قصة عن النجاح للأطفال تملأ نفوسهم بالعزيمة والإرادة
إن أبنائنا هم أغلى وأثمن شيء لدينا بكل الوجود، لذا علينا دوما أن نسعى لجعلهم في المقدمة بكل شيء قدر المستطاع، والأهم من ذلك أن نتقبلهم ونتقبل اختلافهم عنا، ولكن الأهم أيضا أن نشجعهم على السعي والاجتهاد للوصول إلى النجاح؛ علينا أن ننشئهم على حب الخير للجميع كما يحبونه لنا ولأنفسهم، علينا الحديث أمامهم دوما عن قصص نجاح آخرين ليقتادوا بها.
القصــــــــــــــــة الأولى:
قصة عن النجاح للأطفال بها الكثير من العبر والقيم البناءة…
في إحدى القرى بصعيد مصر كان هناك مزارع لديه قطعة أرض كبيرة لحد ما، وكان مما عرف به أنه يحب عمله كثيرا ويخلص في كل شيء يفعله، كان يحب أرضه للغاية وكان ينتقي لها أفضل البذور والصباغ لتعطيه أفضل المحاصيل، كان يعمل بحقله الواسع بكل جد واجتهاد وحب وإخلاص.
كان بكل عام ينتج أفضل المحاصيل بشهادة كل من حوله، كان هذا المزارع لا يطمح ليكون الأفضل في مجاله، ولكنه كان أسلوب حياته يفعل الأفضل على قدر استطاعته في كل شيء، ففي حياته الطبيعية كان على الدوام يبتسم في وجه كل من يراه سواء كان في الصباح أو المساء، وبمنزله كان نعم الابن والأخ والزوج والأب، كان يحبه كل من يراه لابتسامته الهادئة ووجه البشوش، ويعشقه كل من يتعامل معه لصدقه وأمانته واحترامه الذي لا يوصف، حقا كان نعم العبد يحببك في الحديث إليه كلما فعلت ذلك.
وفي يوم من الأيام أتاه طالب بالجامعة الزراعية من قريته وأخذ يحاوله ويقنعه أن يشترك بالمسابقة التي تقيمها جامعته لأفضل المحاصيل والثمار، وأقسم له الطالب أنه بالتأكيد سيفوز بالمسابقة وعن جدارة نظرا لمدى جودة ثماره والتي يجيد الوصول لهذه الدرجة بكل عام، بل وبكل محصول حاول زراعته.
وبالفعل استطاع هذا المزارع المكافح الفوز بالمركز الأول بالمسابقة، وبات يلتحق بالمسابقة بكل عام ويتوج بالنصر بالمركز الأول بلا منازع، لدرجة أنه أثار فضول الكثير من الناس من حوله، فقرر أحد الصحفيين الذهاب إليه وإجراء مقابلة معه ومعرفة السر وراء نجاحاته المتكررة بكل عام.
والعجيب أن سر نجاح المزارع كان أنه يعطي بذوره الجيدة المنتقاة لجيرانه من حوله ليقوموا بزراعتها، وذلك لأن الرياح تقوم بنقل اللقاحات الناضجة من حقل إلى حقل وبذلك يضمنوا أفضل نتيجة لكل المحاصيل؛ وبالتالي إن قام أحد من جيراني بزراعة بذور أقل جودة فإن ذلك سيؤثر بالسلب على محاصيله ومحاصيلنا أيضا.
وعندما سأله المحاور الصحفي متعجبا من قعله مع كل جيرانه من حوله: “ولكن بهذه الطريقة سينافسك جيرانك على الفوز بالمسابقة بالمرات المقبلة”.
فأجابه المزارع بكل رضا: “وما المانع في ذلك؟!، لقد حثنا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم أن نحب الخير لإخواننا كحبنا له لأنفسنا، فقال صلوات ربي عليه: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) حديث صحيح رواه البخاري ومسلم”.
