قصة قصيرة ملهمة لن تجد مثيلها إلا لدينا
إن أهم ما يميز القصص القصيرة أنها سهلة سريعة وبها الفائدة أيضا، في ظل ما نعاني منه من كثرة الانشغالات وضغوطات الحياة ربما لا يجد البعض منا وقتا كافيا للقراءة، ولكنه بكل تأكيد سيجد قليل من الوقت لإنهاء قصة قصيرة ملهمة.
القصــــة الأولى:
أولى قصة قصيرة ملهمة لدينا اليوم…
كان في زمن قديم تاجر لديه ابنة حسناء للغاية، وعلى الرغم من كثرة عروض الزواج التي كانت تنالها إلا إنها لم تكن تقبل بأي منها، ولكون والدها يحبها كثيرا لم يكن ليجبرها على شيء لا تريده.
كانت هذه الحسناء قد وقع في سحرها أثرى رجل بالمدينة ، وكان على علم بأنها لن تقبل الزواج به لكونه كبيرا للغاية في السن وهي شابة يفعة بعيدا تماما عن كونها حسناء المدينة بأسرها، فعهد إلى حيلة، أقنع والدها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة للاقتراض منه، وكان هذا الثري مرابيا، فزاد القيمة على والدها أضعافا مضاعفة، علاوة على أنه أرسل بعضا من رجاله لسرقة تجارة والد الحسناء، وبعدها بأيام قلائل جاءه يطالبه بأمواله التي أقرضها له.
لم يكن والد الحسناء يستطيع أن يسدد له الأموال، وأعلمه بذلك، فما وجد العجوز إلا أنه يعلمه بنواياه الخبيثة بأن يريد الزواج بابنته الوحيدة في مقابل إسقاط كافة الديون من عليه، خشي الواد على ابنته، فرفض في الحال طلب العجوز وأيقن أن كل ما فيه إنما هو خديعة من العجوز ولسوء حظه وحظ ابنته وقع في خديعته.
عندما شعر العجوز بأن خطته في طريقها للفشل، عهد إلى خطة جديدة، طلب من والد الحسناء أن يصلا لاتفاق حتى لا يتخذ كافة الإجراءات ضده، ففي النهاية هو مدين له.
أخبره العجوز بأنه سيلتقط حصاتين إحداهما بيضاء اللون والأخرى سوداء، ويجعل الحسناء تلتقط إحداهما بعد أن يقوما بوضعهما بكيس واحد دون أن تراهما، وبالفعل قام العجوز بهذا الفعل بعدما وافقت الحسناء على طلبه خوفا على أبيها من بطش العجوز، ولكنها رأته يضع الحصاتين بلون أسود!
فكرت الحسناء في أن تكشف مخططه، ولكنها خشيت على والدها من بطشه، وخشيت إن التقطت أي الحصاتين فستكون نهايتها على يديه، لذا قررت أن تفكر بشكل آخر، عهدت الفتاة لالتقاط إحدى الحصاتين وتظاهرت بأنها سقطت من يدها، فأخبرت العجوز بأن الحصاة قد سقطت وعوضا عن البحث عنها عليه أن يخرج الحصاة الأخرى وينظر للونها، فإن كانت بيضاء فلقد التقطت السوداء وسقطت منها، وإن كانت سوداء فقد التقطت البيضاء من حسن حظها.
فما وجد العجوز حلا إلا أن فعل ما طلبته منها الحسناء حتى لا يفضح أمره، واستطاعت الحسناء الفرار من الزواج به.
الإلهام من القصة:
عدم الانصياع للواقع الأليم ولاسيما الذي يفرضه علينا الأشخاص من حولنا، والتفكير دوما خارج الصندوق للتغلب على الكثير من الصعاب التي تواجهنا بالحياة، عدم اليأس والاستسلام وأهم شيء عدم القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى.
