قصة موجعة للقلب بعنوان تدمير حياة حتى الممات!
من أصعب الجروح وأشدها ألماً على الإنسان، وأعظمها من الممكن أن يخوضه يوما هو جرح القلب والمشاعر ولاسيما عندما يأتي من شخص نحبه، ربما تسأل نفسك وكيف لإنسان أن يجرح إنسانا آخر كيف له أن يجرح قلبه؟!
وجرح الإنسان لأخيه الإنسان يكون عند الغضب منه أو عندما يريد الرحيل عنه، فيترك أثراً بليغاً في النفس، وذلك الأثر يأخذ وقتاً طويلاً ليلتئم إذ أنه يكون جرحا عميقا بداخلنا، وليته يلتئم!
ودوما يراد هذا السؤال كل من جرحوا بهذه الحياة، على ماذا تتحسر قلوبنا؟!، على وقتنا الذي قضيناه في مداواة جراحهم؟!، أم على دموعنا التي انسابت لحزنهم؟!، أم على أرواحنا التي انهارت في ساعة فراقهم؟!، أم نتحسر على قلوبنا الغافِلة التي تبعتهم وصدقتهم يوما؟!
القصــــــــــــــــــــــــــــة:
بينما كانت تدرس في آخر عام دراسي لها بالمرحلة الثانوية، دق عرس ابنة جيرانهم، كانت صديقة عزيزة على قلبها، فاستغلت وقتها أفضل استغلال لتتمكن من الوقوف بجانب صديقتها إلى جانب مداومتها على الدراسة بالنهج الذي اعتادت عليه.
وبالفعل استطاعت التوفيق في هذه الأيام الثقال ومستواها الدراسي لم يتأثر بوقوفها بجانب صديقتها، وباليوم الذي ذهبت فيه لفرش العروسة رآها ابن جيران العريس، فوقع حبها في قلبه، وتحدث مع والديها على الفور في أمر الزواج بها، صعقت عندما علمت بأن والديها متقبلين فكرة زواجها، وكيف يعقل وهي تحلم بإتمام تعليمها للنهاية ومستواها المتميز يمكنها من ذلك؟!
كان الشاب ذكيا للغاية يكبرها عمرا بفارق خمسة عشر عاما، وعد والدها بإتمامه لمراحل تعليمها كاملة، ولكنه يرغب في الزواج بعد انتهاءها من المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من رفض الفتاة رفضا قاطعا إلا إن والديها أجبراها على ذلك، تحدثت إليهما مرارا وتكرارا غير أنهما كانا يرغبان في رؤيتها بعش الزوجية، لم يرزقا إلا بالبنات، فهن أربعة بنات والفتاة الابنة الثالثة، وهي أول من يتقدم إليها شاب للزواج بها.
لجأت الفتاة إلى الأهل جميعا، وعلى الرغم من تدخل كل من لجأت إليه لإنهاء الموضوع وإعانتها على أمرها إلا أنه لم يستطع أحد منهم تغيير قرار والديها، وجدت نفسها ألا مفر مما أرادا، من بداية الأمر وهي كلما سجدت لله دعت ألا يكمل الأمر وألا تكون مستساغة بهذه الطريقة وهذه الكيفية.
حال كحال أي فتاة أخرى لديها عقل وتمييز، كانت تمتلك القناعة الكافية أنها في وقتها الحالي لم يتشكل وعيها بشكل كافي لتحسن اختيار زوجها وشريك حياتها ووالد صغارها، ولكنها اكتشفت مدى ضعفها وأنها لم تقوى على تغيير قناعة والديها وإقناعهما بما هو أفضل لها.
وما هي إلا شهور قلائل ووجدت نفسها عروس تزف إليه، الخطأ الوحيد الذي اقترفته الفتاة حينما وقفت في وجه والديها وتمنت أن تكون كل شكوكها في محلها وأن ترزق بصغار وتطلق وتأتي بهم إليهما ليشعرا بالذنب كلما نظرا إليها وإلى صغارها.
