جميعا نعلم مدى فوائد وأهمية القراءة بكل أشكالها للأطفال، وسواء كنا نحن الآباء نقرأها لأبنائنا أو ندعهم يعتمدون على أنفسهم فيقرأون بأنفسهم، وحتى إن كانت قصصا مسجلة ومسموعة.
ومن أجمل ما بقصص الأطفال أننا يمكننا توصيل المعلومات من خلال قراءتها، وبذلك يمكنهم تقبل النصح عن طريق سرد تجربة شخص آخر دون اللجوء للأمر مباشرة.
أولا/ قصة الصدق طريق مستقيم:
بأول يوم دراسي بمدرسة خاصة بالصم والبكم جاءت معلمة جديدة، وأرادت أن تبدأ أول دروسها بتعليم أبنائها بالفصل الفرق بين الصدق والكذب، وذهلت المعلمة مما رأته من طفلة صغيرة صماء بكماء بالفصل.
في البداية التفتت المعلمة للسبورة وكتبت السؤال الآتي…
كيف يمكنك أن تصف الصدق؟!
رفعت إحداهن يدها للأعلى، فأذنت لها المعلمة بالإجابة، فاتجهت نحو السبورة وقامت برسم خط مستقيم.
رأت المعلمة أنها أنسب إجابة لسؤالها على الإطلاق، فأعادت عليها سؤالا آخر، وكيف يمكنكِ أن تصفي الكذب؟!
حذفت الطفلة الخط المستقيم وجعلته معوجا، أشادت المعلمة عليها وأنها أنسب إجابة لوصف الصدق والكذب.
ثانياً/ قصة الجزاء من جنس العمل:
بيوم من الأيام وفي إحدى المزارع كان هناك رجلاً مزارعاً، وبيوم من الأيام دخلت كلاب جاره لأرضه وأتلفت النبات.
تضايق المزارع وذهب لجاره يشكي إليه ما حدث بالحسنى، وبكل هدوء ورضا أخبره جاره قائلا: “لقد علمت بما حدث من كلابي لزرعك، وإنني على أتم الاستعداد لدفع كافة التعويضات”.
فرد عليه المزارع قائلا: “كنت أعلم أنك على خلق ودين، لذلك جئت بصديق لي فقدر الخسارة والتي قد بلغ قدرها 1000 جنيه”.
فأعطى الرجل الثري جاره المزارع الفقير المبلغ، واعتذر له ووعده بألا تتكرر هذه الفعلة من كلابه مجددا، وأنه كان خطئاً وسيحاول جاهداً منع حدوثه مرة أخرى.
مر الأيام وتداولت وأتى موعد الحصاد، وإذا بالمكان الذي ظن المزارع أنه قد تلف نهائيا أتى بمحصول أكثر من الأماكن الأخرى.
كان المزارع على خلق ودين، فرأى عدم أحقيته بأخذ مال جاره، لذلك أخذ المال وذهب به لجاره وأعلمه بما حدث.
نظر إليه الرجل الثري ودخل حجرة مجاورة، وعندما خرج منها كان بحوزته خمسة أضعاف المبلغ الذي أحضره المزارع، وقدمه إليه قائلا: “أريد منك أن تفعل لأجلي شيئا”.
المزارع: “بكل تأكيد لن أتأخير عليك”.
الرجل الثري: “أريد منك أن تدخر هذا المبلغ من المال، وتعطيه لابنك عندما يكبر وتسرد له قصة المال من أين جاء وكيف حدث ذلك”.
ثالثاً/ قصة عن بخل طفل وشجاعة قط:
يُحكى أنه كان هناك طفل بخيل للغاية، وكان يعشق الطعام فكلما هم بالأكل أكل وحيدا بعيدا عن الآخرين.
وبيوم من الأيام حمل طبق الأكل الخاص به والذي كان بداخله لحم وأرز وخضروات أيضا، وتوجه لحديقة المنزل حيث لن يراه أحد، وجلس ليأكل بمفرده دون أن يزعجه أحد.
