من الجميل منا نحن الآباء أن نحكي لأبنائنا القصص التي تساعدهم على النوم، ولكن يجب أن نختار القصص الهادفة التي بها كثيرا من العبر مثل الصدق والقناعة وعدم العناد في كل الأمور، فلابد من أن نحسن اختيارنا لتلك القصص.
لا يوجد لدينا من هو أهم من أبنائنا الصغار، لذلك ينبغي علينا أن نحسن غرسهم من صغرهم حتى نربي أجيالا ليس لها مثيل بكل الحياة، فهم فخرنا.
أولا /قصة الفتاة والذئب:
كان في قديم الزمان هناك قرية صغيرة تقع بجوار الغابة، وفي إحدى الأيام طلبت امرأة من فتاة وهي ابنتها أن تأخذ الطعام وتقوم بإعطائه لجدتها التي تسكن في آخر القرية في بداية الغابة، ولكن تلك الأم حذرتها من أن تكلم أحدا ولا تلعب مع الفتيات اللواتي في سنها، وبالفعل أخذت الفتاة الطعام وذهبت في اتجاه جدتها.
ولكن الطريق الوحيد كان بجوار الغابة مباشرة، وأثناء ذهاب الفتاة من على الطريق وجدت ذئبا كبيرا يتخفى وسط الأشجار خوفا من أن يراه الناس فيسرعوا ويهاجموه من ثم يقتلونه، فطلب من الفتاة أن تلعب معه، ولكن تلك الفتاة متذكرة جيدا كلام أمها لها بأن لا تحدث أحد ولا تلعب مع أي شخص مهما كان من هو، ولكن الذئب المكار الجائع قام بوضع حيلة لتلك الفتاة؛ فطلب منها أن تجمع بعض الزهور والورود لتعطيها لجدتها، هنا نسيت الفتاة كلام أمها لها وبالفعل بدأت بجمع الزهور والورود لجدتها، وأثناء جمعها ذهب الذئب ليهجم على جدتها لتنجو منه بفضل جيرانها الذين جعلوها تجلس في منزلهم ولا تجلس وحيدة، هنا فكر الذئب بأن يأخذ مكان جدة الفتاة ليأكل الفتاة فور قدومها، وبالفعل جاءت الفتاة لتجد الذئب الذي أدعى أنه جدتها مستلقي على السرير وفجأة بدأ بمهاجمتها ليأكلها ونجت منه أيضا بسبب الجيران، فشكرت الفتاة الجيران وأخبرت نفسها أن عدم الاستماع لكلام أمها هو السبب في ذلك، ووعدت نفسها أنها سوف تسمع كلام كل من هو يكبرها سنا مرة أخرى.
ثانيا/ قصة الجمل الأعرج:
يحكى أنه كان هناك جملا قد أصاب قدمه شيء ما فأصبح ذلك الجمل أعرج، فأقاموا في القرية سباق للجمال فقط فذهب هذا الجمل الأعرج ليقدم في السباق، ولكن اللجنة المسئولة رفضت قبوله لسلامته؛ فكيف لجملٍ أعرج أن يشارك في سباق؟!
ولكن الجمل أصر على مشاركته في ذلك السباق مما جعل اللجنة تستسلم له وتوافق وتسمح له بالمشاركة في السباق، انتظروا قليلا والسباق به يبدأ لتسرع كل الجمال إلى الأمام إلا هذا الجمل الأعرج الذي كان يسير بسرعة بطيئة جدا، وكان الطريق طويل وعندما وصلت الجمال إلى المنحدرات والجبال بدأت الجمال تتعب ومنهم من يسقط وآخرون قرروا العودة لعدم قدرتهم على المواصلة، ولكن الجمل الأعرج البطيء يسير في تقدمه حتى وصل إلى النهاية وفاز بالسباق وظل يتفاخر برجله العرجة.
ثالثا/ القطة العنيدة:
كان يا ما كان في قديم الزمان هناك قطة كانت جميلة جداً ولكن لا يعجبها شيء قط في نفسها فكانت تريد أن تصبح مثل القطط وأن لا تكون بهذا الجمال الفائق، وفي ذات يوم تمنت أن تكون عصفورا يحلق في الهواء وقامت بالمحاولة إلا أنها سقطت وجرحت رجلها، وبعد أن ذهبت من ذلك المكان وجدت أرنب يقفز وسريعا ما تمنت أن تصبح مثله تقفز يمينا ويسارا، وعندما حاولت سقطت أيضا وآلمت نفسها، وظلت تمشي حزينة حتى وجدت بحيرة فيها أسماك وكعادتها تمنت أن تصبح سمكة فنزلت للبحيرة وحاولت أن تسبح إلا أنها لم تستطع وكانت سوف تغرق قبل أن تنقذها السلحفاة، هنا خرجت القطة العنيدة وحمدت ربها أنها قطة وأقسمت أن لا تتمنى أن تكون مثل أحد.
رابعا/ قصة الراعي الكذاب:
في إحدى الأيام كان هناك راعي يرعى غنمه في كل يوم في العشب خارج القرية، وفي ذات مرة قام الراعي بطلب الاستغاثة من أهل القرية بعلو صوته يخبرهم بأن الذئاب تهاجمه وتهاجم أغنامه، وسريعا ما تأتي القرية بأكملها لتنقذه ولكنهم يجدونه يضحك ولا يوجد ذئاب.
وفي اليوم التالي قام ذلك الراعي بنفس الخدعة في أهل قريته ولكنهم لم يجدوا ذئابا عندما وصلوا، ولكن في ذات مرة بدأ بالصراخ فهذه المرة الذئاب تهاجمه بالفعل ولكن أهل القرية لم يأتي منهم أحد ليغيثه حتى أكلت الذئاب وقتلت جميع أغنامه، هنا عرف الراعي أن الكذب لا ينجي صاحبه وأن الكذاب لا يصدقه أحد حتى وإن كان صادق.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصة الأرنب والسلحفاة من أروع القصص الهادفة للصغار
قصة أطفال قصيرة بعنوان الطفلة التي تهاب الوقوف أمام الضيوف
قصة الأرنب والسلحفاة من أروع القصص الهادفة للصغار