لم تجد السعادة ولم تشعر بها، في البداية كانت تعتقد أن سعادتها قد سلبت منها لأنها على يقين بأنها مجبورة على الزواج من بدايته لنهايته، ولكنها سرعان ما اكتشفت حقيقة كل مخاوفها وتجسدها أمام عينيها على أرض الواقع.
أول شيء فعله الشاب معها كان حرمانها من إتمام تعليمها على الرغم أنها كانت الثانية على الدفعة بأكملها، ومجموعها يمكنها من الالتحاق بأعلى كليات القمة، أرسلت لوالدها مطالبة إياه بالتدخل ولكنها فوجئت بأنه يخبرها أن أمرها لم يعد بيده.
تحطمت كافة أحلامها، كان الشاب وأهله متلهفين على حملها، لم يتركوا طبيبا داخل البلاد وخارجها إلا وذهبوا بها إليه، وعلى الرغم أنها لم تكن تعاني من علل أو أسقام إلا أنهم جميعا أصروا على إجراء عملية حقن مجهري، وجدت الفتاة نفسها خاسرة إن كانت سببا في الإتيان بأطفال صغار يعيشون في مثل هذه البيئة ويكون أباهم هذا الرجل الذي تعيش معه.
فكانت تتظاهر بتناول العلاج وتفعل كل المطلوب منها، ولكن على أرض الواقع كانت لا تترك أمرا يمنع إتمام عملية الحمل إلا وفعلته؛ كانت لا تدع سجدة إلا وسألت خالقها الخلاص والنجاة من هؤلاء جميعا؛ نشبت الكثير من الخلافات بين الفتاة وبين شقيقات زوجها، وفي كل خلاف كان زوجها يأتي عليها حتى وإن كانت على حق، كان لا يترك لها كلمة جارحة إلا وذكرها، وشيئا فشيئا وجدته يضربها ويبرحها ضربا، كانت لا تشكو إلا لخالقها واكتفت بذلك.
في إحدى الخلافات طردها زوجها من منزله، فذهبت إلى أهلها وهناك عوضا من الوقوف بجوارها ومعرفة ما حدث، أول ما جاء زوجها ليعيدها إليه سمحا له بذلك دون معرفة شيء ودون وضعه عند حده، فما زاده عليها إلا قسوة وعنفا.
لم تدري الفتاة ماذا تفعل في حياتها، كانت الأيام تمر عليها اليوم يشبه الآخر، حياة خالية من السعادة حياة كئيبة تخلو من كافة ألوان الحياة؛ وفي يوم من الأيام اصطدمت الفتاة بالقشة التي قصمت ظهر البعير، طعنها زوجها في شرفها حينما اكتشفت حملها منه، وعندما أعلمته بالأمر أخبرها بأنها قد خانته وبأنه ليس أبا لما بداخل أحشائها.
صعقت الفتاة مما سمعته، عادت لوالديها وانهارت ولأول مرة تتحدث إليهما بهذه الطريقة، لقد دمرا حياتها ولاسيما حينما تبين لها أنهما يريدان أن يعيدانها إليه مرة أخرى، ذهبت إلى المحكمة بنفسها وحررت قضية رد شرف، وبعد وضعها لطفلة ما أجملها قامت بعمل فحص DNA واستطاعت إثبات نسب وخلعته بعدها، ولكنها باتت المسئولة الوحيدة عن هذه الطفلة الرضيعة، وعلى الرغم من آلامها وكل مل كانت تشعر به من خذلان إلا إنها كانت تشعر براحة غريبة على القرار الذي اتخذته، كان قرارا مصيريا محمولا بالأعباء ولكن بداخله وفي طياته راحتها النفسية.
اقرأ أيضا مزيدا من قصص موجعة للقلب من خلال:
قصة موجعة للقلب بعنوان آلام وتغيير مصير!
وأيضا/ قصة حزينة بعنوان طفلة على مشارف الموت والسبب اللوكيميا
قصص حب في الجاهلية “قيس ولبنى” قصة حزينة وموجعة للقلب