كان المحاور الصحفي معجبا كثيرا بقوله ومدى صدقه، ولاسيما قلما تجد أحدا في زماننا يحب الخير بكل صدق لغيره.
القصــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــة:
قصة عن النجاح للأطفال بها الكثير من العبر والقيم البناءة…
كان هناك طفلة بالصف الابتدائي وكانت تعشق لعب كرة القدم، كانت بالمدرسة لا تتمكن من تجاهل كرة القدم لدرجة أنها كانت تمررها كلما أتيحت لها الفرصة ولا تتركها إلا وقد أحرزت هدفا في شباك المرمى.
وكلما عادت للمنزل تجتهد في أداء واجباتها المدرسية لتقضي بقية الوقت بأكمله بحديقة المنزل تلعب كرة القدم التي تعشقها بشغف؛ كانت والدتها تعلم مدى حبها لكرة القدوم وكانت تدعمها في ذلك، كانت هذه الطفلة تطمح أن تكون لاعبة محترفة في الكبر بجانب دراستها.
وتم إجراء مسابقة بالمدرسة لتعيين اللاعبين بالفريق المدرسي، لم تتردد في الاشتراك على الرغم من كل التنمر الذي كانت تعاني منه على الدوام بسبب تفضيلها لكرة القدم دونا عن غيرها من الفتيات بكل المدرسة، لكنها هوايتها وشغفها.
لم تلتفت لهم ولا لحديثهم على الرغم من صغر سنها، وعندما حان وقت المسابقة جعلت الجميع منبهرين منها ومن لعبها الاحترافي على الرغم من صغر سنها، ولم يتردد الحكام بالمسابقة من تتويجها بالمركز الأول، وبالفعل مثلت المدرسة وحصلت على المراكز الأولى بكل مباراة شاركت بها المدرسة، وكل من تنمر عليها يوما بات يترقب صدفة واحدة ليتحدث إليها ويأخذ منها معلومات ونصائح عن كيفية تحقيقه للنجاح مثلما حققت نجاحا باهرا في حلمها وشغفها.
القصـــــــــــــــــــة الثالثـــــة:
قصة عن النجاح للأطفال بها الكثير من العبر والقيم البناءة…
قصة “مريم” فتاة في الصف الخامس الابتدائي كانت على الدوام تحرص على مذاكرة دروسها أول بأول، فكانت والدتها تفخر بها كثيرا لاجتهادها ومعلمتها كانت على الدوام تمدحها وتثني عليها مما جعل زملائها بالصف ينقسمون قسمين، قسم حاقد عليها وحاسد على النعمة التي فيها، والقسم الثاني يلتف من حولها كلما أتيحت له الفرصة ليتعلم منها ومن طريقتها بالدراسة ليكونوا مثلها من النخبة الأوائل.
وفي يوم من الأيام كادت لها صديقة لها بنفس صفها، فأوهمتها بمدى المتعة والإثارة بالأفلام والمسلسلات وجعلتها بالفعل تعدها بأن تشاهد فيلما بعد فيلم، وانغمست “مريم” في هذه المتعة والتي ضيعت لها وقتها فتدنى مستواها التعليمي ولم تعد تهتم بدراستها مثلما كانت تفعل بكل يوم، مما جعل والدتها تغضب منها كثيرا ومعلمتها بالفصل تسدري لها الكثير من النصائح.
عندما وجدت “مريم” أنها لا تريد لنفسها هذه الحياة عادت مجددا لدراستها وتركت كل المتع من حولها لتحقيق هدفها وحلم حياتها، وعندما جاءتها صديقتها بدلا من إقناعها بمشاهدة الأفلام وإضاعة الوقت لتصير مثلهم جميعا، أقنعتها “مريم” بالدراسة الجدية وتنافستا في ذلك وباتا تقريبا بنفس المركز الدراسي، وهكذا فلح الجميع وحقق نجاحا باهرا.