الام هي الحياة ، هذه الجملة لم تكن ابدا جملة كاذية وانما هي جملة حقيقية بكل ما تحمله كلمة الحياة من معاني كثيرة ، فالام هي الشخص الوحيد في هذا العالم الذي لا يمكنه ان يكره اطفاله بل على العكس تماما ، فدائما ما نجد ان الام تحاول جعل اطفالها افضل منها في كل مجالات الحياة وهي التي لا تدّخر اي جهد في سبيل رؤية اطفالها في سعادة و سرور ، و لذلك فان جميع الكلمات و العبارات لا يمكن ان توفي اي ام حقها ، واليوم نقدم لكم واحدة من القصص المؤثرة و الحزينة التي توضح كيف للام ان تتحمل اي اذى في الحياة فقط من اجل ان يعيش اطفالها بامان ودون اي ضرر ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
قصة الام ذات العين الواحدة
تدور احداث هذه القصة حول ام لولد صغير ، كانت هذه الام تملك عين واحدة فقط و بسبب ذلك كان ابنها لا يحب منظرها و بصفة خاصة ان الام تعمل طاهية في نفس المدرسة التي يدرس بها الابن ، فكان الصبي يشعر بان امه هي عبء عليه وهي السبب في جعل جميع الاطفال في المدرسة يستهزئون به و لكن لم يكن هناك خيار آخر ، فالاب متوفي منذ كان الطفل يبلغ من العمر عاما واحدا و الام في حاجة الى المال من اجل تربية ابنها الوحيد ولهذا السبب كانت الام تتحمل كل الاذى الذي تتعرض له.
اقرأ ايضا : قصص قصيرة عن الام قصص حب الأم لأبنائها
في يوم من الايام قررت الام ان تصعد الى الفصل الذي يدرس به الابن لكي تتابع مستواه التعليمي مثل اي ام وترى هل هناك اي تقصير منه وبصفة خاصة ان الامتحانات قد اقتربت ، و لكن هذه الخطوة لم تكن ليسعد بها الابن على الاطلاق ، فما ان رأى الابن والدته وهي تدخل الى الفصل لتسأل عليه حتى شعر الابن بالخجل الشديد من شكل والدته ، وبدأت انظار جميع التلاميذ في الفصل اليه وكأنها وابل من السهام.
بعد عودة الابن من المدرسة ذهب الى والدته غاضبا وقال لها : لماذا صعدتي الى فصلي لقد احرجتني وسط زملائي الآن الجميع يقول عني اني ابن المرأة ذات العين الواحدة اتمنى ان تموتي حتى ارتاح من هذه المعاناة التي اعيشها يوميا في المدرسة ، على الرغم من هذه الكلمات القاسية التي سمعتها الام الا انها لم تحرك ساكنا ولم تقل للابن ان هذه الكلمات لا يجوز قولها للام مثلما تقوم الامهات بذلك ، كان الابن يرى ان امه هي فقط سبب لسخرية زملائه منه ولم يكن يعلم ان امه هي السبب في اطعامه وكسوته وجعله يكمل تعليمه.
و يمكنكم ايضا قراءة : قصص وعبر من الحياة قصة رائعة عن الامانة
بعد انتهاء المرحلة الثانوية تمكن الابن من الحصول على منحة دراسية تمكنه من السفر خارج البلاد لكي يكمل تعليمه وعندها سافر الابن واكمل دراسته وتزوج وانجب ابناء وكان يعيش حياته الخاصة بعيدا عن امه التي لم يذكرها سوى برسائل قليلة كل عام وربما لا يذكرها على الاطلاق ، وفي يوم من الايام قررت الام ان تسافر الى ابنها لترى احفادها فطالما حلمت برؤية احفادها وحملهم واللعب معهم ، وعندما رأى الاحفاد جدتهم خافوا منها كثيرا وهنا قام الابن العاق بطرد والدته خارج المنزل.
بعد 3 اعوام اضطر الابن الى السفر لبلده من اجل احضار بعض الاوراق وقرر ان يزور البيت الذي تربى به ، وعندما وصل لم يجد والدته بل وجد احد الجيران امام منزله يخبره بان والدته قد توفيت منذ شهر ولكنها تركت له رسالة ، فاحضر الابن الرسالة و وجدها مكتوبة بخط يد امه منذ فترة بعيدة ، كان نص الرسالة كما يلي : ابني الحبيب انا اعتذر عن اي احراج سببته لك في المدرسة ولكن اريد ان اخبرك بشيء ، سبب خسارتنا لوالدك كان حادث سير وفي هذا الحادث فقدت انت احدى عينيك ولم اكن استطيع ان اعيش واراك بعين واحدة فلم يكن هناك احد سيلعب معك ولن تكون قادرا على عيش الحياة التي تحبها.
و للمزيد يمكنكم قراءة : قصص عن الامانة حكاية العقد قصة واقعية رائعة ومعبرة جداً
و لذلك قررت ان اتبرع بعيني لك حتى لا اراك في يوم من الايام حزين ، فارجوك سامحني اذا كنت غاضب مني ، وانتهت بذلك الرسالة التي كتبتها الام للابن ، فتخيل معي عزيزي القارئ كيف سيشعر هذا الابن طوال حياته وكيف سيسامح نفسه عندما علم انه هو السبب الحقيقي في جعل والدته بعين واحدة ، هذه هي حقيقة الام تضحي باي شيء فقط من اجل رؤية اطفالها في افضل حال.
القصه ممتعاه
انا اسمي زازا الكل يسخر مني