وإذا بقط جائع للغاية، تغويه رائحة الطعام الشهي، فتتبع الرائحة وإذا بالقط المسكين يجد طفلا صغيرا يجلس تحت شجرة، فأخذ يصيح مستعطفا الطفل الصغير ليعطيه شيئا من طعامه.
انزعج الطفل البخيل الجشع، وأمسك بصخرة صغيرة وألقى بها على القط فأصابته بقدمه بشدة لدرجة أن القط أخذ يجر قدمه، ولم يقوى على السير عليها.
لام القط نفسه، وقال لو أنني انتظرت حتى ينتهي من طعامه ويعطني الفائض منه لكان خيراً لي، لابد وأنني أزعجته بصوتي؛ ولكنه لم يكن يعلم أن الطفل يعشق الطعام أكثر شيء بالحياة، فأنهى طبقه بالكامل حتى أنه لم يترك شيئا ليلحسه القط بلسانه؛ ومع كثرة الطعام غاص الطفل في نوم عميق مكانه.
كانت هناك أفعى من النوع السام بالشجرة التي نام بأسفلها الطفل، سمع القط فحيحها، فزمجر واقترب ليحمي الطفل منها، نشب بينهما قتال وكانت النهاية لصالح القط، وكل ذلك والطفل نائما ولا يدري بشي.
كانت والدته تبحث عنه وأخيرا لمحته من بعيد، وعندما اقتربت رأت أمامها الأفعى فاعتقدت أنها قتلت ابنها، ولما اقتربت أكثر وجدت ابنها نائما ووجدت القط يقف بالقرب من الأفعى وعليه جراح، عرفت الأم أن القط قد قتل الأفعى وحمى ابنها.
أيقظته وهي مرعوبة عليه، وعندما كان مذعورا أخبرته بما حدث وأن القط قد أنقذ لها حياته، فقص عليه الطفل أنه بخل عليه بشيء من طعامه، فأمرته أن يركض للمطبخ ويحضر له الطعام.
ومنذ ذلك اليوم لم يأكل الطفل شيئا إلا وتشاركه مع القط الذي بات صديقه.
رابعاً/ قصة بعنوان سر بيوم العيد:
أيقظني والدي لصلاة الفجر بالمسجد سويا، كانت صلاة الفجر بهذه المرة مختلفة عن بقية المرات.
وبدأت تكبيرات العيد، كنا جميعا فرحين مسرورين غير أنني رأيت في عيني والدي نظرة غريبة كانت مليئة بالحزن حتى أن الدموع خطت على خديه، وفور انتهائنا من أداء صلاة العيد والتهنئة والباركة للأهل والأحبة، وفرغنا أيضا من سماع خطبة إمام المسجد والتي كانت عن عدم الفجر في الخصام وعدم قطع الأرحام، سألت والدي عن سبب دموعه الحارة فأجابني قائلا: “عندما تكبر يا بني ستعم ما كنت أعني من القول، هناك بلاد إسلامية مثلنا ولكنهم لا يفرحون بالعيد مثلنا فنسائهم تغتصب وأطفالهم تقتل، ولا يشعرون بالأمان”.
مكثت طوال يوم العيد وعلى الرغم من انشغالي باللعب والعدية إلا أنني كنت أفكر في حديث والدي الذي لم أجد له تفسيرا، ولا أقوى على الانتظار لكبري حتى أعلم ما كان يعنيه.
خامسا/ قصة بعنوان العناد يؤدي للهلاك:
في إحدى الأيام والجو جميل للغاية حيث السماء صافية والشمس ساطعة أراد أرنبان الوصول للضفة الثانية من النهر، فتوجب عليهما عبور الجسر.
كان كل منهما قادم من ناحية، سارا إلى أن وصلا منتصف الجسر، والجسر كان ضيقاً ولا يتسع إلا لعبور أرنب واحد بعينه، فتوجب على أحدهما أن يتراجع قليلا للوراء ويتحمل حتى عبور الآخر.
