قصة معركة ذي قار كاملة حينما انتفضت القبائل العربية في وجه الفرس
هناك الكثير من الحروب و المعارك التي دارت ما بين العرب و العجم ، كان العجم في السابق معروفين بقوتهم ولذلك كان الكثير يتوقعون هزيمة العرب ، خاصة ان القبائل العربية في ما مضى كانت غير متحدة ، فقد كان لكل قبيلة من القبائل قانون خاص بها ، لدرجة ان هناك بعض القبائل كانت تحارب قبائل اخرى على الرغم من كون هذه القبائل في النهاية من العرب ، من ضمن اشهر المعارك في التاريخ معركة ( ذي قار ) ، و في الحقيقة قصة معركة ذي قار كاملة تعتبر من القصص المثيرة جدا خاصة انها معركة انقلبت فيها الموازين ، هذه المعركة دارت بين العرب و الفرس ، كانت المؤشرات الاولية من حيث العدد و العتاد و التنظيم توحي بان الفرس سوف ينتصرون انتصارا ساحقا ، ولكن الغلبة في النهاية كانت للعرب ، واليوم و من خلال موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم قصة معركة ذي قار كاملة بالتفصيل ، كيف بدأت وماذا كانت نهايتها ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
قصة معركة ذي قار كاملة
كان كسرى بن هرمز وهو حاكم الفرس يعلم الكثير عن مدى جمال نساء العرب ، كان لكسرى تابع عربي وهو زيد بن عدي ، يذكر ان زيد بن عدي كان له ثأر عند رجل عربي آخر وهو النعمان بن منذر ، حيث كان النعمان هو السبب في حبس والد زيد و قتله ، قرر زيد بن عدي ان ينتقم لموت والده من النعمان ، اخبر زيد بن عدي الملك كسرى ان هناك من يملك من النساء و البنات ما تتوفر فيهن صفات الحسن و الجمال ، حينها طلب كسرى من زيد بن عدي ان يذهب الى النعمان بن منذر ويطلب منه الزواج من احدى بناته.
اقرأ ايضا : غزوة تبوك وأسبابها ثاني معركة إلى بلاد الشام من التاريخ الإسلامي
بالفعل توجه زيد بن عدي الى النعمان واخبره بما طلب منه كسرى ، غضب حينها النعمان غضبا شديدا ورد النعمان على زيد ردا قاسيا مستهزءا بنساء الفرس ، وقال : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته؟ ، يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات وبلغه عذري ، كان زيد يعلم بان النعمان سوف يرد بهذا الرد وانطلق مسرعا الى كسرى كي يعلمه بما حدث ، غضب كسرى غضبا شديدا وقرر ان يرسل الى النعمان يطلب لقاءه.
حينها علم النعمان ان كسرى يريد قتله فاتجه النعمان برفقة نساءه وسلاحه ليختبأ عند بني شيبان حيث كان سيدهم هو ( هانئ بن مسعود الشيباني ) ، في النهاية قرر النعمان ان يذهب الى كسرى ولكن كسرى في البداية اهانه وطرده خارج القصر ومن ثم قام بسجنه ، في ذلك الوقت انتشر مرض الطاعون الذي تسبب في موت النعمان داخل حبسه ، حينها قام كسرى بتنصيب ( اياس الطائي ) حاكما على الحيرة بدلا من النعمان الذي مات في السجن ، بعدها كلّف كسرى اياس الطائي ان يرسل الى الهانئ بن مسعود يطلب فيه العتاد و النساء الخاصة بالنعمان.
و يمكنكم ايضا قراءة : معركة ذات الصواري أول معركة بحرية يخوضها المسلمون
رفض الهانئ تسليم الامانة التي لديه لكسرى ، ليقوم بعدها كسرى بتهديد هانئ اما ان يقوم بتسليم الامانة اليه او ستكون الحرب ، اختار هانئ الحرب وقام بتجهيز ما تمكن من تجهيزه من قوات وعتاد ، من بني شيبان و من بكر بن وائل بالاضافة الى مجموعة من القبائل العربية الاخرى ، من الناحية الاخرى كان جيش كسرى قد انضم اليه مجموعة من القبائل العربية الموالية له واولهم قبيلة اياد ، قام الهانئ بوضع خطة ماكرة حيث قام باخذ معه الكثير من المياه وقرر ان تكون الحرب في وسط الصحراء.
كان جنود الفرس يشعرون بالعطش الشديد ولكن قبل ان يبدأوا في البحث عن اي مصدر للمياه شنت القبائل العربية هجومها ، في البداية تقابلت القبائل العربية الموالية لهانئ الشيباني مع قبيلة اياد فانتصر هانئ ومن ثم تقابل مع جيش الفرس الذي تأثر بنقص المياه فهزمهم هانئ ولم يتبقى سوى فلول قليلة من جيش الفرس ، دارت المعركة في منطقة ( ذي قار ) كانت هذه المنطقة مليئة بالقطران و الزفت ولذلك كانت الارض زلقة ، الامر الذ ساعد هانئ وادى ذلك في النهاية الى انتصار العرب على العجم.
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : غزوة مؤتة غزوة الشهداء أول معركة بين المسلمين والروم من الفتوحات الإسلامية
بعد هذه الخسارة استشاط كسرى غضبا لدرجة انه هدد بقطع ايدي اي شخص يتحدث عن هزيمته من العرب ، حيث قرر اياس الطائي نشر خبر فوز كسرى بهذه المعركة ولكن اياس في النهاية قرر الهرب بحجة زيارة اخيه المريض ، حتى جاء رجل من الحيرة يبلّغ كسرى بان جيشه قد هُزم هزيمة نكراء على يد العرب ، ليقوم كسرى بقطع يدي هذا الرجل من شدة غضبه ، بسبب معركة ذي قار لم يعد لكسرى اي نفوذ في شبه الجزيرة العربية وذلك لان القبائل العربية توحدت اغلبها واستقرت في البحرين ، بعدها بدأت حقبة الخلافة في الظهور ولتبدأ معها ايضا حروب الردة ، وقد ورد عن الرسول عليه الصلاة و السلام انه قال عن معركة ذي قار : ( هذا أول يوم تنتصف فيه العرب من العجم.. وبي نصروا ) ، حيث كان يوم معركة ذي قار هو نفس يوم بعثة رسولنا الكريم عليه السلام.