قصة سيدنا موسي عليه السلام مختصرة مولده ونبوته
إن أجمل شيء من الممكن أن يتعلمه المرء منا من قصة سيدنا موسى عليه السلام أن الإنسان مهما مكر له أعدائه وأرادوا به الشر، فلا يحدث له إلا ما أراده الله سبحانه وتعالى به؛ فبقصة سيدنا موسى عليه السلام نجد أنه قد عاش بين أهل الشر وأعدائه ولم يضره شيئا.
كان ببني إسرائيل ملك طاغية يسمى فرعون، وقد ذيع بين بني إسرائيل أن الله سبحانه وتعالى سيبعث من نسل سيدنا إبراهيم عليه السلام نبيا يكون هلاك ملك مصر الطاغية على يديه؛ وعندما بلغ الخبر فرعون الطاغية أمر بقتل كل ذكر يولد من بني اسرائيل.
مولد سيدنا موسى عليه السلام:
وفي ذلك الوقت أذن الله سبحانه وتعالى أن يولد موسى عليه السلام، فأخفت والدته حملها عن أعين الناس وحرصت كل الحرص على إخفاء هذا الأمر حتى وضعت، فألهمها الله سبحانه وتعالى أن ترضع وليدها حتى تشبعه ثم تضعه في تابوت وتلقى به في اليم.
طلبت الأم من ابنتها أن تتبع التابوت، وإذا به يصل إلى قصر فرعون ويلتقطه رجاله، وما إن رأته زوجة فرعون حتى أحبته حباً شديداً، وطلبت من زوجها أن يبقيه لها، ومع إصرارها وتوسلاتها وافق فرعون على طلبها وأبقى على موسى عليه السلام ولم يذبحه.
رحله البحث عن مرضعة:
بدأت رحلة البحث عن مرضعة للوليد الصغير، ولكن موسى أبى الرضاعة من كل المرضعات وباءت جميع محاولات زوجة فرعون في البحث عن مرضعة للصغير بالفشل؛ وكانت أم موسى بالفعل قد أرسلت ابنتها لتتقصى أمر وليدها فدلتهم الابنة على أمها كمرضعة، وعندما جاءت وأرضعته قبل منها الرضاعة؛ واتفقت مع فرعون بإبقاء موسى عندها وذلك لعدم قدرتها على المبيت بالقصر، ومدى حاجة زوجها وأولادها لها، ووافق فرعون على طلبها، وبذلك بقي موسى عليه السلام في كنف والدته وأوفي الله سبحانه وتعالى بما وعدها به وأقر عينها بعودة وليدها الصغير إلى حضنها من جديد وإزالة الشر عنه.
اقرأ أيضا: قصة سيدنا شعيب عليه السلام للأطفال مبسطة وسهلة
نبوة موسى عليه السلام:
بإحدى الليالي كان سيدنا موسى عليه السلام يرعى الغنم، وأراد سيدنا موسى عليه السلام أن يضرم نارا ليتدفأ بها مع أهله، ولكن الأجواء كانت مليئة بالمطر والرعد والبرق، فباءت جميع محاولات سيدنا موسى لإشعال النار بالفشل؛ وعندما اشتد ظلام الليل رأى سيدنا موسى عليه السلام ضوء النار من بعيد، فاستبشروا خيرا وذهب ليأتي منها بقبس وربما يجد أحد يدله على الطريق، وعندما اقترب سيدنا موسى عليه السلام من النار إذا به يسمع وحي من الله سبحانه وتعالى يناديه، أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى أن يذهب إلى فرعون الطاغية ويدعوه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكان سيدنا موسى عليه السلام يعاني من عقدة في لسانه فطلب من خالقه سبحانه وتعالى أن يبعث معه ويرسله معه أخاه هارون إذ أنه أفصح ومنه لسانا وأفصح قولاً.
اقرأ أيضا: قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام للأطفال وبنائه للكعبة الشريفة
الاستشهاد بالآيات من القرآن الكريم:
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة طه: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى، إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي، إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى، فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى، وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى، قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى، قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى، فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى، قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى، وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى، لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى، اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا، وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا، إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا، قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى).
اقرأ أيضا: قصة سيدنا لوط عليه السلام للأطفال وبيان جزاء الكفر بالله عز وجل