قصص حب

قصة موجعة للقلب بعنوان آلام وتغيير مصير!

لم يؤلمني التقدم بالعمر لأنه أمر محتم، بقدر ما آلمتني أمنيات الشباب والتي لا تزال بداخلي.لقد شاخ قلبي قبل عمري الحقيقي، نمضي في الحياة نتقدم خلالها ولا ندري أين نحن ذاهبون!نهرب من أشياء لا نعلم لما تطاردنا، ونقوم بفعل كل الأشياء المفروضة علينا إلا تلك الرغبة التي نرغب بها وبشدة!

نتكلم كثيرا في كل شيء ونجد أنفسنا لا نتكلم الكلام الذي نود أن نقوله، ترانا نحبسه بداخلنا، ونجد أنفسنا تائهين في حكايات مضت، وحكايات أخرى نعيشها، مشتتون بين أمنيات نرغب بها وأخرى تاهت من بين أيدينا دون إدراك منا!

معـتادون علــــى كل شـيء حـدث ويحــدث مــعنا

مــقبلون علــى الحـياة دون أنفــــــسنا ..!

إلـــى الأيــام القـادمة…

مـــري علــينا بسـلام، فقـــلوبنا جـدا متـعبة ومرهقـة

أرهــقتها الحـــظوظ وأتعبتـــــها تراكمات الأيـام.

القصـــــــــــــــــــــــــــــة:

وجدت نفسها في مواجهة غير متكافئة مع أهلها، أرادوا أن يزوجوها لابن عمها والذي كان شغوفا بحبها منذ صغرها، كان فارق العمر بينهما كبير للغاية وعلى الرغم من إصرارها على إكمال تعليمها إلا إنه انتظرها حتى تنهي كل ما أرادت.

أنهت سنوات الجامعة وقامت بالدراسات العليا والدكتوراه وكل ذلك ولازال مصرا على موقفه وانتظارها ليظفر بها زوجة له، كان مصرا على الزواج بها ليس حبا لها وحسب وإنما تحدي وعناد لها.

هي الوحيدة من كانت تفهم طبيعته، أما أهلها فلم يكونوا ليرتضوا بزوج لها غيره، وجدت نفسها منهزمة كسيرة القلب لم ينفعها تعليمها ولا ذكائها ولا أي شيء في الحياة، كانت تدعو خالقها في كل صلاة ليحول بينها وبينه وألا يجعلها له حتى وإن كانت عروس للتراب!

ولكن إرادة الله أنها تزوجت به، وبيوم زفافها أذاقها ويلات العذاب وادعى أمام أهلهما أنها ما أرادت أن تمكنه من نفسها على الرغم من أنها لم تمنعه من الأساس، ازدادت كرها له على أفعاله، حرمها من العمل بشهاداتها الجامعية، كان الجميع متعجبا مما آلت حياتها إليه حتى أهلها ولكنهم كانوا يكابرون ولا يعطونها الفرصة لتذكر ولو شيء بسيط مما يحدث معها؟

باتت الفتاة تكظم غيظها من أفعاله فقد صيرها خادمة له ولأهلها، وتحنق على أهلها إذ رأت فيهم السلبية في كافة الأمور ولاسيما الأمور التي تتعلق بها، وفي يوم من الأيام اكتشفت أنها حاملا بطفله، وعلى الرغم من حزنها الشديد إلا إنها حمدت الله على نعمه ظاهرها وباطنها، وأرادت أن تضع حدا نهائيا في حياته البائسة، فقررت أن تقف في وجهه ووجه والدته المتسلطة فما كان منه إلا أن أبرحها ضربا سقطت على إثره أرضا والدماء تسيل من كل مكان من جسدها الضعيف.

نقلت إلى المستشفى بعد ساعات طوال من الحادثة، كانت حياتها بين الموت والحياة وقد خسرت جنينها، رأت في ذلك مؤشرا على خلاصها وأن الله سبحانه وتعالى قد أعطاها حريتها وأعطاها فرصة ثانية، وعلى الرغم من كونها بالكاد تتمكن من أخذ أنفاسها إلا إنها استعدت مدير المشفى، وطلبت منه تقريرا مفصلا بما حدث معها، واستدعت النيابة وأجروا معها تحقيقا في الواقعة فأدلت بكامل أقوالها بلا أدنى ذرة خوف وأرادت أن تساومه على طلاقها وتحرير روحها منه.

أثبتت لنفسها أن الأهل على الرغم من نضجهم وتجاربهم بالحياة إلا إنهم لا يكونون على صواب على الدوام، وأن الإنسان منا لابد وأن يغير مصيره بيده ولا ينتظر مساعدة من أحد من حوله، عليه أن يرفع أكفه وجهه للسماء ولا يطلب العون إلا من الله وحده.

وعلى الرغم من تهديده ووعيده لها وضغط أهلها عليها إلا إنها أصرت على موقفها، كانت ترى الدموع في عيني والدتها والتي تلقى نفس مصيرها على يدي والدها كل يوم، لقد أرادت التحرر والتغيير، وبالفعل حصلت على ما أرادت ولكن كان لأهلها خطة ثانية!

أول ما خرجت من المشفى وكانت قد ساومته على طلاقها في نظير تنازلها عن الشكوى، قرر أهلها أن يضيقوا على العيشة في كل شيء، ولكنها لم تصمت مثلما كانت تفعل من قبل، قامت بتقديم شهاداتها وعملت طبيبة في القرية التي تسكنها وبدأت في مزاولة عملها، فكانوا يضيقون في كل يوم عليها، ولكنها لم تيأس أيضا.

وفي عملها أبدى أحد الأطباء زملائها بالعمل إعجابه الشديد بشخصيتها القوية، في الأساس كان زميلا لها بالجامعة، رفضت إعجابه وعندما أرادت المغادرة أعلمها بأنه وقع في حبها من أول يوم رآها بالجامعة وأنه حينما علم بقصتها كاملة أصر على العمل بنفس قريتها ليكون قريبا منها، وأنه من قام بتوصيلها بنفسه للمشفى في اليوم الذي فقدت فيه جنينها، ولأول مرة ومنذ زمن طويل مضى تسقط دموعها من عينها وتستسلم لضعفها، حاولت أن تكفكف دموعها ولكنه أخبرها بأن تخرج كل ما بداخلها ووعدها أمام الله ورسوله ألا يخذلها أبد ما حيي.

ذهب للتقدم بالزواج منها من والدها، ولكنه لاقى رفضا قاطعا، وهنا قررت أن تبوح بكل ما في قلبها بعد مغادرة الشاب منزلهم، وأن تعلم أباها بأنه قد ظلمها طوال حياتها، وأنه جعلها كالدمية بين يدي ابن أخيه لتكون نهايتها مثلما رأى بعينيه، وأخيرا استفاق والدها ووقف بجانبها وساندها ضد أخيه وابنه وسلمها لمن يستحقها.

اقرأ أيضا مزيدا من قصص موجعة للقلوب من خلال:

قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الرابع

وأيضا/ قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء التاسع والأخير

قصص حب شباب وبنات مؤلمة وحزينة للغاية بعنوان “اسأليني عن اسمك!” الجزء الأول بكامل أجزائها، قصة على الرغم من شدة جمالها إلا إن لها أثرا مؤلما على القلب.

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى