بقدر الكد تكتسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي.
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال.
تروم العز ثم تنام ليلا
يغوص البحر من طلب اللآلئ.
وهكذا كان حب الشاب بالنسبة إليه صعب المنال، فاستحق الكثير من الجهد والعناء للحصول عليه وامتلاك حبيبة قلبه.
قصـة “كفاح ونضال في ظل الحب” ج2
لقد وجد الشاب نفسه وحيدا تائها حائرا لا يجد إجابة عن سؤاله: “ما الذنب الذي اقترفته لأحرم من الفتاة التي أحببتها بكل صدق وشدة بهذه الطريقة، ولهذه الأسباب؟!”
لقد كان الشاب يراها مجرد أسباب تافهة، الفروق المجتمعية والثراء والفقر وكل ذلك؛ قرر الشاب أن يدافع عن حب حياته، كانت الفتاة بالنسبة إليه حبه الحقيقي والذي عيي معنى الحياة بعدما قع بحبها، لذلك توجه لمنزل والدها يريد أن يطلب يدها منه للزواج بها، ونظرا لاتسام الشاب بالصدق صارح والد الشاب عن الصورة كاملة عند أبويه وشقيقه، فأقسم والد الفتاة ألا يزوجها إياه حتى وإن ظلت طوال عمرها دون زواج.
لقد كان لوالد الفتاة وجهة نظر، فهو لا يريد أن يقال عليه أنه قام باختطاف الشاب من أسرته واستغلوه من أجل تزويجه بابنته، فقد كانت تطغي على والد الفتاة كرامته؛ وعندما رأى والد الفتاة مدى حب ابنته للشاب ومدى اصرارها عليه أقسم بأنه سيتبرأ منها إن تزوجت به رغما عن إرادة والدها وأهلها وإرادة أهل الشاب.
وضاع الشاب والفتة وسط أهليهما ونظرتهما الخاطئة كليا للحياة، كل منهم فكر بنفسه وبهيئته أمام الآخرين، تناسوا كليا أبنائهما ومدى الحزن الذي سيطر علي قلبيهما، لقد رفضت أسرة الشاب نظرا للفارق الاجتماعي الهائل والمستحيل بين الأسرتين، ورفضت أسرة الفتاة دفاعا عن كرامتها والتي بالنسبة إليها فوق كل شيء.
لم يستطع الشاب التفكير في خسارته لفتاته، فقرر أن يتخذ قرارا نهائيا يحد من تحكم أهلهما بهما، وقرر أن يظفر بحبه ويحوله لحقيقة كما تمنيا، وبيوم من الأيام التقى بحبيبته وباثنين من أعز أصدقائهما وذهبوا جميعا لمكتب المأذون، وقاموا بعقد قرانهما، وعندما قال المأذون الشرعي قول ورائي: “وأنا فبلت زواجكِ”، انهمرت الدموع من عيني الفتاة والشاب والصديقين في مشهد معبر ومؤثر للغاية.
وأخيرا خرج الحبيبان من كتب المأذون زوجان أمام الله ورسوله مستعدان لمواجهة العقبات والصعوبات على قرارهما؛ وبالفعل لم يمر كثير من الوقت حتى علم والد الشاب بما فعله ابنه فقام بتجريده من كافة صلاحياته ولم يسمح له إلا بأخذ بعضا من ملابسه، قام بطرده خارج منزله ليلاقي مصيره الذي اختاره بنفسه؛ أما عن الفتاة فعلم والدها هو الآخر وتبرأ منها، وخرجت من منزله تحمل ملابسها ولا شيء آخر سواها.
كانا الزوجان الحبيبان بمفردهما بالطرقات يعانيان أول المصائب بحياتهما، حائران لا يعلمان أين يذهبا وبحوزة كل منهما القليل من المال، لقد كان هنالك شهر واحد متبقي على استلامهما لعملها كطبيبي امتياز.
حل الظلام واشتدت عليهما برودته، ولم يجد مكانا يأويها من شدة الصقيع سوى محل، مكثا به وكان كلما مر عليهما الوقت ولم يصلا بتفكير سديد للخطوة التي تليها ازدادا ذعرا، كانا يخشيان طردهما من المحل أيضا لولا أن اهتدى الشاب للاتصال بأحد أصدقائه الأعزاء، والذي أتاه على الفور وأقرضه بعض الأموال.
ذهب الشاب وزوجته لإحدى الفنادق العامية، وقاما باستئجار غرفة صغيرة للغاية، ولأول مرة يجمعهما مكان واحد، وضع كل منهما رأسه على الآخر وتمسك به وأخذ يفكر في ماذا تخبأ لهما الأيام، لقد كان كل منهما موقن بأنهما على أعتاب مصائب لن يستطيعا الإفلات منها وتخطيها إلا بحنان الآخر وعطفه عليه، وأن عليهما أن يتمسكا ببعضهما البعض ليتمكنا من تجاوز كل ما يمكن أن يواجها بسبب فعلتهما وتحدي أهلهما ولاسيما والد الشاب.
مكثا الزوجان الحبيبان بهذا الفندق الشعبي وحجرته متناهية الصغر حتى تسلما عملهما بإحدى المستشفيات، كان خلال هذه الفترة قد تمكن أحد أصدقائهما من العثور على سكن صغير بدور أرضي على الطوب الأحمر متألف من حجرتين صغيرتين ومطبخ وحمام، لقد كان بإحدى الأزقة الضيقة لأحد الأحياء الشعبية.
لقد كان السكن بالنسبة لهما بمثابة هدية الله من السماء، لقد كان صاحب السكن في أمس الحاجة للمال، لذلك سكنا بها على الفور..
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع..
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص حب في العمل قصة حب في الشركة
قصص حب سورية واقعية بعنوان الطبيب والصغيرة!
قصص حب غرامية واقعية بعنوان “حب بالإكراه”! ج1