحد ، بل ان من كفر من قومه اتهمو سيدنا شعيب عليه السلام بالسحر ، على الرغم من المحاولات العديدة لنبي الله شعيب عليه السلام لمحاولة جعل قومه يؤمنون بالله ويتبعون الطريق الصحيح الا انهم استمروا في عنادهم ، كما استمروا في ظلمهم للناس في التجارة ، واكثار اموالهم بطريقة محرمة ، وفي يوم من الايام حل الظلام ، و بدأت الارض تهتز لدرجة ان المدينة بأكملها بدأت تتدمر ، خرج من آمن بالله عز وجل من المدينة بسلام و أمان.
اما بالنسبة لاولئك الطغاة الذين كذّبوا بما جائهم به شعيب عليه السلام فقد اصابهم ما اصابهم من عذاب الله عز وجل جزاءا لما كانوا بقومون به من عبادة الاصنام و سرقة اموال الناس بالباطل ، و هنا قال لهم سيدنا شعيب عليه السلام ما ورد في كتابه الله في الآية الكريمة : ( قالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالاتِ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم فَكَيفَ آسى عَلى قَومٍ كافِرينَ ) ، ومن شدة كفر قوم شعيب برسالته طلبوا ان يرسل الله تعالى عليهم كسفا من السماء ، قال تعالى : ( وَإِذ قالُوا اللَّـهُمَّ إِن كانَ هـذا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائتِنا بِعَذابٍ أَليمٍ ) ، وهنا كان عذاب هؤلاء القوم تماما كما طلبوا ، حيث ارسل الله عز وجل عليهم 7 ايام من الحر الشديد الذي لا يُطاق ، وبعدها ارسل لهم عز وجل غيمة.
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصص الأنبياء كاملة قصة سيدنا أيوب عليه السلام والدروس المستفادة منها
هنا ظن القوم ان هذه الغيمة ستمطر عليهم مطرا فيتخلصوا بذلك من هذا الحر الشديد ، وكانوا يستظلون بهذه الغيمة ، الا ان الله عز وجل جعل الغيمة تمطر عليهم حجارة من نار فقامت باهلاكهم جميعا ، و قد ورد عن ابن عباس انه قال : ( فَذَلِكَ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ، إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ، فقد كان القوم الكافرين يظنون بان هذه السحابة هي نهاية عذابهم و انها هي الملجأ الذي ينتظرون اللجوء اليه الا ان الله فاجئهم و اهلكهم جزاءا لكفرهم و عنادهم ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) ، وتجدر الاشارة الى انه قد تم ذكر طريقة هلاك قوم شعيب عليه السلام بثلاثة طريق مختلفة ، ففي اول مرة اخذتهم الصيحة وذلك كما ورد في سورة هود ، وفي المرة الثانية اخذتهم الرجفة كما في سورة الاعراف ، وفي المرة الاخيرة اسقط الله عليهم كسفا من السماء ليأخذهم عذاب يوم الظلمة وذلك كما ورد في سورة الشعراء.
العبر المستفادة من قصة شعيب عليه السلام
فيما يلي مجموعة من العبر المفيدة التي نتعلمها من احداث قصة نبي الله شعيب عليه السلام ، والتي يجب ان ننقلها الى الاطفال الصغار.
- نتعلم من قصة شعيب عليه السلام ان الذين يبخسون الميزان و المكيال و يغشون في المعاملات التجارية سوف يجزون العذاب الاليم ، سواء في الدنيا و الآخرة ، فقد توعدهم الله عز وجل بصورة مباشرة في الآية الكريمة عندما قال تعالى : ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ).
- الدين قائم و مستمر بفضل الله تعالى ، فمهما استهزء به قوم السوء او انكروه فالله عز وجل حافظا له ولكل من يدعو اليه.
- من اعظم اسباب الفوز و الوصول الى جنة النعيم في الآخرة العدل و أداء العبادات و الاحسان ، وما تم ذكره من صفات ما هي الا جزء ضئيل جدا من الصفات التي حث الاسلام على اتباعها ، فالاسلام دين خُلق ، ومعروف عن المسلم دائما حسن خلقه.
للمزيد من قصص الانبياء يمكنكم قراءة : قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام كاملة بالتفصيل وبنائه للكعبة
بارك الله بكم