لا تكتفي بالخيار المطروح أمامك، وإن كان لا يناسبك فاصنع لنفسك دوما خيارا يناسبك، واصنع بنفسك لنفسك مخرجك من كل ما يشقيك بهذه الحياة.
القصـــــــــــــة الثانيــــة:
ثاني قصة قصيرة ملهمة لدينا اليوم…
في إحدى الأزمنة اعتاد فلاح بسيط أن يبيع الزبدة للتاجر مقابل أن يأخذ من عنده ضروريات الحياة، فكان يكتال من عنده الزيت والسكر والأرز وبعض السلع الغذائية الأخرى؛ دام كلاهما على هذا الحال لفترة طويلة من الزمن.
وفي يوم من الأيام قرر التاجر أن يزن الزبدة ليتأكد من أمانة الفلاح، وعندما فعل اكتشف كارثة جعلته يذهب للقاضي في الحال، أعلم القاضي بأن الفلاح يغشه بالميزان منذ سنوات، فأرسل القاضي في طلب الفلاح ليبت في الشكوى المرفوعة ضده، وعدما أتى الفلاح سأله القاضي عن الميزان الذي يستخدمه ليزن الزبدة التي يبيعها للناس.
فأجابه الفلاح بأنه شخص فقير للغاية ولا يملك المال الذي يبتاع به ميزان، ولكنه كان في كل مرة يزن فيها الزبدة للناس كان يستخدم رطلا من السكر الصافي الذي كان يشتريه من التاجر!
وهناك اكتشف القاضي الكارثة الحقيقية، وهي أن التاجر نفسه يغش في الميزان، فقد غش في وزن السكر الحقيقي لذا وجد الزبدة بنفس المقدار الذي ارتضاه وباعه للفلاح.
الإلهام من القصة:
على كل منا أن يضع على الدوام في حسبانه أن كما يدين سيدان، وأن كل ما سيفعله سعود إليه سواء كان من خير أو شر.
القصـــــــــــــــة الثالثــــــــــــة:
في زمن بعيد قرر ملك البلاد أن يعلم شعبه درسا وأن يختبر أخلاقهم جميعا، فأمر أحد جنوده بوضع صخرة ضخمة للغاية في إحدى الطرقات، وكان ينظر إليهم وإلى تصرفاتهم من بعيد.
فمر مجموعة من الرجال الأثرياء على هذه الصخرة فباتوا يتذمرون من الوضع، وتوعدوا من قام بوضعها بأنهم سيرفعون أمره للملك شخصيا ليقوم بمعاقبته بنفسه، ورحلوا دون أن يحركوا ساكنا بل اكتفوا بالتذمر وحسب.
شاهد الملك وتعجب من أمرهم، فهم هؤلاء أنفسهم من يتحدثون في أمر الرعاة ومصالحهم ويتظاهرون على الدوام بالحيادية وبأنهم جزء منهم، كيف لهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة ولا يقومون ولو بأمر أحد من رجالهم ليزحزح الصخرة عن الطريق.
وفي اليوم التالي مر فلاح من الطريق، فوجد الصخرة فترجل عن دابته وأخذ يحاول إبعادها عن الطريق، وعلى الرغم من صعوبة الأمر وربما استحالته إلا إنه أصر على تحويلها، ولازال يحاول مرارا وتكرارا حتى تمكن من إزالتها، فوجد أسفلها مفاجئة أصرت قلبه.
لقد وضع الملك بأسفلها الكثير من الذهب كمكافأة لم سيحل هذه المشكلة بنفسه.
الإلهام من القصة:
علينا أن ندرك أن العواقب التي نواجهها بحياتنا ما هي إلا ابتلاءات سنخرج منها أقوى مما كنا عليه من قبل.
لا تنتظر التغيير الذي يحل عليك، بل اصنع أنت بنفسك التغيير الذي تريد.
واستفد أيضا بالكثير من العبر من خلال: قصص ملهمة عن النجاح قصص حقيقية مؤثرة