قصة وفاة الشيخ محمد الغزالي وسر دعوته العجيبة
هناك الكثير من المشايخ و الائمة الذين تركوا اثرا كبيرا في نفوس المسلمين ، فمنذ قديم الزمن و حتى يومنا هذا نجد رجال يؤمنون بالله و رسوله عليه الصلاة و السلام ويدعون الى الاسلام هنا وهناك ، على الرغم من تعرضهم الدائم للعقبات و المشاق من اعداء الدين الا انهم لا يحبطوا ابدا ، من هؤلاء الأئمة الامام محمد الغزالي ، هذا الامام له قصة غريبة تتعلق بوفاته سنذكرها من خلال قصتنا اليوم ، ولكن من هو الامام محمد الغزالي ؟ ويا ترى ما هي قصة موته ؟ ، هذا ما سنذكره من خلال قصتنا لهذا اليوم ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
قصة الامام الغزالي وكيف مات
ولد الامام الغزالي في يوم الثاني و العشرين من شهر سبتمبر من العام 1917 م ، محمد الغزالي هو داعية و مفكر مصري ، يعتبر الامام محمد الغزالي من دعاة الفكر الاسلامي في العصر الحديث ، فقد كان معروف عنه تجديده الدائم في الفكر الاسلامي ، باعتباره من الدعاة المعادين بشدة للتشدد و الغلو في الاسلام ، اطلق على الشيخ محمد الغزالي لقب ( اديب الدعوة ) وذلك لانه كان مشهور باسلوبه الادبي في الكتابة ، كان دائم الانتقاد للانظمة الحاكمة في دول العالم الاسلامي ، الامر الذي سبب له العديد من المشاكل في كلا من مصر و كذلك المملكة العربية السعودية.
اقرأ ايضا : قصص وعبر الشيخ كشك
ولد الامام محمد الغزالي في احدى قرى ايتاي البارود في محافظة البحيرة ، وقد نشأ الامام في اسرة متدينة ولهذا فقد اتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة فقط من عمره ، ومن اقوال الامام الغزالي عن القرآن الكريم : ( كنت أتدرب على إجادة الحفظ بالتلاوة في غدوي ورواحي، وأختم القرآن في تتابع صلواتي، وقبل نومي، وفي وحدتي، وأذكر أنني ختمته أثناء اعتقالي، فقد كان القرآن مؤنسا في تلك الوحدة الموحشة ) ، انتقل الامام الغزالي ليكمل تعليمه في القاهرة و كان ذلك عام 1937 م ، حيث كان محمد الغزالي طالبا في كلية اصول الدين بجامعة الازهر.
بدأ الامام محمد الغزالي عمله ككاتب في مجلة الاخوان المسلمين خلال دراسته وهو في السنة الدراسية الثالثة في الكلية ، وذلك بعد ان تعرف على مؤسس الجماعة حسن البنا ، كان حسن البنا يشجع الامام محمد الغزالي على الكتابة دائما حتى تخرج من الجامعة ، تخصص الامام محمد الغزالي بعدها في الدعوة و الارشاد وذلك حتى حصوله على درجة العالمية ، كان ذلك في عام 1943 م وهو بعمر 26 عام ، يذكر ان للامام محمد الغزالي العديد من الشيوخ الذين تتلمذ على يديهم منهم الشيخ محمود شلتوت.
و يمكنكم ايضا قراءة : الشيخ يوسف إستس
وكذلك الشيخ محمد ابو زهرة وغيرهم ، عمل الامام محمد الغزالي في عدة مناصب فبعد تخرجه عمل كخطيب و امام في مسجد العتبة الخضراء ، ومن ثم تدرج بعدها في الوظائف حتى اصبح مفتشا في المساجد ، بعدها اصبح الامام محمد الغزالي واعظا في الازهر ، في عام 1971 م اعير الى المملكة العربية السعودية باعتباره استاذا بجامعة ام القرى في مكة المكرمة ، كما قام الامام محمد الغزالي بالتدريس في كلية الشريعة بقطر ، عام 1981 م عاد الى مصر وتم تعيينه وكيلا لوزارة الاوقاف.
كانت آخر مناصبه عندما تولى رئاسة المجلس العلمي لجامعة الامير عبد القادر الجزائري في الجزائر ، وقد شغل الامام محمد الغزالي هذا المنصب لمدة 5 سنوات ، يذكر ان الامام محمد الغزالي كان دائما يدعو بدعوة معينة ، فقد كان يقول : ( اللهم ارزقني الوفاة في بلد حبيبك المصطفى ) ، كان جميع المحيطين بالشيخ محمد الغزالي يرون بان هذه الدعوة غريبة بعض الشيء لانه من الصعب جدا ان تتحقق ، شاء الله ان يستجيب للشيخ محمد الغزالي ، ففي عام 1996 م تمت دعوة الامام الى مؤمر اسلامي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
في ذلك الوقت كان الشيخ محمد الغزالي يعاني من المرض كما ترجاه تلامذته الا يذهب الى هناك خوفا من ان يتعرض للانفعال ، خصوصا ان الاطباء قد حذروه من خطر الانفعال عليه ، ولكن الشيخ محمد الغزالي لم يأبه بكل هذه التحذيرات وقرر ان يسافر لحضور المؤتمر ، اثناء حديث الامام محمد الغزالي في المؤتمر وقف احد الحضور وهاجمه واصفا اياه بمعاداة اهل السنة ، في هذه اللحظة انفعل الشيخ محمد الغزالي وبدأ يدافع عن نفسه ، كان آخر ما قاله الامام محمد الغزالي : ( نريد أن نحقق في الأرض لا إله إلا الله ).
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : الشيخ الشعراوي العالم الجليل والمفسر
حينها تعرض الشيخ لذبحة صدرية ومات فورا ، حينها امر الامير عبد الله ولي العهد في ذلك الوقت ان يتم نقل جثمان الامام محمد الغزالي الى المدينة المنورة ، وبناء ايضا على توصية من مفتي المملكة في ذلك الوقت الشيخ عبد العزيز بن باز تم الامر ، يصف الرجل المسؤول عن دفن الاموات في المدينة المنورة الامر قائلا : ( إن صاحبكم هذا أمره غريب كلما شرعت في حفر حفرة أجد الأرض لا تلين معي حتى جئت هنا ولانت معي الأرض بين قبري نافع مولى عبد الله بن عمر ومالك بن أنس صاحب المذهب المالكي ) ، ولهذا اطلق عليه لقب ( صاحب الميتى المخرصة ) لانه دفن بين اهل الحديث و اهل افقه.