ولكنهما عاندا بعضهما البعض ولم يتعاونا فكان جزائهما أنهما سقطا بالجسر الذي لم يتحمل شجارهما.
سادسا/ قصة الكلب والأرنب الصغير:
بيوم من الأيام كان هنالك كلب مفترس يركض وراء أرنب صغير للغاية يريد افتراسه.
ولكن الأرنب الصغير كان يركض بكل ما أوتي من قوة، وكان هنالك قطيع من الأغنام يراقب كل ما يحدث معهما، فاستهزئت أحد الأغنام بالكلب قائلة: “أترى أن الأرنب الصغير أفضل من الكلب الكبير؟!”
فقال الكلب: “لأنه وبكل بساطة إنه يركض للنجاة بحياته، أم عني فإنني أركض للفوز بعشاءي”.
ترى أن الحافز أهم دافع للعمل.
سابعا/ قصة الصياد والسمكة الصغيرة:
في أحد الأيام ذهب صائد للنهر رغبة في السعي وراء رزقه، وصادف بهذا اليوم حظا عسرا فالصياد لم يتمكن من صيد أي من الأسماك بطول النهر وبعرضه.
وبعدما يأس أراد العودة فارغ اليدين، ولكنه وأخيرا تمكن من صيد شيء ما، وعندما أخرجه وجدها سمكة ولكنها صغيرة للغاية…
السمكة الصغيرة تستعطف الصائد قائلة: “يا سيدي الصياد إنني ما زلت صغيرة للغاية، وليس لك بي حاجة، دعني واتركني للنهر ثانية وأعدك أن أنمو وأصير كبيرة الحجم حتى أمكنك من جمع الكثير من الأموال”.
فقال الصياد بحكمة بالغة: “ولكنني لن أتخلى عن ربح ومكسب موجود وفي يدي من أجل مكسب وربح في الغيب”.
ثامناً/ قصة الثعلب الماكر والماعز طيب القلب:
بيوم من الأيام بينما كان الثعلب يسير بالغابة ويفكر في طرق جديدة للانقضاض على فرائسه واستدراجهم إليه، وبينما كان هائما في أفكاره سقط داخل بئر عميق لعدم رؤيته إياه.
فأصبح الثعلب أسيرا داخل البئر حيث لم يتمكن من الخروج منه على الرغم من كل محاولاته، والتي جميعها باء بالفشل؛ وفي نفس الأثناء كان هناك ماعزاً ماراً بالبئر، فلمحه الثعلب وأيقن أن فرصة خلاصه قد جاءته على طبق من ذهب.
وبالفعل انتهز الثعلب الفرصة، فعمد إلا الانشغال بمياه البئر، فسأله الماعز في حيرة: “ما الذي تفعله داخل البئر؟!”
فأجابه الثعلب بمكر: “لقد سمعت أن الماء في طريقه للجفاف، لذلك أردت أن أطمئن على مياه بئري، أتريد أن ترى بنفسك مثلي؟!”
وإذا بالماعز يقفز قفزة واحدة فيصير بداخل البئر، وإذا بالثعلب الماكر يستخدمه للخروج من البئر!
تاسعاً/ قصة توبة بفضل الصدق:
بيوم من الأيام خرج طالب علم من مكة إلى بغداد يطلب العلم، أعطته والدته أربعين ديناراً وعاهدته على الصدق.
وعندما وصل إلى أرض تسمى بأرض همدان خرجت على قافلتهم مجموعة من العرب، وأخذوا القافلة جميعها، ولما مر به أحدهم سأله: “ما معك؟”
فأجابه: “معي أربعين ديناراً”.
فظن الرجل أنه يهزأ منه، فتركه وذهب لغيره؛ وعندما مر به آخر سأله نفس السؤال: “ما معك؟”
فأجاب نفس الإجابة: “معي أربعين ديناراً”.
