قصة هزيمة الشيطان قصة فيها حكمة وعبرة عظيمة بقلم : محمد لبيب البوهي
قصة هزيمة الشيطان قصة رائعة ومعبرة جداً فيها حكمة عظيمة عن فضل الدعاء استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا المقال من موقع قصص واقعية وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
هزيمة الشيطان
كان يعيش في قديم الزمان رجل حكيم اشتهر بين الناس بالتقوي والصلاح حتي عظم شأنه بينهم فاختاروه سلطاناً عليهم وذهبت سيرته بين الناس مثلاً، فكان يعدل بينهم ويأمرهم بالعدل والتسامح وان يحب بعضهم بعضاً، وان يساعد الغني منهم الفقير وان يعين القوي الضعيف وان يعلم العالم منهم الجاهل، وبلك انتشر الخير في البلاد ورفرفت عليها ظلال السعادة وكان الناس يأتون اليه من كل مكان فيلقاهم بالبشر والترحاب، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه الصبوح، حتي احبه الجميع ولقبوه بالسلطان الحكيم، لأن احداً لم يكن مثله في مكارم الصفات وحسن الطباع .
وعلم الشيطان بأمر هذا الانسان العادل الحكيم فحزن الشيطان حزناً شديداً وتحدث الي نفسه قائلاً : لقد غلبني هذا الانسان فانا اوسوس للناس بالشر وهو يأمرهم بعمل الخير، وانا ازين لهم الكذب والغش حتي يتخاصموا وتدب بينهم العداوة، ولمعت في ذهن الشيطان فكرة خبيثة فرأي ان يسعي الي هذا السلطان وهو نائم وينفخ في اذنيه بقوة فيصيبه بالصمم وكان غرض الشيطان من ذلك ان يصبح السلطان مصاباً بالصمم فإذا جاء الناس ليعرضوا عليه شكواهم وما نزل بهم من الظلم فلن يستطيع أن يسمعهم .
واستيقظ السطان فجأة من نومه وبه ألم شديد في أذنيه، وزاره الاطباء ولكنهم ضربوا ايديهم حسرة وقالوا : لقد اصيب الرجل الصالح بصمم شديد لا شفاء منه، وجاء في احد الايام رجل مظلوم يريد ان يشكو للسلطان ولكن السلطان لم يستطع ان يسمع حديثه، فبكي المظلوم وقال : من الذي سيسمع قصتي ويأخذ لي بحقي من الظالم ؟ وقام السلطان الصالح الي الصلاة ثم دعا الله ان يرشده الي طريق سليم بالحكم بالعدل في شكوي كل مظلوم وتنفيذاً لأمر الله تعالي : ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الي اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ” صدق الله العظيم .
ولمعت في ذهن السلطان فكرة طيبة اثناء الصلاة وادرك انها إلهام من الله، جمع السلطان الناس وأمرهم ألا يلبس ثوباً احمراً الا كل انسان مظلوم حتي يراه السلطان فيدعوه اليه ويذهب عنه اسباب الاحزان والظلم، وفرح الناس بذلك ووجد كل صاحب مظلمة او حاجة سبيلة الي عدل السلطان حين يعرفه بالثوب الاحمر الذي يرتديه، ولما علم الشيطان بذلك ازداد حزنه، وعاد يفكر في حيلة ليفسد عمل السلطان، فقال في نفسه : سوف اجل السلطان اعمي حتي لا يري ما يكتبه المظلوم علي الورق من الشكوي وبالتالي لا يمكنه ان يرفع عنه الظلم .
تسلل الشيطان في الليل
وضرب بقوة علي عيني السلطان الطيب فقام من نومه يصرخ في ذعر من الألم قائلاً : ماذا حدث لي ؟ لقد اصبحت اعمي، واعتكف السلطان في داره وجعل يصلي ليلاً ونهاراً وهو حزين يبكي ولم يكن بكاؤه من اجل ما اصابه بقدر آلمه لما اصاب المظلومين بعد ان اصبح لا يسمعهم ولا يراهم، ورأي ان يجمع الناس وان يختاروا سلطاناً غيره إلا ان الناس لم يرضوا بذلك وتمسكوا به، وجاء كبار الاطباء من كل مكان واعلنوا بعد الفحص الطويل الدقيق عجزهم عن علاج السلطان لأنهم كلما صنعوا له علاجاً كان الشيطان يتسلل في الخفاء ليفسد كل دواء .
واشتدت الحيرة بالناس وكانوا يتساءلون ماذا نفعل من اجل هذا السلطان الصالح الحكيم، فقال قائل منهم : لم يبق غير باب الله وهو اعظم الالواب ولا يتخلي سبحانه عن احد من الصالحن ابداً، بل هو يشمل كل عباده بالرعاية الإلهية فليس امامنا الا الدعاء بقلوب خالصة، واجتمع الناس في المساجد وظلوا طويلاً يدعون الله سبحانه تعالي لشفاء السلطان، وذات صباح فوجئ الناس عامة والاطباء خاصة بالسلطان وقد بدأ يري المظلوم ويستمع اليه ويكثر من حمد الله علي نعمه وفضله واقام الناس الافراح وعمهم السروح .
وتولي الشيطان حزيناً مدحوراً وقد استبد به الهم والغم علي فساد كيده وهزيمة تدبيره، فقد مني بشر هزيمة نالته بسبب اتجاة الناس الي الله واكثارهم من الدعاء، لقد هزمت آيات القرآن كل كيد الشيطان فباب الله قبلة المؤمنين الصالحين وهذا هو الطريق الأمثل لكل انسان .
قصة رايعة
الصبر جميل وعدل أجمل منه