فأخذوه لأميرهم والذي سأله قائلا: “ما الذي حملك على الصدق؟!”
فقال الغلام: “لقد عاهدتني أمي على الصدق ولم أرد أن أخون عهدها”.
فصاح الأمير وشق ثيابه قائلا: “أتخاف أن تخون عهدك مع والدتك؟!، وأنا لا أخاف أن أخون عهدي مع الله”.
أمر الأمير رجاله بإعادة كل ما أخذوه من القافلة، وقال: “أشهد الله أنني تائب على يديك”.
وقال كل من معه من رجال: “لقد كنت كبيرنا في قطع الطريق، والآن أنت كبيرنا في التوبة”، وتابوا جميعا بفضل صدق غلام صغير في عهده مع والدته ومن قلبها مع ربه سبحانه وتعالى.
عاشراً/ قصة الكتاب السحري:
بيوم مولدي الثامن أتى والدي لي بهدية مزخرفة للغاية، لم أطق صبرا أن أنتظر لفتحها فسارعت وقمت بفتحها لأكتشف ما بداخلها، وصدمت صدمة عمري عندما رأيت أن ما بداخلها مجرد كتاب وأنه كتاب كئيب لم أرى له مثيل، فقد كان يخلو من أي صور!
لاحظ والده عليه الحزن الشديد وندمه على فتح هديته، فبادر والده قائلا: “يا بني الحبيب إنه ليس بكتاب عادي كما ظهر لك، إنه كتاب سحري، اقرأ ما بداخله وستكتشف ذلك بنفسك”.
سارع الطفل بقراءة الكتاب ولكنه لم يكتشف السحر الذي به كما أخبره والده، وجاء باليوم التالي يسأله والده عن عدد الصفحات التي قرأ، ولكن الطفل لم يبدي أي اهتمام لا للقراءة ولا حتى للسحر الموجود بالكتاب حيث أنه أيقن أن والده فعل ما فعل ليجعله يقرأ مثلما طلب منه معلمه بالفصل.
طلبت أخته الصغيرة والتي تبلغ من العمر سبعة أعوام استعارة الكتاب، فأعطاها إياه كاملا وبصورة نهائية، فمكثت الطفلة أسبوعين في قراءة الكتاب وأعجبت كثيرا به، واكتشفت السحر في القراءة نفسها.
وبعدما أنهم الكتاب صارت تتحدث عن المغامرات التي عاشتها أثناء قراءتها، وعن البلدان التي قامت بزيارتها؛ وعندما وجد أخوها الشغف في عينيها أراد تجربة قراءته وبالفعل مع ثاني صفحة عشق الطفل القراءة وشعر بمدى جمالها الذي كان غائبا عنه ومحروما منه.
وأخيرا/ قصة الأعمى ورجل الإعلان:
في إحدى الشوارع كان يجلس رجل أعمى قد وضع قبعته أمامه وبجواره لافتة كتب عليه (أنا أعمى، فساعدوني رجاءً).
كان بكل يوم يجد القليل من النقود بقبعته، وبيوم من الأيام مر بجواره رجلا لم يضع شيئا بالقبعة ولكنه أمسك باللافتة وفعل شيئا ما بها.
وبنفس اليوم لاحظ الرجل الكثير من الأموال بقبعته على غير العادة، أيقن الأعمى أن للرجل علاقة بالأمر بعدما تكرر الأمر بالأيام التالية، لذا طلب من أحد المارة قراءة ما مكتوب على اللافتة والذي كان: (إننا في فصل الربيع ولكنني لا أستطيع رؤية جماله).
اقرأ أيضا:
قصص أطفال جديدة 2021 بعنوان البحيرة والأمنيات السحرية
قصص أطفال الروضة بالصور بعنوان “البطة الطيبة”
قصة أطفال قصيرة بعنوان الطفلة التي تهاب الوقوف أمام الضيوف